سعود القحطاني

لم يكن قتل الصحافي الراحل، جمال خاشقجي، لحظياً ونتيجة خطأ، وإنما عن سبق إصرار وترصد، بدليل المواد الكيميائية التي جلبها الفريق المكلف بالقتل، وتم بها تنظيف رخام الفرن، لإخفاء آثار "تقطيع الجثة وحرقها"، كما جرى في مكاتب القنصلية السعودية في اسطنبول.

تترجم لائحة الاتهام التي وجهتها النيابة العامة التركية لقتلة الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، ما اعتبره الرئيس التركي، أردوغان، ديناً تجاه عائلة المرحوم، عبر تعقب الجناة ومحاسبتهم، وتعبر عن قناعات الرئيس بأن العدالة لا تتحقق إلا من خلال المحكمة الوطنية والدولية.

لم يقتصر فضح الأسرار السعودية على وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات، بل وصل إلى الأفراد العاديين، عندما تمكّن المعارض السعودي، عمر عبد العزيز، من تسجيل لقاءاتٍ بينه وبين رجلين قدما من السعودية إلى كندا لإقناعه بالعودة إلى السعودية، وتهديده باعتقال شقيقه.

قالت أنقرة إن الأحكام التي أصدرتها محكمة سعودية في قضية قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، تجاهلت من أعطى الأوامر لتنفيذ الجريمة، ومكان جثة خاشقجي، وهوية المتعاون المحلي في حالة وجوده. وشدّدت على أن معاقبة القتلة مسؤولية قانونية، ووجدانية أيضاً.

كانت التقديرات بشأن المحاكمة في السعودية في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي، تفيد بأن منطق السياسة يقضي بالتضحية برؤوس معينة: خذوا مستشاراً واتركوا لنا أميراً. خذوا ضابط استخبارات وحيّدوا ولي العهد. أعدموا قنصلاً، وانسوا ما حصل على إيقاع رشاوى بالمليارات.