جيمس ماتيس

نحن أمام فروق جوهرية بين رؤيتي الرئيس الأميركي ترامب ومستشاره المقال بولتون، لدور أميركا حول العالم، وأمام رؤية خاصة للسياسة الخارجية الأميركية يتبنّاها ترامب، وهذا أمر بات يتضح باضطراد، وبات يرفض ترامب التراجع، حتى لو اضطر للتخلص من كبار مستشاريه.

استثمرت جماعة الحوثي صراع الفرقاء في جنوب اليمن لتسويق نفسها إقليمياً ودولياً، ونجحت في تمتين علاقتها مع روسيا، والأهم هو اعتراف إيران، حليفها الإقليمي، بها سلطة حاكمة في صنعاء، وذلك بعد قبول اعتماد سفيرها في طهران.

اللاتوقعية هي ما حكمت سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخارجية منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وهي تخالف تماما ما بُنيت المؤسسات لأجله، وما تسعى التحالفات الدولية لتجنّبه، وهذا ما نراه ماثلا في سياسة ترامب تجاه روسيا وتركيا والملف السوري.

لا تستطيع الإمارات التخلّي عن مدينة عدن، فهي عصب خطتها في السيطرة على السواحل اليمنية المحاذية لخليج عدن، وهي المدخل الطبيعي والوحيد إلى مضيق باب المندب، حيث ممر البحر الأحمر الآمن.

سياسات الإمارات المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وحياكتها المؤامرات، كما ضد قطر وفي مصر والسودان وليبيا.. إلخ، ودورها في جرائم الحرب في اليمن وتمزيقه، كلها أسباب تدعو إلى عدم الثقة بهذه الدولة.

قرّرت الولايات المتحدة الاحتفاظ بقاعدة مساحتها 2400 كيلومتر مربع من سورية في منطقة التنف، وفيها بعض مقاتلي المعارضة الذين تدربهم لمساعدتها في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد نهابة داعش، سيكون عمل القاعدة موجهاً للسيطرة التامة على الحدود السورية العراقية.

تقدم إدارة الرئيس الأميركي، ترامب، فشلها الخاص في الشرق الأوسط، فبعد بوش وسياسات الاحتلال العسكري، وأوباما الذي أضاع الكثير برغبته في الانسحاب من العراق، وبالتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن، تقدّم إدارة ترامب سياسةً عنوانها التجاهل والادعاء.