بول بريمر

بعد 20 سنة من إزاحة نظام استبدادي كتم على أنفاس الشعب العراقي عقوداً، تعيش الغالبية من الشعب العراقي تجربة مشابهة اليوم، تحت وطأة قبضةٍ استبداديةٍ تحبس أنفاس المدوّنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُقصي المخالفين والمعارضين وتطردهما.

ليس هناك أكثر دلالة على الفشل الأميركي في غزوه العراق من الحقائق التي جعلت العراقي العادي والمسؤول العربي الفاعل يتفقان على صورة الحل المتوقعة، حاجة العراق إلى ديكتاتور عادل، فالعراق كان القوة العربية الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه إسرائيل.

عبّر عن الصحوة الأخيرة للشيوعيين العراقيين التقرير للحزب أقر بأن "ما بات ملحّاً وضرورياً تدشين صفحة جديدة تحت راية التغيير الشامل تفتح آفاقاً واعدة لغد الديمقراطية الحقّة ودولة المؤسسات والقانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية". تظل صحوة غير مكتملة.

لا يمكن الاستمرار في تجاهل حقوق نساء إيران وشبابها، وليس المطلوب تأييد أميركا والدخول في حملة لإسقاط النظام الإيراني. فكما نرفض قمع أي نظام عربي شعبه، يجب أن نرفض القمع في طهران، وأن نكون مع الاحتجاجات الإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه.

تقدّم المرأة العراقية لبلدها كل أنواع التضحيات، سواء بأبنائها أو بمقاومة العوز وعمليات الاستغلال التي ترتكبها قوى سياسية ومليشياوية ومحاولات تهميشهن، حتى كانت إحدى أيقونات ثورة تشرين، وأحد مصابيح النشاط السياسي والإعلامي اللواتي طالتهن أيادي الاغتيال

لم تتحقّق أيّ خطوة من خطوات الإصلاح التي تعدّ الطبقة الحاكمة الشعب العراقي بها، بل أبعد من ذلك، تستمر هذه الطبقة بممارسة نهجها الطائفي، بتوظيفه في الخطاب والممارسة، عبر سياسة إقصاء ألوان الطيف المجتمعي والتمييز والتهميش والمحاصصة والانقسام.

في جديد أخبار بغداد، أخيرا، ظهور حركات شبابية سياسية تجنّد نفسها لإحداث التغيير المطلوب، مثل "حركة اليسار الديمقراطي العراقي" و"المنظمة العربية للعمل من أجل الإنسان" اللتين اتحدتا، أخيراً، تحت اسم "اتحاد الطلائع اليسارية".