الحسن الثاني

اعتقل النائب والوزير المغربي السابق محمد مبديع للتحقيق في قضايا فساد وتبديد المال العام واستغلال النفوذ، في توقيتٍ دالٍّ يطرح أكثر من علامة استفهام، كون الرجل قياديا في حزب الحركة الشعبية المنتمي إلى المعارضة البرلمانية المغربية،

ظلّ الفساد في المغرب، خصوصا عندما تطاول شبهاته مسؤولين كبارا، محميا، وأصحابه محصنين، بل ويٌرقّون في مناصبهم ومسؤولياتهم رغم صدور تقارير رسمية تستوجب التحقيق معهم في ما سجلته من شبهات فساد واستغلال نفوذ واختلاسات داخل مؤسّسات عمومية أو منتخبة أداروها.

تجسّدت بداية رصد التحوّلات في العلاقة المغربية الأفريقية عبر ملاحظة تنامي جاذبية النموذج الديني المغربي، واتّساع رقعة الاعتراف به داخل القارّة، ما يعني أن حركية مؤسّساتية مواكبة، تقوم بدور الدبلوماسية الموازية، وتنزيل رؤية المغرب الجديدة تجاه أفريقيا

كانت لدى المغرب شكوك غير معلنة بشأن وجود تعاون عسكري إيراني انفصالي، صار يتأكّد مع ارتفاع الصراع ما بين الدول العربية والغرب، في قلبه الولايات المتحدة، وبين طهران، زاده التوسّع الشيعي في الشمال الأفريقي وغرب القارّة الأفريقية حدّة ووضوحا.

تجسّد أزمة الجفاف المتفاقمة في المغرب تحدّيات بنيوية واقتصادية وتقنية تتقاطع بين عدة مجالات حيوية. وتلح على ضرورة إيجاد حلول هندسية وتقنية ناجعة في تحلية مياه المحيط الأطلسي حتى لا تتفاقم حدتها، وتنال من أداء الاقتصاد والقدرة المعيشية لعموم المغاربة.

تدرك السلطة في المغرب مدى عمق البعد الروحي للقضية الفلسطينية في الوجدان الشعبي المغربي، وتعرف القدرة الهائلة لهذه القضية على تعبئة الرأي العام في بلدها، وكل محاولات جسّ نبض التعاطف الشعبي المغربي مع القضية الفلسطينية ستأتي بنتائج عكسية.