الحرب الباردة

نشهد كيف يتذاكى أقوياء المجتمع الدولي على مواثيق التعاون الدولي. إننا إزاء مجتمع دولي ينازِع في البقاء، وقـد اختلت موازينه، وفقد أكثر مبرّرات بقائه، ولم يبـقَ له، وبعد أن تآكلت أطرافه، إلّا أن يتهاوَى ويتآكل. إننا بالفعل أمام مجتمع دولي ينازع.

ظلت العلاقات الثنائية بين البلدان المغاربية محكومة بما كان بين المستعمرين أنفسهم من علاقاتٍ ومصالح، فلم يحدُث أن برزت عداوة استثنائية ولا منافساتٌ تستمدّ روحها من الخصوصيات الوطنية المُشَرْعَنة بالتاريخ والإيديولوجيا.

لا يرقى الدور الذي تقوم به الصين بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة إلى مستوى دولة عظمى تسعى إلى أداء أدوارٍ أكبر في الشرق الأوسط، وليس هذا المتوقّع منها من الفلسطينين، حيث وضعت عملية طوفان الأقصى الصين أمام اختبار حقيقي، كما باقي القوى العظمى.

يبدو أن عصر المعجزة التنموية الصينية قد بلغ نهايته، فصارت نسب التنمية المؤلفة من رقمين جزءاً من الماضي. تضاف إلى ذلك كله شيخوخة المجتمع الصيني، وبدء متوالية تناقص السكان الذين بات يشكل من تبلغ أعمارهم فوق 65 سنة حوالى الربع بينهم.

يتحدّث صانعو القرار في واشنطن والغرب باستمرار عن "التهديد" و"الخطر" و"التحدّي" الصيني في وقت يستحيل فيه على الغرب قطع علاقاته التجارية بالصين، ويبقى الاعتماد المتبادل سيد الموقف، ولا سيما بين بكين وواشنطن. تاليا مطالعة موسّعة في حقيقة هذا "الخطر".

أيّ مبتغىً يجعل وزارة الخارجية الأميركية تتوسّل الموسيقى في "مبادرةٍ" من النوع الذي أخبرنا عنه الوزير بلينكن، العازف الذي يحتاج أن يعرف أن جمهورا عربيا سيستقبل فرقة الجاز بتقديرٍ لو أنها غير مُبتعثةٍ من الخارجية الأميركية.

المدى الذي تلجأ فيه الولايات المتحدة لاستعمال الخلفية السينمائية التي قوامها مواجهة الخير ضد الشر، في خطابها عن الصين هذه الأيام، يمثل مؤشّراً موثوقاً لمدى تدهور أو إمكانية تحسّن العلاقات بين الدولتين،