الثورات العربية

في سعيه إلى فهم ما حصل للمجتمعات العربية منذ أن أقحمت في الحداثة، يسعى المفكر السوري، برهان غليون، في كتابه الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان "سؤال المصير" إلى قلب معنى الاستثناء العربي. هنا وجهة نظر حول الكتاب.

فشل الأحزاب العربية في تحقيق الدور الذي يُفترض أن تقوم به بوصفها إحدى الأدوات المجتمعية، والتي تقوم بدورها من خلال التأثير على المجتمع وتلخيص مصالح قطاعات وطبقات وفئات اجتماعية مكوّنة له، يضع الظاهرة الحزبية موضع المساءلة عن حقيقتها ودورها وجدواها.

إذا كان عالم الغيب الديني يغلب عليه الخير ومصلحة العباد، وهو ما يتقصّاه رجال الدين وعلماؤه وفي كل شيء، فإن عالم الغيب السياسي هو عالم الشر والأحابيل المخفيّة التي تنسف أي أساسٍ ثابتٍ للمعرفة، فتبدو المطالبة بالحرّية مثلاً مجرّد شكل لتكريس العبودية!

تعمل الرياض من مدة على تعديل سياساتها الخارجية فيما يخص عدد من المسائل، لكن تظل هذه التعديلات جزئية ومحدودة الأثر، ما لم تلحق ذلك مراجعة جدّية لملفين أساسيين، هما ملف الثورات العربية أولا، والإسلام السياسي ثانيا.

بعد وأد الثورات العربية، لم يعد هناك ما يدعو المواطن إلى القلق أو الخوف على مصيره معنا، لأنّ المدافع معنا والشعب معنا والبرلمان معنا والنخبة معنا والقصّة معنا والقصيدة معنا واللوحة التشكيلية معنا ومحمد رمضان معنا والبيانو معنا...