الانتقال الديمقراطي

كان الدعم الإقليمي والدولي للحكومة الانتقالية في السودان غير مسبوقٍ في تاريخ السودان. ومع ذلك، كان الفشل الذي واجهه الانتقال الديمقراطي غير مسبوق. ويعود إلى عدة أسباب، أبرزها أن حدّة الاستقطاب فاقت ما شهدته الثورات العربية الأخرى.

البديل عن فشل التجربة الحزبية في الأردن هو الاستمرار في حلقةٍ مفرغةٍ من الأزمات السياسية التراكمية واستمرار استنزاف النخب السياسية وتعزيز بواعث العزوف عن المشاركة السياسية بخاصة لدى جيل الشباب!

ليس مؤتمر حركة النهضة المزمع عقده في أكتوبر المقبل، مجرّد حدث حزبي عادي وعابر. هو أعمق من ذلك بكثير، لأنّ الحركة كيانٌ وفكرةٌ ضحّت من أجلها أجيال نصف قرن، وهي اليوم مهدّدة بالزوال، لأن مؤسّسها أراد لها أن تبقى ملتصقة به إلى النهاية.

تحوّل المثقف النظامي بعد ثورة الياسمين في تونس إلى مهادنٍ للثورة حينا، مضادّ لها حينا آخر لأنّها سلبته الأبّهة والكثير من أدوار الزبونية والوصولية والبطولة الوهمية التي مارسها في عهود سابقة.

كتاب عزمي بشارة "الانتقال الديمقراطي وإشكالياته" مرجع مهم لا غنى عنه في العالم العربي اليوم، وهو ما يحسب لبشارة والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فهذا الإنتاج المعرفي الكبير يساهم كثيراً في تعزيز البحث العلمي وتفكيك المشكلات العربية.

ما لا يمكن حجبه وإنكاره في تونس أن ظاهرة قيس سعيّد قد صمدت، وأن الذي يتجاهلها سيفشل في فهم ما يجري. لذا لا بد من تغيير منهج الفهم والتحليل لاكتساب القدرة على الاستقراء. وبناءاً عليه يُستبعد أن تشهد تونس، على ضوء المعطيات الراهنة، تغييرات مهمة.

مشكلة النظام السلطوي الناشئ في تونس ناتجة من كونه حالة وسيطة بين الديمقراطية والحكم المطلق، أو أنها مرحلة على الطريق من الديمقراطية إلى الاستبداد، ولهذا يظهر المشهد متناقضا بوجود جرأة على التعبير، خصوصا على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام.

من سمات المشهد السياسي الحالي في تونس تشكّل نظام سلطوي هجين، حيث لا يملك النظام حزبا سياسيا يحكم من خلاله البلاد، ولم يحلّ الأحزاب أو يمنع النشاط السياسي، بالإضافة إلى وجود هامش للنقد الإعلامي، وحرية جزئية للتعبير.