انفجار المرفأ

تتوافد إلى لبنان بعثات قضائية أوروبية للتحقيق في شبهات تبييض أموالٍ تطاول حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وأخاه ومساعدين له، وكذلك موظفين في المصرف المركزي، ومدراء في مصارف لبنانية تجارية... بين مؤيد ومعارض للخطوة. هنا وجهة نظر حول المسألة.

المسنّون فئة اجتماعية مهملة تماماً. لا حساب لها في أية خطة، أو برنامج اقتصادي، أو حتى تحريض ديماغوجي. متروكة لمصيرها، محرومة من أي دور، خرساء، تبحث عنها في السراج والفتيلة، مع أنها موجودة، تطبع بعض أحياء العاصمة اللبنانية والقرى بوجودها.

كانت العروس اللبنانية ليليان شعيتو، أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وتعرضت إثرها لغيبوبة ودخلت مشفى الجامعة الأميركية، ليقرّر زوجها منع وليدها عنها، بمصادرة جواز سفرها والحجْر عليها. مؤخرا تحسنت حالتها، ورأت طفلها للمرة الأولى. ماذا كانت ردّة فعلها؟

أحيا اللبنانيون الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت تحت رائحة الدخان الأسود والغبار، المنبعثين من انهيار أقسام من الأهراءات، ما يشكل دليلا إضافيا على رغبة السلطة في ردم ذاكرة اللبنانيين وتعميق مسرح الفراغ، كي يحافظوا على مصالحهم.

في الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت، وبدلا من أن تتحقق العدالة لا تزال الطغمة الحاكمة قادرة بسطوتها وتحكمها بالحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية على المناورة لمنع تحقيقها، وأكثر من ذلك غرق لبنان في تدهور معيشي غير مبسوق، حدّ فقدان الخبز!