طالِب الحكمة لا يكتفي بما تُعلّمه إياه مصادفات الحياة، بل يولي وجهه صوب الماضي أيضاً، وما يختزنه من معرفة وخبرة، قد يجد هناك ضالّته من الحكمة، ولو كانت ابنة زمانها، فالحكمة لا زمان لها. تجارُب الحياة تُعلّمه التروّي في النظر إلى الأمور.

لا تطرح جائحة كورونا، التي تشغل البشرية منذ أشهر، أسئلةً صحّية ومعيشيّة فحسب، بل تدفع المشتغلين بالفلسفة والعلوم الإنسانية إلى التفكير بالمصير الإنساني عموماً. هذا ما حاولت مجلّة "تبيّن" الإجابة عنه في مؤتمرها السنوي، الذي عقدته السبت الماضي.

اليوم، كما بالأمس، لا تكلّ الثقافة عن التشاؤم، والأصح عن صناعة التشاؤم، بابتداع وصفات أصبحت تنبؤات، هذا إنْ كان لها جدوى. صار التحذير من كلّ شيء. وما يُتداول عبارة عن مخاوف على نمط: الحضارة في اضمحلال، وفي سبيلها إلى الدمار.

ربما لم يسبق، في تاريخ البشرية، أن انشغلت شعوب الأرض جميعها بمسألة المرض في وقت واحد كما هو الحال في يومنا هذا مع جائحة كورونا. في هذا السياق تأتي ندوة "الفلسفة والجائحة والمرض"، التي عقدتها افتراضياً، أمس السبت، دوريّة "تبيّن" للدراسات الفلسفية.

في سلسلة من أربعة أجزاء، تتوقف إذاعة "فرانس كولتور" عند الفيلسوف الذي بات حاضراً بكثافة في المشهد الثقافي الفرنسي في السنوات الأخيرة. في الجزء الأول، الذي بثّ أمس، يذكّر المفكّر المغربي علي بن مخلوف بأهمية القضاء والطب في فلسفة صاحب "فصل المقال".

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، 5 كانون الثاني/ يناير، ذكرى ميلاد السيميولوجي والروائي الإيطالي أومبرتو إيكو (1932 - 2016).