الجائزة العالمية للرواية العربية

تُهدي الجائزة العالمية للرواية العربية، في دورتها أخيرا، لقرّاء الرواية والذوّاقة والمهتمين اسم محمد النعاس، من تاجوراء في ليبيا، ربما لا يجوزُ وصفُه واعدا، فروايته المكرّمة بالجائزة "خبز على طاولة الخال ميلاد" مكتملة القوام، وليس فيها عيوبُ البواكير

انتهت الدورة الـ15 من جائزة البوكر العربية، التي شاركتُ في تحكيمها، إلى جانب زملاء وزميلات، برئاسة الروائي والناقد الأكاديمي شكري المبخوت، حيث خرجتُ من المهمّة بحمولة ثقيلة من المتعة التي استخلصتها من قراءة ما يزيد على 120 رواية.

كان خبر رحيل عبد العزيز الفارسي صدمة كبيرة، يصعب الاستيقاظ منها، أصابت معظم أصدقائه ومعارفه بالذهول، كما أنّ كل من كان له موقف معه، وهو الطبيب والإنسان والكاتب، عبّر عنه بطريقته في وسائل التواصل الاجتماعي، فخرجت إلى العلن عبارات العزاء والحزن.

روايات الحبيب السالمي، عابرة للأمزجة. إلى جانب مذاقها الخاص، وسردِها الموصوف بالتمهّل، واللغة المتقشّقة فيها، والتي تنأى عن الإسراف في التصوير والمجاز والشعري، سيان، كانت فضاءاتها في الريف التونسي، أو في مناخات باريسية.

لطالما قيل إنّ الأديبَ العربيَّ، عامّةً، مكمومُ الفم مغلولُ اليدين بسبب حاجته الفعليّة إلى مالٍ تُغدقه عليه الجوائزُ الأدبيّةُ العربيّة. ومع ذلك، لن يكون مفهومًا، أو مقبولًا، أن يحوَّله ذلك بوقَ دعاية، أو مثقّفَ سلطة، أو كفيفًا يدّعي عمى الألوان.