موسى أبو مرزوق

لطالما جعل محور الممانعة والمقاومة القضية الفلسطينية سبّوبةُ لابتزاز مشاعر أصحابها والعرب والمسلمين عموماً، لكن الحقيقة الراسخة تقول دائماً إن أوائل المفرّطين كانوا الذين يصرخون بها على المنابر ويتشدّقون باسمها، حتى وإن كانوا يقفون فوق الخراب.

بعد عودة وفد حركة حماس إلى غزّة، وصمت الحركة المطبق حيال ما تعرّض له وفدها من تهميشٍ في دمشق، إن لم نقل ازدراء، ناهيك عن تجاهل وصف القيالدي في "حماس"، خليل الحيّة، اللقاء مع الأسد بأوصاف تعظيمية، تدلّ على أن الحركة محرجة أو ربما أنها خجلة.

زيارة حماس موسكو مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا، وما أثاره من تداعياتٍ وردود أفعال عربية ودولية رافضة، في سياقها الشعبي، وبالتالي يمكن استنتاج أن روسيا تسعى إلى التقرّب من الرأي العام العربي والإسلامي الذي تتمتع حماس والقضية الفلسطينية بدعمه وتأييده.

تضمّن التذاكي المصري إشغال الفصائل الفلسطينيةوخداعها بطلب تصورات ورؤى للمصالحة وإنهاء الانقسام، وهي ألاعيب وحيل لاستهلاك الوقت. تحتاج حماس إلى تفكير خارج الصندوق، بعيداً عن القاهرة ووساطتها، وفق الإيمان أن الحل الجذري لمشكلات غزة يمر حصراً بالمصالحة.

 محزنٌ أن إسرائيل باتت قبلة الرسميين العرب، سواء الباحثين عن تهدئة، أو الساعين إلى القطيعة مع أشقائهم، بل أنها صارت، بنظر بعضهم، الحل السحري للمشكلات الإقليمية والدولية، إذ يمكنها بجرعة تطبيع واحدة إنعاش أنظمة متعثرة في فسادها واستبدادها.

من المعيب أن تتصرّف سلطةٌ عربية حاكمة بأرزاق مواطنين فلسطينيين، من دون مراعاة البديهي من الأصول، وتعلم الحكومة الفلسطينية من وكالة أنباء، ومنظمة التحرير ممثلةٌ للشعب الفلسطيني، ولدولة فلسطين سفارة في الخرطوم، من المخزي أن يرتضيا الاستخفاف بهما.