على الرغم من الوضعية المقلقة عموماً للقارة الأفريقية، إلا أنه بعد تفشي فيروس كورونا عالمياً، وتأثيره على التحويلات المالية إليها، تبدو ملفاتها الساخنة على شفير الانفجار الأمني والسياسي.

يسابق الأوروبيون الوقت قبل حلول شهر يوليو/ تموز المقبل، الموعد المحدد لبدء ملء خزان سدّ النهضة، والذي حدّدته إثيوبيا، وذلك لتمرير مقترح لهم، يُبطئ عملية الملء، ويحمي مصالح الدول المعنية في نهر النيل.

مع اقتراب موعد الملء الأولي لسدّ النهضة وفقاً للحسابات الإثيوبية في يوليو/تموز المقبل، تبدو أديس أبابا أكثر إصراراً على المضيّ في مشروعها، مع رفضها كل الاتفاقات السابقة حول السدّ ونشرها منظومات دفاع جوي في محيطه.

تسعى مصر لاستغلال الوضع الدقيق لمفاوضات سدّ النهضة، بينها وبين إثيوبيا خصوصاً، والدفع قدماً نحو تطوير المثلث الحدودي، حلايب وشلاتين وأبو رماد، بينها وبين السودان، إثر التوتر الأخير بين البلدين على خلفية السدّ.

تواصل إثيوبيا ضغطها على مصر في سياق سدّ النهضة، في ظلّ نيتها إعادة إحياء اتفاق عنتيبي، وسط جولة أفريقية لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، للضغط في اتجاه إقرار اتفاقية واشنطن. في المقابل، برزت خلافات داخل المعسكر السوداني في شأن السدّ.

لا تزال مفاوضات سدّ النهضة الإثيوبي تواجه عثرات كثيرة، بفعل التقلّبات العديدة، سواء داخل الإدارة الأميركية نفسها أو في الوسط الإثيوبي، في مقابل خلافات مصرية حول سبل التحرّك المقبل في الملف.

مع عودة الضغط الأميركي في سياق ملف سدّ النهضة، كشفت مصادر مصرية ما اعتُبر مسودة أميركية للاتفاق بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، ما من شأنه تذليل العقبات التي سادت في الفترة الماضية بين القاهرة وأديس أبابا.

أدّى استمرار الخلافات بين مصر وإثيوبيا تحديداً إلى إطالة أمد جولة المفاوضات الجارية حالياً في واشنطن بين وزراء الخارجية والمياه، بالإضافة إلى السودان، حول قواعد ملء وتشغيل سدّ النهضة الإثيوبي، يوماً إضافياً.