فاجعة انفجارات مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس الحالي هي نتائج نظام الطوائف اللبناني الذي لم يُنتج خلال العقود الأربعة الماضية سوى مجموعات مُقَنَّعَة من مافيات الفساد والفقر، ومختلف علامات الخراب والدمار التي تَعُمُّ أرجاءه

لكل طائفة في لبنان "راع" خارجي، عربي وغربي، يدعم زعيمها، طمعاً بموطئ قدم له في هذه البقعة الجميلة الاستراتيجية، المختلفة عن محيطها بشعبها الجبار ووديانها السحيقة وينابيعها الوفيرة وجبالها الشاهقة.

ظل الموقف من الإمام ابن تيمية يراوح بين الإلهام والتطرّف، في رأي المدارس السنية، وبين نقد نوعي لألفاظه وكليّاته ورؤى متقدمة في إنسانيتها ومدنيتها، فمتى يقرأ قراءة معرفية في سياق تاريخي محدد، قراءة لا تحيّز فيها، تعطي للرجل حقه بما له وما عليه؟

استفزاز طائفي من هنا، اشتباك مذهبي من هناك، إساءة إلى زعيم سياسي/ ديني، جميعها تتحوّل في لبنان إلى كلمات مفتاحية لإيقاظ الفتنة، فتتنقل بسلاسة بين الأحياء والمناطق المقسّمة في مشهدٍ تكرّر مئات المرّات، منذ النهاية المفترضة للحرب الأهلية اللبنانية.

يريد الساسة الروس استثمار ما صرفوه عسكرياً في سورية على المستوى السياسي، ويعتبرون التغلغل الإيراني في سورية عائقاً أمام مراهنتهم على تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، وبالتالي فإنهم معنيون بإنهاء الوجود الإيراني في سورية، كي لا يشكل منافساً لهم.

ليس مستغربا ألا تبدي البيئات التي تزدهر فيها العنصرية والتوحش أية مراجعة لسلوكها في ظروف انتشار وباء عالمي، بل إنها، خلاف ذلك، ترى في هذا الظرف الاستثنائي فرصة تستحق اغتنامها لتحقيق انتصارات رخيصة على المدنيين هنا وهناك.

تحتاج المعارضة السورية إلى إقامة رؤية جديدة، في ضوء دراسة المجتمع السوري ببناه الاجتماعية والدينية والمذهبية وسياسات النظام في رده على الثورة ومطالبها، وانعكاس ذلك على المجتمع والدولة ومستقبلهما، وتحديد أرضية معلوماتية ومفاهيمية للتحرّك واستدراك الأخطاء ومواجهة العقبات

تسير الحرب في اليمن لصالح تعزيز سلطة الحوثي ومشروعه، لكن الطبيعة الماضوية لهذا المشروع وعنصريته، لن تسهما في استمراره. ووقف الحرب بشكلها الحالي لا يعني الخضوع للحوثي من دون مقاومة، ولو فكرية وسياسية، طالما لم يتشكل التنظيم والقيادة لهزيمته عسكرياً.