القومية

لم تدرج الدراسات التي عالجت مسائل العالمين العربي والإسلامي تجربة الصعود العربي في مقابل تجربة الانحدار ضمن معادلاتها في محاولات "بعث" الشخصية العربية، فانتهت بالضرورة إلى طرح بدائل عامة، هي من جملة ما يطرح على العموم في نطاق المجتمعات المتخلفة.

غالبا ما تتحكم في الانزلاق إلى الحرب المناخات التي يتحرك فيها صناع القرار، من نوع عدم استقرار النخب الحاكمة، وحالة رفض إدارتهم السياسات العامة، وتقديراتهم المخاطر المحتملة، والضغوط التي يتعرّض لها صانع القرار، وهو مناخ متوفر حاليا في إسرائيل وإيران

ليس كلُّ السوريين طائفيين؛ لم يكونوا كذلك، وحتى اجتماعيا لم تكن الطائفية معادية للآخر. هي تُمايِز بين الطوائف، والحساسيات القائمة بينها، بين السنة والشيعة والمسيحية، ليست طائفية صدامية أو اجتثاثية، أي هي ليست سياسية، وهي منسجمة مع الحياة الحديثة.

يحيي الأندلسيون سنويا ذكرى حصولهم على الحكم الذاتي بتنظيم احتفالات شعبية وفعاليات فنية وثقافية في مختلف مدن الإقليم وبلداته، فترفع الأعلام الأندلسية على شرفات المنازل، ويغنى النشيد الأندلسي في الشوارع في طقس اجتماعي لا يخلو من دلالات تاريخية وهوياتية

حتى لو بنى الطغاة أبراجهم على جماجم شعوبهم، سيُدركهم الموت بعد حين، مهما كانت محصّنة ضد الزلازل .. السلامة والأمان للشعب السوري في كل بقعة، وللشعب التركي الذي ضربه الزلزال .. على أمل القيامة لهذه البلاد المنكوبة.

الفرح العربي الذي شهدناه بسبب النتائج التي حققها المنتخب المغربي ضمن مونديال قطر يقول لنا أنه رغم الانقسامات السياسية والأيديولوجية الطافية على السطح عربيا، هناك في العمق، وعلى المستوى الشعبي، وحدة مشاعر وتحيّزات نابعة من الهوية الثقافية العربية.

لا تتناقض العروبة مع واقع اختلاف المصالح أحيانا. تقتضي العروبة فحسب الحرص على تنظيم الاختلاف من أجل الصالح المشترك. العروبة بهذا المعنى هي التي تتجلّى في الاحتفاء باللاعب المغربي حكيم زياش ورفاقه من دون أن تبقى حبيسة الاحتفاء بجمال عبد الناصر ورفاقه.