الغوطة الشرقية في ريف دمشق محطة حربية جديدة، بعد عدة محطات حزينة ودامية، وذات طبيعة تطهيرية أيضاً، بدءاً بالقصير إلى داريا، ثم حلب وباقي المدن والبلدات، ولن يكون مصير الغوطة شاذّاً عما أصبح مألوفاً، فقد تنتهي الأمور بمصالحة ورحيل.

لا بد من تحقيق انتقال سياسي كامل في سورية، من نظام تسلطي طائفي إلى نظام ديمقراطي تعدّدي غير طائفي، يعتمد على مبدأ المواطنية ومساواة كل السوريين أمام القانون. ولذلك، ربما يحقق النظام البرلماني هذه الأهداف بالشكل الأمثل في سورية اليوم.

يجب فكّ العلاقة بين الاستبداد والقضية الفلسطينية، حتى لا تتم الإساءة إلى قضية عادلة، لأن مجرمين مستبدّين استخدموها لتبرير جرائمهم، كما أن جرائم الاستبداد لا يمكن تبريرها بادّعاءات التمسك بالقضية الفلسطينية، كذلك لا يمكن للجرائم الكبرى التي يرتكبها الاستبداد.

قال لنا تقريرُ منظمة العفو الدولية، بالتفصيل المملّ، ومن خلال الشهادات الحيّة لسجّانين قدماء ولمساجين نجوا وضباط أمن تفننوا بممارسة أنواع التعذيب، ما جرى ويجري في سجن صيدنايا، للمدنيين والعسكريين من معارضي النظام، أو ممن يتّهمهم النظام بمعارضته جزافا.

ترى في الكارثة السورية مشاهد كانت حكراً على الفلسطينيين، يعيشها السوريون كل يوم، وفي أماكن كثيرة. حتى المنافي احتملت الفلسطينيين وقتاً أطول، صحيح أن الفلسطينيين اليوم لا يجدوا بلداً يدخلهم أراضيه، لكنها عقود قبل أن يصلوا إلى هذه الحال.