تبدو الأردوغانية في تركيا أمام امتحان صعب، فكل الأنظار تتجه إلى الرئيس أردوغان، وكيف سيتصرّف؟ هل سيكتفي بإجراء تغييراتٍ حزبية وحكومية؟ أم سيقوم بمراجعة شاملة، بحثا عن رؤية جديدة لقيادة تركيا إلى ما قاله عن تركيا جديدة عام 2023؟

المؤامرة على الرئيس التركي، أردوغان، لم تتوقف، وفشل المحاولة الانقلابية العسكرية فتح مجالا لمحاولة انقلابية أخطر، تعتمد على الأدوات الديمقراطية، لا الدبابات وحدها. الوحيد القادر على إحباط المؤامرة هذه المرة أردوغان نفسه، عندما يتعافى من الصمم الذي أصابه.

استقالت شخصيات تاريخية ساهمت في تشكيل حزب العدالة والتنمية ونجاحه في الوصول إلى حكم تركيا، وبرزت انتقادات علنية عديدة، وجهتها شخصيات عديدة، لطريقة عمل الحزب، وتراجع الاقتصاد وتدهورت قيمة الليرة التركية، ما يطرح أسئلة كثيرة عن مستقبل الحزب.

وزير الخارجية ثم وزير الاقتصاد السابق، علي باباجان، هو من رسم السياسة الاقتصادية التركية ونفذها حتى العام 2015. المرحلة التي شهدت فيها تركيا صعوداً ونهضة وتطوراً على كل الأصعدة، وتضاعف فيها الناتج القومي ثلاث مرات تقريباً تحت قيادة الرئيس أردوغان.

يجري الحديث عن تحرّكات كوادر معارضة للرئيس التركي، أردوغان، داخل حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بشأن تأسيس حزب جديد، بعد التعثر والأداء السيئ للحزب في الانتخابات المحلية، فهل من المحتمل حدوث تصدع داخل الحزب؟ وكيف سيتدخل أردوغان لوأد هذه المحاولات؟

يثير فشل تركيا في تحقيق أيّ من أهداف سياستها السورية خصوصاً، من بين قضايا أخرى عديدة، تساؤلاتٍ حقيقيةً عن كفاءة "الماكنة" السياسية التركية، وقدرتها على النهوض بأعباء (ومسؤوليات) القوة الإقليمية الكبرى التي تطمح إليها.

انتقد القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، داود أوغلو، شبهات تضارب المصالح في الحزب، محذراً من "فئةٍ وقعت أسيرة أطماعها الشخصية، وباتت تتبع مصالحها الذاتية"، ملمحا إلى أسرة الرئيس أردوغان.