كل عام، مع عيد اللغة العربية نحتفي لها، ثم تعود العربية إلى حظيرة اليوميات التعيسة، تتلقى صفعات الازدراء منّا، فكل ممارساتنا و"لغتنا" اليومية لا تفعل إلا تعزيز احتقار العربية، سواء من استخدام المفردات الأجنبية أو التباهي بجهلنا بقواعدها؟
على الرغم من الخلافات والواقع الآسن عربياً وكثرة الجراحات والنكبات، إلا أن فلسطين تبقى بوصلة الوعي العربي، وضميره الجمعي، وهي جاهزة للاستدعاء، دائماً وأبداً، في تأكيدٍ لمركزيتها التي قد تخفت بين حين وآخر، ولكنها لا تتلاشى ولا تنقضي.
إذا كانت إسرائيل مجسّدة وعينا، بأنها قتلت وشردت الفلسطينيين، فإن السلطات المستبدة دمّرت أيضا أحياء بأكملها وفق سكانها الطيبين، وإذا كانت إسرائيل تمارس عنصرية غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني، فإن عنصرية الأنظمة فاقتها، لنصبح أمام "نظم عربية إسرائيلية".
