الشباب الأردني

المطلوب اليوم في الأردن ورشة عمل وطنية مكثفة تضم خبراء ومتخصّصين، مسؤولين في القطاع العام والخاص، ونخبا شبابية تضع معاً الإطار العام لمشكلة البطالة، وتشرّح أسباب ذلك وعوامله، ثم تضع تفصيلاتٍ واضحةً للسيناريوهات والمسارات المحتملة والبدائل والخيارات.

ثمّة تحول جدي اليوم في الأردن نحو توسيع قواعد اللعبة السياسية باتجاه تنشيط العمل الحزبي وتطويره وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار. لكن التحدي الأساسي يتمثل في مدى قدرة المشهد الحزبي على إحداث قفزة نوعية كبيرة خلال ثلاثة أعوام فقط.

يتطلع جيل من الشباب الأردني اليوم إلى مستقبل أفضل وأجمل، ويريد أن يرى أفقاً ومخرجاً من الأوضاع الاقتصادية السيئة، وتمثيلاً أفضل لتطلعاته السياسية، ولما وصل إليه من وعي متقدم بأهمية ترسيخ القيم التي تكفل لنا جميعاً "مستقبلاً آمناً".

عدم تقديم تصور جديد للأجيال الشابة وللمجتمعات يفسّر الحنين إلى الماضي بوصفه احتجاجاً شعورياً على الوضع الراهن، ومن دون تقديم بدائل سياسية توافقية، منسجمة مع المتغيرات الضخمة، ينتهي الأمر إلى انتشار شعور عام بأننا "عالقون" في ماضي أفضل من الحاضر.

أكثر ما يحتاجه الأردن اليوم في احتفالات المئوية الجديدة الرؤية النقدية الجدّية لمقارنة سردية المرحلة السابقة، بكل ما حملته من مخاطر وتحدّيات وتهديدات وآمال، وبما حمله الآباء والأجداد من آلام وطموحات لبناء سردية جديدة لما يمكن أن يقوم به الأبناء.

يعد تقرير "الشباب الأردني وجدل المشاركة السياسية في الانتخابات النيابية 2020"، من إعداد أحمد القضاة وعبدالله الجبور بمثابة سالة الشباب تجاه الدولة بضرورة مراجعة الخطاب الرسمي والسياسات الواقعية، وتقييم مدى نجاعة السياسات واللقاءات والبرامج.