ثمّة أصوات كثيرة تعلو اليوم، معتبرة أن تبرؤها من العروبة يبرّر لها أخلاقيا عدم نجدة أهل غزة، بل ويصل بعضها إلى "تفهّم" موقف "إسرائيل" وسلوكها العدواني ضد غزّة.
لم تكن الشعوب العربية مؤهلةً لإنجاز ثورات مثمرة حضاريا، نتيجة مشكلات "ثقافية" عميقة تعيشها، حالت دون تنظيم نفسها على النحو الذي ينتقل بها من الاستبداد والظلم إلى العدالة والمشاركة. ذلك أمرٌ يتصل بغياب الثقافة المدنية حتى بين الطامحين إلى التغيير.
المعركة الأخلاقية التي تقودها واشنطن ضد بكين وتحمل عنوان "تحديد أصل فيروس كورونا"، لا تبدو مسألة علمية خالصة، منزهة عن التوظيف السياسي. هذا ما تعتقده بكين بوضوح، وتراه جزءاً من الحشد الإعلامي الغربي ضدّها، بغرض تشويه صورتها الأخلاقية.
الهدف البعيد من كسر الربيع العربي هو محاصرة أيّ مشروع للنهضة والقيام من الحفرة السحيقة التي انزلقت إليها الأمة، وديمومة حالة السيولة، والاستقالة من سجل الحضارة الإنسانية، وصولاً إلى بقاء هذا أو ذاك جالساً على كرسي الحكم.