فلسطين في المغرب: كتباً ودبكة!

فلسطين في المغرب: كتباً ودبكة!

08 مارس 2015
جانب من المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء (Getty)
+ الخط -
قصص "العمّ" محمد البيتاوي (مدير دار الفاروق للنشر) عن فلسطين وأحوالها والتي قصّها على أطفال مغاربة ستظل طريّة في أذهانهم يحكون عنها لأصدقائهم وينقلونها لذويهم. كان البيتاوي يتخذ مقعداً في رواق فلسطين متكئاً على عصاه بجانب رفوف مكتبته، الأمر الذي يخلق فرصة للأطفال وحتى الزوار كي يتحلقوا حوله، فتنكسر دائرة الخجل ويبدأون أسئلتهم البديهية والاطمئنانية بالفصحى: "هل تذهب للقدس؟- هل نستطيع الذهاب لغزة، وكيف؟- ماذا يفعل بكم الجيش الإسرائيلي؟ كيف وصلتم المغرب... وهكذا". يتنهدون فترتاح أفئدتهم بعد أن يصغوا للأجوبة باهتمام يشدّ وجوههم ونظراتهم لكلام العجوز. العم البيتاوي بابتسامته المتواضعة لا يصرفهم من دون هدية؛ يوزع عليهم صوراً كثيرة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويذكّرهم بالفرق القائم بين المسجد والقبة. كان هذا في الدورة 21 للمعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء، والذي حلت فيه فلسطين ضيف شرف في فبراير/شباط الماضي، وتربعت رواقاً واسعاً في قلب المعرض محضه المغاربة حباً ودفئاً واهتماماً بارزاً.


الرواق، وحيث قص البيتاوي حكاياته، كان مساحة مخصصة للفن الكتابي والسمعي والبصري الذي يعكس عمق الهوية والذاكرة الفلسطينية. بصرياً، تم عرض أفلام عدة، منها "نون وزيتون"، "فدوى"، و"وحدن"، وسمعياً صدحت أغنية "حيّد عن الجيش يا غبيشي"، وعرضت مؤسسة "نوى" إنتاجاتها "هنا القدس- محمد غازي: عميد المطربين (1922-1979)" و"هنا القدس- لروحي الخمّاش" ضمن مشروعها "أصواتنا المفقودة" الذي يهدف إلى تسليط الضوء على النهضة الموسيقية الفلسطينية قبل عام 1948. الفن التشكيلي كان حاضراً في زاوية بارزة بتميز الموهبة التي جاءت بها الفنانة الشابة أريج لاون من مدينة الناصرة. لاون أبدعت تقنية جديدة باستخدام رصّ حبات الزيتون لتخرج لجمهورها لوحات زيتية ذات جمالية مغايرة، رسمت فيها محمود درويش وياسر عرفات والملك محمد السادس.

في الزوايا الباقية كانت كتب دور نشر فلسطينية عديدة تجاور التحف والمطرزات والرموز الفلسطينية. إلى جانب هؤلاء قدمت فرقة "سرية رام الله الأولى" عرضين فنيين على مسرح سيدي بليوط ومسرح محمد الخامس ضمن فعاليات الاستضافة. كما تم تخصيص قاعتين في حرم المعرض، قاعة حيفا وقاعة القدس تمّ عرض الأمسيات الشعرية والأدبية فيها، وشهادات بعض الكُتّاب عن خطاب القصة والرواية بعد أوسلو. هنا كانت وجوه معروفة من كتّاب وكاتبات فلسطين تجول بين المغاربة: يحي يخلف، غسان زقطان، زياد خداج، محمود أبو الهيجا، أكرم مسلم، بديعة زيدان وآخرون كُثر. الشهادة الأكثر حضوراً وغياباً كانت لعاطف أبو سيف من غزة الذي لم يتمكن من حضور فعاليات المعرض بسبب منعه من السفر من قبل حكومة حماس. أبو سيف بقي عالقاً في غزة بينما روايته "حياة معلّقة" انطلقت وقفزت إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" للرواية العربية برفقة 5 روايات أخرى هي "ممر الصفصاف" و"شوق الدرويش"، و"طابق 99"، و"ألماس ونساء"، و"الطلياني" أعلن عنها رئيس لجنة التحكيم الفلسطيني مريد البرغوثي في احتفالية خاصة وضمن الفعاليات المبكرة للمعرض.

(صحافية فلسطينية)

المساهمون