المهرجانات القطرية ترفع حركة المرافق السياحية 100%

المهرجانات القطرية ترفع حركة المرافق السياحية 100%

04 فبراير 2015
مهرجانات على مدار العام (ايان غافان/Getty)
+ الخط -
تعتبر قطر واحدة من الدول العربية الأكثر نشاطاً في الفترة الأخيرة في إقامة المهرجانات والاحتفالات ‏والفعّاليات الترويجية في جميع مناطقها، معتمدة على السياسة السياحية التي تعتمدها وزارة السياحة ‏والجهات المعنية في الدولة، وتنوع المرافق، والطفرة المالية الكبيرة التي توفرها إيرادات ‏النفط والغاز لها على مدار العام.‏

مهرجانات على مدار العام 
وتستضيف المدن القطرية وعلى رأسها العاصمة الدوحة، العديد من المهرجانات والحفلات على مدار ‏العام، في العديد من مرافقها الحديثة التي أنشئت فيها كسوق واقف ودار الأوبرا والمدن الترفيهية والمتحف ‏القطري، من خلال برنامج تعده هيئة السياحة القطرية في بداية كل عام، بالتعاون مع مؤسسات القطاع ‏الخاص والفنادق في الدولة، وبإشراف مباشر من مسؤوليها وقيادييها.‏
وأوضح المسؤولون والخبراء أن قطر استفادت في الفترة الأخيرة من الاهتمام الكبير من قبل حكام الدولة ‏ومسؤوليها بقطاع السياحة، وحرصهم على تنظيم المهرجانات والحفلات على مدار العام، في إطار إثراء ‏حياة المقيمين فيها، وتنويع أساليب الترفيه لهم، وإبعادهم عن ضغط العمل من فترة لأخرى، وهو ما يؤدي ‏إلى نمو أعداد السياح، ورفع المبيعات والإيرادات في المؤسسات والمحال التجارية.‏
وقال مدير إدارة السياحة السابق في هيئة السياحة القطرية، عبدالله البدر، إن قطر استفادت في الفترة الماضية من الإيرادات ‏النفطية الضخمة التي تحصل عليها، في سبيل الارتقاء بالنشاط السياحي. وأشار إلى أن إقامة الحفلات ‏والمهرجانات تعد اليوم واحدة من أبرز أوجه النشاط السياحي في الدولة التي تحرص على إقامة الحفلات ‏الفنية والمهرجانات على مدار العام، بحضور نخبة من الفنانين العرب والأجانب، في سبيل تنويع سبل ‏الترفيه للقطريين والمقيمين على أراضيها، ورفع اسم قطر وتعريف الأجانب عليها وعلى أهم المحطات ‏السياحية والمرافق الترفيهية فيها.‏
وأضاف البدر أن إدارة السياحة في قطر تحرص على التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص في إقامة ‏مهرجانات التسوق مرتين خلال العام، مشيراً إلى أنها ترصد سنوياً نحو سبعة مليارات دولار في تنظيم ‏الفعاليات والمهرجانات في الأماكن العامة والمجمعات التجارية، ما يؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية ‏في الدولة بشكل دائم.‏

تنويع مصادر الدخل 
ولفت البدر في تصريح إلى "العربي الجديد" إلى أن قطر رفعت اهتمامها بالقطاع السياحي وتنظيم ‏الفعاليات في مرافقه، في إطار حرصها على تنويع مصادر الدخل، كاشفاً أن السلطات القطرية تقدّم العديد ‏من التسهيلات للسياح، ما ساهم في ازدياد ‏عدد السياح بشكل كبير في السنوات الماضية.‏
وأفاد أن الفعاليات والمهرجانات التي تقام على مدار العام في قطر تساهم في زيادة العمل في الفنادق، ‏وتؤدي إلى نمو الإشغال الفندقي إلى 100% خلالها، خصوصاً خلال فترة عيدي الفطر والأضحى، ‏حين تقام مهرجانات العيد في العديد من المدن القطرية.‏
ومن جهته، قال مصدر رسمي، إن ‏الفعاليات والمهرجانات في قطر تقسم بين الفعاليات الترفيهية، والفعاليات الرياضية، وتهدف من خلالها ‏الدولة إلى تطوير سمعتها بين دول العالم، وتوفير أساليب متطورة تسمح للمقيمين على أراضيها بتقضية ‏الوقت خارج إطار العمل.‏ وأضاف المسؤول في تصريح له إلى "العربي الجديد" أن الفعاليات الترفيهية والمهرجانات في قطر تقام في ‏‏ثلاث فترات رئيسية، وهي عيدا الفطر والأضحى وذكرى العيد الوطني، مشيراً إلى أن إدارة ‏الترويج السياحي تتعاون مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص في توفير الهدايا للمشاركين في الفعاليات، ‏والتي تتنوع ما بين سيارات ومجوهرات وإقامة في الفنادق وتناول الطعام في المطاعم.‏
وتابع أن أهم الفعاليات والمهرجانات التي تقام في قطر هي مهرجان الأعياد، ويتضمن عدداً من الحفلات ‏الفنية لأشهر المغنين من العالم العربي والعالم، ومهرجان سوق واقف الذي يعد من أكثر الأسواق حداثة ‏في المنطقة العربية، والذي يقدّم فعاليات وهدايا ومسابقات ترويجية خلال مهرجان خاص يقيمه خلال فترة الأعياد. وبيّن أن الإنفاق السياحي في الدولة يعتمد على إنفاق الدولة من جهة، وإنفاق القطاع الخاص من جهة ‏أخرى، وهو يتجاوز عشرة مليارات دولار في الحد الأدنى (سبعة مليارات من الدولة)، ونما بنسبة 5% ‏خلال عام 2014 تقريباً.‏
ولفت إلى أن الفعاليات تساهم بزيادة عدد السياح بشكل كبير في قطر، مبيناً أن الدولة شهدت إقامة نحو ‏‏250 حفلة غنائية خلال عام 2014 ساهمت بحصول الفنادق والجهات المنظمة لها على إيرادات بقيمة ‏‏200 مليون دولار. ولفت إلى أن الفنادق وشركات ‏الطيران تقدّم خصومات تتراوح بين 10 و25% خلال إقامة هذه الفعاليات. وقال إن السياح من الخليج يشكلون 60% من عدد السياح الإجمالي الذين يقصدون قطر على ‏مدار العام، خصوصاً خلال فترة الأعياد والمهرجانات التسويقية.‏
وذكر أن الحفلات والمهرجانات تساهم في زيادة فرص العمل في الدولة، خصوصاً في أوساط الأجانب ‏العاملين في المناطق، مقدراً النمو في هذه الفرص بنحو خمسة آلاف وظيفة جديدة في العام الماضي، وهي من ‏أعلى النسب في الفترة الأخيرة.
وفي سياق متصل، بيّن الخبير الاقتصادي يوسف الكواري، أن المهرجانات والاحتفالات الي تشهدها قطر ‏سنوياً، باتت محركاً أساسياً للمبيعات في المحلات والمتاجر في الدولة، التي باتت تنتظر هذه المناسبات ‏لطرح بضائعها أمام الزبائن. وقال إن الإحصاءات تظهر نمو المبيعات في فترات الاحتفالات في الأعياد ‏بنسبة 20 إلى 40% تقريباً، وتبلغ ذروتها خلال النصف الثاني من كل عام، والذي يعد الفترة ‏الأكثر إقبالاً على زيارة الدولة، التي باتت تعتمد أساليب متطورة لمنع إحساس الزوار بدرجة الحرارة ‏العالية. ولفت إلى أن السلطات المعنية في الدولة باتت تضع منذ الآن استراتيجية للترويج والفعاليات ‏التي ستقام خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2020 والتي يتوقع أن يرتفع فيها عدد السياح القادمين ‏إلى الدولة بشكل كبير.

دلالات

المساهمون