من غزة تنطلق العربية إلى العالمية

من غزة تنطلق العربية إلى العالمية

22 فبراير 2015
+ الخط -


بإصرار لا يعرف الانكسار وعزيمة لا تعرف إلا الانتصار، وللتغلب على بعض آثار حروب ثلاث مدمرة، وحصار ما زال مفروضاً منذ أكثر من ثماني سنوات عجاف، بادرت الجامعة الإسلامية في غزة إلى إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية كلغة أجنبية (TAFL) بهدف مقاومة سياسة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة في إغلاق المعابر والحدود لعزل غزة وحرمان جامعاتها من التواصل والتعاون الثقافي مع المجتمع الدولي، وذلك بالاستفادة المثلى من أربعة عوامل أساسية تتمثل في إمكانيات وقدرات المعلم الفلسطيني المميزة، والتقنيات الحديثة للتواصل والتعليم، والتعاطف العربي والإسلامي والدولي على مستوى الشعوب مع غزة، وزيادة الإقبال الإقليمي والدولي على تعلم اللغة العربية كلغة أجنبية لأهداف سياسية واقتصادية ودينية وثقافية وأدبية وسياحية وغيرها. 

ويهدف إنشاء هذا المركز، أيضاً، إلى خلق فرص عمل لبعض خريجي الجامعات الذين يعانون من نسبة بطالة تصل إلى(56%) من دون الحصول على العمل لسنوات، وخصوصاً بين خريجي كلية التربية (62%) وعلوم الحاسوب (42%) -بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني - أكتوبر/كانون الأول 2014 - إن توفير فرص عمل لهؤلاء الخريجين يمكنهم من مقاومة سياسة التهجير للشباب الفلسطيني عن وطنهم والصمود والبقاء على أرضهم. 

تحاول الجامعة الإسلامية التواصل والتعاون مع مؤسسات عربية وبريطانية، لكي يكون هذا المركز مميزاً، من أول يوم يولد فيه، ويقدم برامجاً بجودة عالية لجميع الراغبين في تعلم اللغة العربية كلغة أجنبية وبأساليب حديثة تلبي تنوع أهدافهم وقدراتهم وبيئاتهم. 
وقد تم إنشاء أول مركز لتعليم اللغة العربية في غزة قبل حوالي سنة ونصف من خلال تنفيذ خمس خطوات عملية متداخلة زمنيّاً إلى حد ما وهي:

 
1- زيارة بعض الجامعات الأردنية (يناير/ كانون الثاني 2013) بهدف الاستفادة من تجاربها في هذا المجال. 
2- تمكين27 خريجاً من اكتساب مهارات تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية من خلال دورة تدريبية مكثفة عقدت في مايو/آيار 2013 بالتعاون مع كل من "المجلس القومي للمرأة" بشمال سيناء، والذي استضاف الدورة في مدينة العريش في مصر والتعاون، أيضاً، مع "مؤسسة العربية للجميع" بالمملكة العربية السعودية، والتي تطوع خبيران منها بالتدريب في هذا المجال. 
3- الاطلاع على العديد من مواقع مراكز اللغات العربية والأجنبية التي تقدم برامج تعليم اللغة العربية أو الإنجليزية. 
4- الاستفادة من قدرات بعض الخريجين الذين تطوعوا في بناء نواة مكتبة تحتوي على مواد مطبوعة وإلكترونية تستخدم كمصادر لإثراء عملية التعليم والتعلم. 
5- استمرارالتواصل عبر التقنيات الحديثة للاستفادة من خبرات بعض الخبراء والمؤسسات ذات العلاقة. 

كما قامت الجامعة الإسلامية بالشراكة مع جامعة Glasgow– بريطانيا- بإجراء بحوث بلغات متعددة بهدف نشر أبحاث مشتركة في دوريات عالمية لتعزيز تعليم اللغة العربية، وتمكين مجموعة مميزة من خريجي كليات التربية وعلوم الحاسوب من اكتساب مهارات تعليم اللغة العربية باستخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة، وتطوير مادة تعليمية عبر مصادر التعليم المفتوحة لتعليم اللغة العربية للمبتدئين من غير العرب. 

وفي الختام يمكن القول، إن هذه التجربة تساهم ليس فقط في تعزيز المهارات التربوية واستخدام التكنولوجيا لتعليم اللغة العربية، ولكن، أيضاً، في إظهار كيف يمكن لبرامج تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية أن تكون وسيلة لنشر بذورالتواصل والتفاهم والشراكة والتعاون بين الأفراد. والمؤسسات والشعوب للتغلب على الفقر والحصار والتحرر من الاحتلال. 


المساهمون