محمد شوكت حاج قاب: فن الزخرفة دمشقي خالص

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 08:12 (توقيت القدس)
محمد شوكت حاج قاب في مرسمه بدمشق (أرشيف الفنان)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الفنون اليدوية في دمشق وتاريخها العريق: يعكس محمد شوكت حاج قاب، فنان زخرفة في حي القيمرية، الغنى الثقافي لدمشق القديمة، حيث كانت القيمرية مركزًا لصناعة الصابون والحرير، مشهورة بإنتاج قماش البروكار الحريري.

- التحديات والتحولات في الحرف اليدوية: يواجه الحرفيون في دمشق تحديات بسبب التحولات نحو الاستهلاك الحديث، مما أدى إلى تراجع الحرف التقليدية، مع قلق من اندثارها بسبب قلة الجيل الجديد المهتم بتعلمها.

- التحديات السياسية والاقتصادية وتأثيرها على الفنون: يواجه الفنانون تحديات من النظام السياسي الذي يفرض ضرائب باهظة، واستغلال الفنون في تهريب الكبتاغون، مما أثر سلباً على سمعة الفنون الدمشقية.

محمد شوكت حاج قاب فنان زخرفة في حي القيمرية الدمشقي، بجانب الجامع الأموي. أحد الفنانين الأوفياء لتراث المدينة القديمة، وشاهدٌ على غناها الثقافي، وتعدّد معارفها. وفي المقابلة التالية معه، جولة لاستطلاع حال الفنون اليدوية التي تشتهر، وتتميز بها دمشق، وتاريخها من خلال المهن اليدوية، والتحوّلات السريعة، التي أدّت إلى تراجع التاريخ الثري، أمام الحاضر السريع الاستهلاكي.

لم أرث المهنة. والدي موظف في المطار، وليس هناك أحدٌ من عائلتي يعمل فيها. درستُ الفنون التطبيقية، واختصاصي التصوير الفوتوغرافي

* تتعدّد في دمشق أنماط العمارة والحرف القديمة، ويجمعها أنها بعيدة في التاريخ. باعتبار أنك تمارس إحدى هذه الحرف، هل لديك فكرة عن المدى الزمني؟

في كتابات ابن بطوطة وصفٌ لأحياء دمشق القديمة، وقد تحدّث عن الحي الذي اخترته سكناً ومكان عمل، القيمرية، واصفاً إياه بـ"الهند الصغرى"، نظراً إلى كثرة المشاغل الحرفية والتنوّعين الطائفي والإثني فيه. نحن الآن في أرض السنة، وعلى بُعد متر حارة شيعية ومساجد، وأخرى يهودية، وتليها مسيحية. ومنطقة قصر النرجس القريبة من هنا تُعد نقطة تلاقٍ بين هذه الطوائف.
هناك حرف كثيرة، بعضها استمرّ والآخر اندثر. قريباً من هنا تقع منطقة المصابن وصناعة الصابون. والمفارقة أن أغلب المؤرّخين ينسبون الصابون إلى حلب، لكن دمشق كانت مركزاً كبيراً لهذه الصناعة، إلا أنها اندثرت فيها.
في كتاب منير كيال "الحمامات الدمشقية"، وصفٌ للحمامات، ويذكر فيه أن كثيرين من علماء الآثار يخطئون في التمييز بين الحمام والمصبنة، فالشكل واحد، والفرق أن المصبنة لا يوجد فيها "برّاني" و"جوّاني".

* ذكرت أن المسيحيين في المنطقة يشتغلون بالذهب، هل هناك تقسيم للمهن على أساس طائفي؟

لا توجد قاعدة عامة. هناك مسلمون يعملون بالذهب، وبالنقش قد تجد مسيحياً، لكنك لا يمكن أن تعثر على يهودي. أغلب عمل اليهود على النحاس؛ فإذا أردت قطعة نحاس مشغولة جيداً تجدها عند الصنّاع اليهود. ليس لديّ تفسير لهذا، لكن المؤكد أن هناك مهناً لا تخرُج عن نطاق عائلي معين.

* هل يعمل اليهود في الحروفية مثلاً؟

كان بعضهم يستخدمون الحرف العربي لحفر جمل معينة مثل الحكم والأمثال، أو أسماء الأماكن وما شابه، وليس لكتابة آيات قرآنية.

* نرجع إلى "القيمرية" وتسميته "الهند الصغرى"، هل هناك تفسير محدّد؟

أكثر ما كان منتشراً في القيمرية قماش "البروكار" الحريري، وكان إنتاج قطعة منه يتطلب مشاركة عمّال عديدين من جغرافيات مختلفة. كان الحرير يأتي من حلب والساحل، من مناطق يعيش فيها دود القز، ويصل إلى البيوت فتبدأ النساء بالغزل بالمنصب، ثم يُنقل إلى المشغل حيث يُوضع على النول بحسب الرسم والتصميم.
كانت أغلب القيمرية تعمل بالحرير. وحالياً، لا يوجد سوى شخص واحد يشتغل على النول، عمره 80 عاماً، وفوجئت أخيراً أنه لم يعد يحضر إلى مشغله بانتظام. يأتي في الثامنة صباحاً، وعند الحادية عشرة يضرب آخر ضربة نول، ثم يصلي الظهر في الجامع الأموي، ويعود إلى بيته. هذا هو الشغل اليدوي، بينما بات إنتاج الحرير اليوم يتم بواسطة الآلات.

* هل ورثت هذه المهنة؟

لا. والدي موظف في المطار، وليس هناك أحدٌ من عائلتي يعمل فيها. درستُ الفنون التطبيقية، واختصاصي التصوير الفوتوغرافي. لكني منذ طفولتي أشتغل فيها، تعلمتها ظناً مني أنني سأصبح خطّاطاً، وهذا ما أحبّه، لكنني وجدتُ أنها أبعد مهنة عن الخط العربي. أنا لا أُخطّط هنا، بل أقلّد الخطاطين، وأُزخرف.
الزخرفة تُسمى في دمشق "عجمي"، وليس هذا الاسم الشعبي صحيحاً ولا خاطئاً. في "لسان العرب" أعجم الشيء أي أزال غموضه وأصله.
في مهنتنا، لا توجد قاعدة أصولية للزخرفة؛ يمكنني أن آخذ وردةً من الفن الفرعوني، وأخرى فارسية، وأخرى إسبانية، وأُسقطها على دائرة واحدة. فمصطلح "العجمي" يعني أنني لا أملك قاعدة ثابتة.
إذا قلتَ "عربي"، فأنت تنسبه إلى سلالة ذات أصل محدّد: حصان عربي، صمغ عربي، كحل عربي. كل كلمة ارتبطت بـ"العربي" أخذت صفة النقاء لأن السلسلة معروفة. أما "العجمي" فهو خليط وغير نقي. فأنا هنا بكلمة "العجمي" أمارس خلطاً تاريخياً، مثل عملية الإعداد في العمل الصحافي. وأرى أن الاسم الأنسب لها هو "الفن الدمشقي"، فهذه المهنة ارتبطت بدمشق ولم تخرج منها.

النظام كان يحاربنا، وكنتُ في شخصي مصدر إزعاج لهم، كنت واجهة دمشق الحرفية، ودائماً كنت أتكلم للوفود الزائرة عن عراقة دمشق وأهميتها ودورها الثقافي والحضاري

* لا نجدها في حلب أو إسطنبول مثلاً؟

يمكن، لكنك تجدها صناعة شامية. هذه المادة النافرة غير موجودة في مصر أو المغرب أو تركيا أو إيران. لديهم زخرفة، لكن ليس لديهم الزخرفة النافرة. سرّها موجود في دمشق بين عدة أشخاص يعملون بهذه المهنة، ولم يخرج ولن يخرج. نحن فيما بيننا نحن أهل المهنة، منبوذ من يكشف سر المهنة، يُنظر إليه نظرة ازدراء، ويُحتقر.

* ممن أخذت السر؟

عملتُ شغّيلاً لدى معلّم، ومنه تعلمت كل ما يخصّ هذه الصنعة، وأنا أنقلها إلى الشباب الذين يعملون معي. فكرتنا تشبه الطرق الصوفية؛ لا يمكن الوصول إلى المرتبة بلا جهد. قد تسألني عن المواد الخام الخاصة بالصنعة، فأعطيك: جبصين، غراء أحمر، سبيداج. ... اذهب إلى فرنسي واطلب منه وصفة "الجاتو"، سيعطيك المكوّنات، لكن هذا لا يعني أنك ستحصل على نتيجة جيدة بمجرّد معرفة المواد الأولية للوصفة.

* ما هو عدد المشاغل في القيمرية؟

للأسف، بات العدد قليلاً. صارت منطقة القيمرية خاصة بالأولاد، شباب "صايع" يسهرون في المساء بالمطاعم. حصل تغيير ديمغرافي قام به آل الأسد بطريقةٍ ما. تحوّلت دمشق من بؤرة ياسمين إلى بؤرة أراجيل، أينما ذهبت وجدت الأراجيل، بأرقام فلكية.

* كيف تعرّف نفسك: فنان أم زخرفي أم حرفي؟

بحكم دراستي الفنية، يجب أن أُطلق على نفسي فنّاناً، ولكنني أشعر بأنني بعيدٌ عن هذا التوصيف، لأنني أسرع في إنجاز اللوحة لأتمكّن من بيعها. أنا أقرب إلى الحرفي.

* كيف يرى الفنانون عملك؟

بشكل عام، أعمالي مطلوبة. يقولون إن عملي نظيف، متقن، فيه إخلاص للفن الزخرفي، وكل ما يخصّ المهنة أتعامل معه بمحبة. لكنني دائماً أخرُج عن الإطار التقليدي، وأقول لنفسي: "أنا هكذا أحبّ أن أعمل". وهناك من يأخذ عليّ خروجي عن القاعدة. أعطي بعداً للّون، وليس لدي لوحة تشبه الأخرى، لا صبّ ولا تكرار. هناك من لم يغيّر لوحته منذ 30 عاماً.

* هل نجحت في استقطاب زبائن ثابتين؟

نعم، بات لدي زبائن يقصدونني شخصياً، وأغلبهم من المهندسين الكبار، من القصر الجمهوري وما دونه. أعمالي موجودة في القصر الجمهوري، وفي قصور أخرى. كانت هدايا وزارة التربية من عملي، والسفراء الذين يغادرون سورية يُهدَون أعمالاً من عندي.

* هذا فن و"بزنس" ذو مردود عالٍ، هل كانت السلطة السابقة مدركةً ذلك؟

نعم، هو فن و"بزنس". كثير ممن يعملون في مهنتنا ابتعدوا عنها قليلاً. ولكن بحكم وجودي في القيمرية أنا مسجّل ضمن الخريطة السياحية لدمشق. أي سائح برفقة دليل سياحي يجب أن تكون له وقفة في هذا المكان، وهذا لا تفرضه وزارة السياحة، بل بفضل جهودي، حيث أشرح لهم وكأنهم على موعد، ولدي علاقات مع المراكز الثقافية الأجنبية.

* لم تكن السلطة السابقة تقدّر هذا النمط من الفن الذي يدرّ عائدات مالية وسمعة طيبة للبلد... هل هذا صحيح؟

كانت تحاربنا. كنتُ في شخصي مصدر إزعاج لهم، كنت واجهة دمشق الحرفية، ودائماً كنت أتكلم للوفود الزائرة عن عراقة دمشق وأهميتها ودورها الثقافي والحضاري، وكنت دائماً أقول: "القيمرية مركز ثقافي تحولت إلى منطقة مطاعم". وأصحاب المطاعم من السلطة، رامي مخلوف وسواه، كانوا يفهمون أنني أحاربهم.
بالإضافة إلى ذلك، هم لا يريدون أن يكون لنا هوية. تخيّل أن هناك مرسوماً جمهورياً من أيام حافظ الأسد يُعفينا من كل الضرائب، لأننا نُعامل كالفنان التشكيلي، ومع ذلك وصلوا إلى مرحلة فرضوا علينا ضرائب باهظة.

أتهم النظام السابق بحريق سوق ساروجا، فهم أساؤوا التصرف في المكان المكان التاريخي

* تعتبر القيمرية رأس مال ثقافياً كبيراً لسورية؟

كبير جداً. ولكنها كلما مرّ الوقت تحولت إلى أعمال أخرى. مكاني هذا، لو تركته، سيتحوّل غداً إلى مطعم. لولا حرص بعضهم، لتحوّلت المنطقة كلها إلى مطاعم ومحلات ساندويش سريع، وهذا أكثر مردودية لصاحب الملك، الذي يمكن أن يؤجره بما يفوق ما أدفعه أنا مرّتين. في بلادنا، السياحة نعمة، ولكنها قد تتحوّل إلى نقمة. وقد لاحظت في حارة اليهود أن تشكيلياً حوّل أحد البيوت إلى مرسم ومعلم ثقافي، وهذا جيد، ولكن هوية المكان ضاعت.
هناك أصحاب رؤوس أموال يشترون بيوتاً قديمة ويحوّلونها إلى سلعة للكسب المالي أو يغلقونها، وهناك نسبة كبيرة من البيوت في حارة اليهود مغلقة.

* ولكن من الممكن الحفاظ على هوية المكان، واستثماره ثقافياً ضمن رؤية سياحة ثقافية، بحيث يكون رأس المال الثقافي والتجاري أحدهما إلى جوار الآخر؟

دُعيت إلى مهرجان للتصوير الفوتوغرافي في مدينة آرل في جنوب فرنسا، التي عاش فيها الفنان فان غوخ. اكتشفت أن المدينة، من حيث الشكل، تشبه سوق ساروجا. ... بعد أن عدت، تحدّثت إلى أمين المحافظة عن مشاهداتي وانطباعاتي والاستنتاجات التي خرجت بها، وقلت له إن الثقافة جذبت الصحافة، وتبعهما السياح. وطرحت نقل الفكرة إلى دمشق، بسوق ساروجا تحديداً، فكان رد فعله السخرية مني ومن فكرتي.
هذا الكلام عمره عشرون عاماً. اليوم، كل منطقة في دمشق هي منطقة جذب سياحي، ولا تحتاج إلى خدمات، تحتاج فقط إلى الترميم والصيانة من جهات دولية مثل "اليونسكو"، التي يقتصر تدخّلها، بحسب علمي، على قلعة دمشق. أما صيانة البيوت، فلم يساهم فيها أحد.

* وما السبب؟

حين نقوم بالترميم، يتدخلون ويفرضون مواصفات وشروطاً خاصة من أجل الابتزاز والرشوة. وبمجرّد ما يستجيب المواطن ويدفع رشوة، يقولون له: "افعل ما تريد، واستخدم المواد التي تناسبك". وهنا يصبح هدفك أن تنتهي بسرعة حتى يتوقف الابتزاز.
جرت إزالة بيوت قديمة كثيرة حين جرى شق شارع الثورة، على ما أظن عام 1961، وفعلياً قطع دمشق بطريقة سيئة. ولولا جمعية أصدقاء دمشق الغيورين، لأُزيلت معالم أخرى.

* يُقال إن حريق سوق ساروجا في 2023 مدبّر، وهناك أصابع اتهام تُوجَّه إلى الإيرانيين، ما مدى صحة ذلك؟

أتهم النظام السابق. بين هذا المكان وبيت أهلي 40 متراً، وحين رأيت النار تشتعل من بيتنا، قلتُ لنفسي: إذا لم تتم السيطرة على الحريق خلال نصف ساعة، فسنضطر إلى مغادرة بيتنا، وبدأنا نجهّز أنفسنا لذلك.
المكان أثري قديم، كان مقرّاً لوالي الحج في السلطنة العثمانية، وهو من أجمل بيوت دمشق. وضعوا فيه محلات تصنع أحذية من دون أدنى درجات الأمان، ومن ثم الدولة التي أساءت التصرّف في المكان تندُب لأنه احترق.

آل الأسد غلفوا الكبتاغون بمنتوجات من مهنتنا، وصدروه للخارج.. تخيّل أن تكون لوحة فنية ملغومة بالكبتاغون!

* هل ستورث المهنة لابنك؟

لو كان عندي صبي، لما ترددت. فهي ليست سهلة. يمسك المُزخرف الريشة، وهو واقفٌ على سقالة ارتفاعها عشرة أمتار، أي إنها تحتاج إلى جهد عضلي كبير.

* رؤيتك المستقبلية؟

بعد أن كانت دمشق تصدّر البروكار والنقش والحرف التقليدية إلى كل أنحاء العالم، في عهد آل الأسد صرنا نصدّر الكبتاغون. صاروا يغلّفونه بمنتوجات من مهنتنا.
بعت لوحة للسعودية، وبعد فترة صوّرها الزبون وأرسل يسألني عن حفر داخلها. يبدو أن الجمارك شكّت، فحفرت داخلها للتأكد، ولذلك جرى تخريب العمل... صارت الناس تكره الفن الذي يصدّر من سورية وتخاف منه. صار الرعب يُصدَّر من خلال أجمل ما يصدر من بين يدي الفنان. تخيّل أن تكون اللوحة ملغومة بالكبتاغون! وهذا وارد من الناحية التقنية، هناك مساحة فارغة داخل العمل يمكن استغلالها لذلك، على نحوٍ لا يمكن اكتشافه.
أهانوا المهنة الفنية وأهلها. تخيّل أن يأتي إليّ لبناني ويسألني كم يكلف نقش سقف، أعطيه السعر، فيقول لي: "كلفة دهان ببيروت!"، ونكتشف أننا أرخص يد عاملة فنية في العالم... وأكثر ما يسبب الغصّة أنهم لا يعرفوننا إلا حينما يريدون تغطية صفحات في الصحف، يتعاملون معنا على نحو "لزوم ما لا يلزم"، وكثيراً ما شكوْنا وتحدّثنا عن مشكلاتنا، ووجدنا المنشور يختلف ويقدّمنا على أننا غاية في الانشراح.

* ما هو مصير الحرف، ومنها مهنتكم؟ هل تعمّر طويلاً؟

لا أظن أن مهنتنا تعمّر أكثر من 50 عاماً. أولاً، ليس هناك جيل جديد يتعلمها. هناك تغيير. أنا ربيت في عائلة كنا نستيقظ على صوت فيروز، وفي المساء على العشاء نسمع أم كلثوم. هذه طبيعة أبي، وكان هذا مجالاً للحديث عن الفن وحكاياته. هذه الروحية والشاعرية ألهمتني حب الفن والتعامل معه. أحبّ دمشق، وهذا عن حبّ وليس بهدف البيع. حين أتعامل مع قصيدة لنزار قباني، أعمل من قلبي، بحسب مشاعري، وليس مجاملة لأحد. أتعامل بمحبّة مع دمشق.
أقف في الخارج، أحتكّ بهذا الجدار، أقابل المئذنة، وأحسّ أنها تمدّني بطاقة كبيرة، فأعود إلى مشغلي وأباشر العمل. ... جيل اليوم لا يهمّه هذا الكلام، يريد المال بسرعة. يشتغل بائع هواتف نقّالة أو حواسيب، المهم أن يحصل على المال. يريد طاقة مادية، وليس روحية.

* ما المهن التي تتمنّى لو تعود إلى دمشق؟

البروكار. عندنا مكان نرمّمه، وبالمصادفة وجدنا الأحجار التي كانوا يعلّقون بها خيوط الحرير، أحسستُ أنني وجدت كنزاً، رغم أنهم لا يفيدونني بشيء، المهم شخصية المكان... آمل أن يعود للمكان الحس الفني، حينما يمرّ العابر يشعر أن المكان يشبهه لا شعورياً. ليس هناك بيت يخلو من الزخرفة.

المساهمون