تلقيح السحب الإماراتيّة

تلقيح السحب الإماراتيّة

07 سبتمبر 2015
ارتفاع نسبة هطول الأمطار في الإمارات(فرنس برس)
+ الخط -
ساهم الطقس الصحراوي الحار الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة، في حث الحكومة للبحث عن حلول مبتكرة لجلب الأمطار، وخاصة أن غياب الأمطار يترك آثاراً سيئة على قطاعات اقتصادية مختلفة، منها القطاع الزراعي.
يعد الاستمطار من أبرز الحلول التي تلجأ إليها دول العالم، خاصة الدول الخليجية، من أجل الحصول على الأمطار، وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول في المنطقة العربية التي قامت باستخدام تقنية تلقيح السحاب بالاعتماد على التقنيات المتوفرة عالمياً. وبحسب البيانات المنشورة في المركز الوطني للأرصدة الجوية والزلازل، فإن الإمارات تعتمد على استخدام رادار جوي متطور يقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة يتم تزويدها بشعلات ملحية معينة، تم تصنيعها لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية التي تتكوّن داخل دولة الإمارات العربية. وبحسب البيانات، فإن هذه السحب تمت دراستها بعناية في السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار في الدولة.

تقنيات فعالة
تعتبر عمليات استمطار السحب من العمليات التي تستوجب الدقة في طريقة التلقيح، حيث يتم توجيه الطائرة إلى المكان المناسب وفي الوقت الملائم، وذلك لضمان الهدف المرجو من هذه العمليات. في العام 2000، تم تأسيس برنامج الإمارات لاستمطار الغيوم بالتعاون مع منظمات عالمية، مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو في الولايات الأميركية المتحدة، وجامعة وتويترز راند في جنوب أفريقيا، ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، وقد أثمر هذا التعاون الذي دام أكثر من أربع سنوات تنفيذ دراسات مشتركة للخصائص الفيزيائية والكيميائية للغلاف الجوي الخاص بدولة الإمارات، الأمر الذي أظهر استجابة الغلاف الجوي لإجراء عمليات تلقيح السحب، ويتبيّن أن زيادة هطول الأمطار ستكون ما بين 15 و35%، وهو ما يعد أمراً إيجابياً ينعكس على كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

في العام 2015، وهو عام الابتكار في دولة الإمارات، أطلق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار تماشياً مع توجيهات القيادة في الدولة لجهة اعتبار عام 2015 عام الابتكار والإبداع. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الأمن المائي من خلال الترويج لأفضل الممارسات العلمية والتعاون في عمليات البحث والتطوير في مجال الاستمطار. ويساهم البرنامج في تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في مجالات علوم وتكنولوجيا وتنفيذ خطط الاستمطار في المناطق شبه الجافة حول العالم، كما يقدم نموذجاً ريادياً يمكن الاقتداء به. وبحسب الخبراء، فإن هذا البرنامج سيعمل على تعزيز الابتكار والإبداع في مجال العلوم المائية، والتي تعد من الركائز الأساسية والاستراتيجية في دولة الإمارات، حيث سيساهم في زيادة كميات الأمطار في أكثر من منطقة، وهو ما ينعكس إيجاباً على كافة مناحي الحياة الاقتصادية في البلاد.
وبحسب الخبراء، فإن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ينفذ طلعات جوية بصورة منتظمة من خلال 6 طائرات خاصة لتلقيح السحاب. وقد نجحت الإمارات في تنفيذ أكثر من عملية في هذا الصدد. ففي العام 2013، بلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها الطائرات لاستمطار السحب ما يقارب 214 طلعة جوية. وفي العام 2014، بلغ عدد الطلعات الجوية 193 طلعة جوية، تم خلالها تلقيح السحب والاستمطار الصناعي، وتم خلالها إطلاق ما يقارب 3145 شعلة ملحية في الغيوم. وفي العام 2015، بلغ عدد الطلعات الجوية 11 طلعة، حيث تم خلالها تلقيح السحب.

المساهمون