ترتيب المواقع الإلكترونية: رهان التسويق

ترتيب المواقع الإلكترونية: رهان التسويق

12 أكتوبر 2015
عدد الزوار هاجس المواقع (Getty)
+ الخط -
يمثل التسويق الإلكتروني أهم المراحل، التي تؤسس لمسار المواقع على الإنترنت، فبعد الإنشاء والتصميم تحتاج هذه المواقع إلى مجموعة من التحركات التي تجعلها تتبوأ صدارة المواقع الأكثر زيارة. ويعتبر عدد زيارات موقع إلكتروني ما مؤشراً رئيسياً لتسويقه، حيث يتبين مدى الاهتمام الذي يحظى به الموقع عند العامة، وكذلك تأثير محتواه على المطلعين عليه، بالإضافة إلى أن جلب الإعلانات والتي تزود الموقع بالموارد المادية رهينة عدد زياراته، عدد النقرات التي يقوم مستخدم الإنترنت به، والمدة التي يقضيها متجولاً فيه.

وعلى هذا النحو، أصبح ترتيب المواقع الإلكترونية بمثابة التحدي الحقيقي المرافق للمواقع في مزاولة أنشطتها، الارتقاء بمضمونها وتحقيق مكاسب تنافسية مقارنة بباقي المواقع، سواء كانت عامة أو متخصصة في مجال محدد والضامن لاستمرارها في تأدية واجبها. وفي هذا الصدد، يصدر تقرير سنوي من موقع أليكسا، الذي يجري قياساً لترتيب المواقع على مستوى العالم أجمع، ويحدد المواقع ذات الصيت والمتابعة من طرف الناس.

اقرأ أيضا: الألعاب الإلكترونية: قطاع اقتصادي صاعد

أنشئت مؤسسة أليكسا في 1996 في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية، وهي تابعة لمجموعة أمازون الشهيرة، وتقوم المؤسسة بترتيب ما يقارب 25 مليون موقع إلكتروني، يعتمد هذا الترتيب على معايير مضبوطة تهم عدد زيارات الموقع، عدد الصفحات التي تتم مشاهدتها ومدة زيارة الموقع. وعند تحليل نتائج تقرير أليكسا منذ 2008 إلى عام 2015، نجد تحولات كبيرة في ترتيب المواقع العشرة الأولى في العالم، ففي عام كان محرك البحث "ياهو" يحتل المرتبة الأولى بينما أصبح خامساً في ترتيب سنة 2015. وبالنسبة لبوابة "إم إس إن" باعتبارها شبكة من خدمات الإنترنت مقدمة من طرف مايكروسوفت، والتي كانت مصنفة سادسة على مستوى العالم سنة 2008، غابت كلياً عن ترتيب 2015، كما غاب في التقرير الأخير موقع التشبيك والتواصل الاجتماعي "ماي سبايس"، والذي كان دائم التصنيف في المراتب الأولى لغاية عام 2009، وينطبق الأمر على موقع التدوينات، "بلوغر"، والذي ظل محافظاً على مرتبته الثامنة عالمياً لغاية عام 2012.

وبحسب الإصدار الأخير لعام 2015، حافظ "غوغل" على مرتبته الأولى كرائد للمواقع الإلكترونية ومحركات البحث خاصة مع توسيع خدماته، والتي تغطي أنشطة كثيرة كالتعليم، والتواصل، والتجارة، والتخطيط العملي، والموقع الجغرافي والترفيه، بينما احتل موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، المرتبة الثانية، و"يوتيوب"، المرتبة الثالثة. وقد حقق موقع "تويتر" قفزة نوعية بدخوله ترتيب عام 2015 وحصوله على المرتبة الثامنة. وكذلك الحال بالنسبة لمحرك البحث الصيني، "بايدو"، الذي يحتل المرتبة الرابعة عالمياً. وحقق موقع التجارة الإلكترونية الصيني، "تاوباو"، مفاجأة هذه السنة بحصوله على المرتبة التاسعة عالمياً.

وعلى المستوى العربي، نسجل الاهتمام الكبير لمستخدمي الإنترنت العرب بمواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث "غوغل"، الذي تمكن من الصدارة في كل الدول العربية، بالإضافة إلى المواقع الإخبارية الإلكترونية والصحف الرقمية، التي كان لها نصيب الأسد من الزيارات على الإنترنت، في حين غابت مواقع التجارة الإلكترونية عن المواقع العشرة الأولى في العديد من الدول، كمصر ولبنان والمغرب، وهذا راجع للصعوبات التي تواجهها هذه المواقع في التأقلم مع خصوصيات المستهلكين، كما غابت مواقع الإدارة الحكومية ومؤسسات القطاع العام في الدول العربية، عن مراكز اهتمام المواطنين باستثناء بعض الدول الخليجية كالإمارات العربية المتحدة وقطر، على العكس من الدول الأوروبية والتي تشكل الموسوعات العامة، كـ"ويكيبيديا" ومواقع الإدارة العامة، بؤر زياراتها المتكررة، خاصة بريطانيا والدول الإسكندنافية.

اقرأ أيضا: التقليد أم التجديد في التكنولوجيا؟

وختاماً، لا بد من الإشارة إلى ضرورة التسلح باستراتيجية تسويقية للموقع الإلكتروني، تعمل على تحسين ترتيبه بشكل تدريجي، مستعملة في ذلك أدوات ومؤثرات ترويجية، كالاعتناء بالكلمات المفتاحية، التي تستأثر باهتمام الباحثين، الحضور الدائم والمباشر مع المتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنويع وإغناء الموقع، لكي يقضي الزائر أكبر مدة زمنية فيه، علاوة على اختيار وتصميم الصور ذات القوة الإعلامية والمعبرة عن محتوى الموقع.
(باحث وأكاديمي مغربي)

المساهمون