المناهج تناقض الواقع.. وعليك أن تتصرف

المناهج تناقض الواقع.. وعليك أن تتصرف

02 يوليو 2015
لا تسفه من المناهج والمنظومة التعليمية أمام الطفل (Getty)
+ الخط -

هل يدل اسم "خالد سعيد" على الحشاش الذي قبضت عليه الشرطة المصرية ومن ثم مات على أيديهم أم أنه ذلك الشاب مفجر ثورة يناير؟ وهل تعد 30 يونيو تاريخ الانقلاب أم تاريخ الموجة الثانية من الثورة المصرية؟

تقف الأسرة حائرة أمام بعض المعلومات المقررة في مناهج الأبناء الدراسية، فلا تعرف كيف تتعامل مع تناقضها في أحيان كثيرة مع الحقائق التي يعرفها الناس ولا تعترف بها الأنظمة السياسية التي لا تكف عن أدلجة المناهج الدراسية.

خطوات للتعامل
ربما ترشدنا هذه الخطوات إلى كيفية التعامل المتوازن مع مثل هذا التضارب والازدواجية المحيرة، والتي تخرج في بعض الأحيان عن إطارها التربوي:

- وفقاً لدكتور أحمد عبدالله، الطبيب النفسي، فإنه لا بد أولاً من تحديد الهدف من المدرسة، والاعتراف بأن الهدف الرئيسي هو الحفظ والتسميع ودخول الامتحان للحصول على شهادة جامعية، وبناء عليه:

- لا يجوز التسفيه من الكتاب المدرسي أمام الطفل، ما دمنا قد حددنا الهدف من المدرسة وضرورة الاستمرار فيها ومن ثم النجاح والحصول على الشهادة.

- لا يجب الإفراط في تمجيد الكتاب المدرسي أيضاً فلا تجري مناقشته أو الاعتراض على ما به من معلومات، وبالتالي مطالبة الطفل أو الابن بتناوله من دون فهم أو اعتراض أو مناقشة.

- عدم تسفيه المناهج كلها برمتها أمام الطفل والتسفيه من المنظومة التعليمية بصورة عامة، فيتربى الطفل على أن المنهج شيء تافه ويصعب عليه التعامل مع المعلومات والمعارف التي تتضمنه بشيء من الاحترام.

- في ما يتعلّق بالمواد التي تعتمد على الحفظ، لا بد من فهم النص فهماً جيداً، ثم البدء في عملية الحفظ، فلا يجوز التكرار آلياً، بل يكون مصحوباً بنشاط عقلي يتمثل في الفهم وتسلسل الأفكار.

- تناول صورة المعلم بشيء من التوازن فلا هو (المهاب الذي لا يسأل عما يفعل) ولا يتم التعامل مع المعلم على أنه شخص يعمل لدينا بناء على ما يتقاضاه من أجر الدروس الخصوصية.

- (المدرسة - التعليم - التربية - المعرفة) عناصر لا تربطها أي علاقة في العالم العربي، ولذا يجب أن تتعامل الأسرة مع كل عنصر بشكل منفصل في محاولة لتعويض الطفل ما ينقصه وتعريفه وتأديبه بالشكل اللازم. 

- تغذية الجانب المعرفي خارج إطار المدرسة، والبدء أولاً بتحديد نوع المعرفة التي يرغب الطفل بها.

- ضرورة سعي الأمهات لتثقيف أنفسهن قبل التعامل مع الأبناء ومعرفة كيف ينمو المخ عقلياً ووجدانياً.

- ويبقى دور الأسرة في تشكيل ثقافة الأبناء بحيادية، لإبعادهم عن أحادية الرؤية في تفسير الأحداث والتبعية، والمناهج المؤدلجة التي تتبناها أنظمة الدول العربية.

- يجب أن تركز الأسرة على مناقشة القضايا بشكل مرن مع ضرورة الأخذ بالآراء الوسطية وذلك رداً على معالجة المناهج للقضايا المختلفة بطريقة إما خطأ أو صواب؛ إما الرفض أو القبول.

- تكرس المناهج الدراسية أحياناً مبادئ التمييز وعدم المساواة، كتلك الصورة النمطية للمرأة التي تحصر دورها في الإنجاب والتربية، وفي وظائف محددة كمعلمة أو عاملة، لذا وجب على الأسرة تقديم صور مغايرة وغير نمطية تعدل بها الصور الذهنية لدى الأبناء.


- إتاحة الفرصة للتعامل مع مصادر المعرفة المختلفة من دون وسيط، وإكساب الابن القدرة على التعلم الذاتي مدى الحياة بعيداً عن الكتاب المدرسي، وتغيير دوره من مجرد متلقٍ سلبي إلى مشارك فعال وباحث عن المعرفة.

- ربط الطفل في كافة مراحله بالخبرات الحياتية وإثراء ثقافته العامة لتوسيع مداركه وتفتيح ذهنه، فالمناهج الدراسية غير قادرة على إنتاج جيل مبدع ومنافس، بسبب الحشو والتكرار وإشغال الطفل بمعلومات تخصصية مثل؛ اتجاه الرياح، وأنواع الصخور ومقدار زكاة الذهب والفضة.

- اعتماد الأسرة على طريقة الحوار والنقاش وتمثيل الأدوار في تداول المعلومات، وطرح الحلول المختلفة للتدريب على أسلوب الاستنتاج والاستنباط وحل المشكلات.

- إدراك أهمية الوسائل الحديثة في التعلم والبحث عن تفاصيل المعلومات التي يدرسها؛ لتوسيع مداركه وإكسابه مهارات البحث تمهيداً للحياة الجامعية.

- وأخيراً، فقد أصبح متاحاً ومقبولاً أن تختار بعض الأسر اللجوء إلى "التعليم المنزلي" كبديل للتعليم النظامي ومناهجه التي لا يرضى عنها أغلب أولياء الأمور، في التعليم المنزلي يختار الأهل المناهج بأنفسهم، ويثقفون الأبناء في كافة المجالات، والتركيز على إتقان اللغات المختلفة.

اقرأ أيضا:
 إدماج الأهل في التعليم.. السهل الممتنع

هل ينجح أولياء أمور مصر في تمردهم؟

المساهمون