ابنك المتعثّر دراسياً

ابنك المتعثّر دراسياً

20 ابريل 2016
توجد حلول لتعثر ابنك الدراسي(Getty)
+ الخط -
إذا عُرف السبب بطل العجب، هذه الحكمة القديمة تعني أن وراء تعثر ابنك الدراسي سبباً قوياً، ومعرفته والوقوف عليه تعني أننا في سبيل الحل والوصول إلى تميّزه دراسياً بعد تعثره. وفي ما يلي بعض الأسباب الأكثر انتشاراً وراء تعثر الأبناء دراسياً وكيفية التعامل معها:

أولا: الظروف الخارجة عن الإرادة
الظروف الأسرية بشكل عام، خصوصاً الظرف الصحي المفاجئ أو وفاة أحد الوالدين، هي أمور "خارجة عن الإرادة" من ناحية وشديدة التأثير على المستوى الدراسي من ناحية أخرى، وبالتالي الاستراتيجية الأولى للخروج منها سريعاً هي "التفهّم" لحالة الطالب وعدم إلزامه بما لا يطيق، وهذا التفهم يجب أن يكون مشتركاً بين أفراد الأسرة من ناحية والإدارة المدرسية وهيئة التدريس من ناحية أخرى.

ثانيا: صعوبة المنهج
الاعتراف بصعوبة المنهج لا تعني بالضرورة "غباء" الطالب، فكل طالب له نمط تعليمي خاص به، فأحدهم يستوعب المعلومات بالصور والمؤثرات البصرية، وآخر يغلب عليه تفضيل المؤثرات الصوتية، وثالث يحتاج لحاسة اللمس أو الحركة أثناء عملية التعلّم،

ومناهجنا العربية تركز في غالبيتها على تفعيل الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات بصورة صماء ولا توفر فرص التعلّم من خلال استخدام كافة الحواس.

وفي هذه الحالة يجب مساعدة الابن على اكتشاف نمطه التعليمي، وتوفير الوسائل المتطابقة مع هذا النمط، ومن ناحية أخرى يمكننا المساهمة في عملية تنظيم الوقت للابن، فالمنهج الصعب يحتاج لوقت كافٍ للاستيعاب، وأبناؤنا في كثير من الأحيان تنقصهم مهارة إدارة الوقت، وهو أمر يحتاج لكثير من التحفيز والصبر.



ثالثاً: الإهمال وعدم الاكتراث
في الحقيقة هما أمران مختلفان، البداية قد تكون مع الإهمال الطبيعي، ولكن عدم الاكتراث يمكن أن يكون ردّة فعل لعدم الثقة بالنفس بسبب الفشل المتكرر.

إلا أن الحل لكلا الأمرين متشابه، مع تجنب أن يقوم ولي الأمر بنفسه بحل مشاكل ابنه الناتجة عن الإهمال كأن ينسى واجباته أو أن ينسى التزاماته المدرسية، فهذا مدعاة للتمادي في الإهمال - طالما هناك من سوف ينقذ الموقف دائماً - ولكن الحل يكمن في تدريب الابن على تحمّل المسؤولية.

هناك واجب "ومن الواجب عمل الواجب" وعلى الابن أن يتصرف سواء بمعرفة المطلوب من خلال مهاتفة صديق أو بسؤال المعلّم بشكل مباشر، المهم هنا هو تدريب الابن على تحمل المسؤولية وأيضا تحمل العواقب.

أما فقدان الثقة بالنفس، المسبب لعدم الاكتراث، فلا يتم علاجه إلا بضده أي بفتح مجالات للنجاح، والتركيز على النجاحات الصغيرة للابن، والإشادة به والاحتفال بإنجازاته ولفت انتباهه إلى أن لكل شخص نقطة تميّز خاصة، والنقطة الفاصلة دائما هي أنه "إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وطالما كانت الدراسة هي عمل الطالب فعليه بذل المستطاع من الجهد والإحسان في الأداء.

رابعاً: عدم القدرة على التركيز
أحد مسببات التعثر الدراسي هي كثرة التشتت، والحل يكون بمعرفة الأمور المزعجة للابن ومحاولة تقليلها وتفاديها (صوت تنبيهات الهاتف المحمول - صوت الإخوة الأصغر...)، وهذا أمر سهل، ولكن الأصعب هو الأمور الذاتية التي تعيق عملية التركيز، فكم من مرّة نرى الابن يقرأ فقرة من كتاب بشكل صامت، وعند سؤاله عما قرأه لا نجده تذكر شيئاً لأنه كان شارد الذهن أثناء القراءة.
وهنا يجب تدريب الإبن على تقسيم فقرات القراءة ومطالبته بالقيام بعملية تلخيص سريع لكل فقرة يقرأها وتحديد الفكرة الرئيسية. ففي بادئ الأمر يتم هذا الأمر بمشاركة أحد أولياء الأمور ومع الوقت سيتحول إلى عادة سهلة لدى الابن.

(خبير تربوي)



المساهمون