#ارحمونا_من_تعليم_عقيم

#ارحمونا_من_تعليم_عقيم

25 مارس 2016
أطفال مصر يخسرون طفولتهم مقابل دراستهم(Facebook)
+ الخط -
تحت هاشتاغ ارحمونا_من_تعليم_عقيم، #‏تمرد_على_المناهج_التعليمية، ‫#‏ثورة_أمهات_مصر، ‫#‏منهجكم_باطل، نظّم أولياء أمور تلاميذ المرحلة الابتدائية بمصر، تظاهرة إلكترونية ضد المناهج الدراسية العقيمة والحشو والتكرار الذي لا هدف منه إلا قتل الإبداع والتفكير في عقول أبنائهم وضد نظام الامتحانات الذي يقيّم الطفل كحافظ للمنهج من الجلدة للجلدة.


اقرأ أيضا:حقائب ملغمة... يحملها أبنائي على ظهورهم

وفي آخر بيان لهم، كتبوا على صفحة "تمرد على المناهج التعليمية": نحن أمهات مصر الكادحات المطحونات مع أبنائنا وبناتنا، في ظل تعليم عقيم ومناهج تعليمية بائسة سبّبت لنا ولأطفالنا العديد من المشاكل النفسية، والأعباء المادية، نناشد الرئيس السيسي وكل المسؤولين أن يستمعوا لصرخاتنا ويتقبّلوا مطالبنا المشروعة. ونقر بأننا ليس لنا أي نشاط سياسي ولا أي توجه سياسي، وأننا ليس لنا أي علاقة بحركة تمرد ومؤسسيها لا من قريب ولا من بعيد، وإنما نحن تمردنا على المناهج التعليمية لما لها من ضغوط كثيرة بلا فائدة، والمحصّلة في النهاية هي صفر بل إنشاء جيل فاشل ليس لديه القدرة على التفكير ولا الإبداع، إلى جانب إفساد العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب كثرة الضغوط.


ونعلن أيضا أننا لا ننوي القيام بأي مظاهرات أو أي وقفات احتجاجية، ولكن قررنا اتخاذ خطوة إلى الأمام، الغرض منها هو توصيل أصواتنا ومطالبنا ونعلن الاستفتاء عليها الآن وهي عمل استمارات بها كل مطالبنا وتوزيعها في كل ميادين مصر بكل المحافظات، وتوقيعها وتوصيلها إلى المسؤولين. مدة الاستفتاء هي 48 ساعة فقط، وإذا كانت النتيجة نعم فسوف نقوم بكتابة صيغة موحدة وعلى الجميع الالتزام بها، وسوف نوافيكم حينذاك بالخطوة اللاحقة".


هذا ما أسفرت عنه حملة تمرد على تعليم عقيم حتى الآن، ولا يعرف أحد إلى أين ستصل مطالبها، إلى حيّز التنفيذ أم إلى ساحات الإنترنت وكفى.

اقرأ أيضا:"تعرف فلانة...شوفتها وهي بتذاكر لعيالها؟"

نفور الأمهات من مناهج دراسية تملأ أطفالهم بالهم والحزن وتقتل براءتهم يوميا أمام أعينهن كان سببا في انتشار حملة التمرد الواسعة ورواج مطالبها على شبكات التواصل والتفاعل معها بشكل كبير رافضة ملء عقول التلاميذ بدراسة حياة الأسر الفرعونية كاملة، والمحميات الطبيعية وتفاصيل كثيرة لا تراعي أعمارهم، وتخصيص جزء كبير من منهج العلوم للأحياء الثقيلة والفيزياء الصريحة، وكذلك إضعاف ثقة الطفل في نفسه وقدراته لعدم فهمه العمليات الحسابية الغير متّسقة مع عمره، وإثقاله بأساسيات اللغة العربية وقواعدها بشكل شبه كامل منذ الصف الأول الابتدائي.

اقرأ أيضا:المعلّمة البريطانية التي أحبطت الأم المصريّة

شكوى أولياء الأمور

تقول راندا عبد الحميد: غيّروا المناهج يا وزارة فاشلة، طفل في أولى ابتدائي يأخذ الإنجليزي ده كله، ويأخذ جملة إسمية وفعلية ومضاد ومرادف وغيره، ويأخذ كسور وعمليات حسابية معقدة لم أفهمها أحيانا. ابنتي كل حياتها مذاكرة، حرام عليكم، ارحموا العيال.

وتضيف سارة مجدي "حقيبة ابني في رابعة ابتدائي تقريبا 9 كيلو وأحيانا تصل إلى 12 كيلو، ومحضّر الجدول، وفصله في الطابق الخامس".

أما نجلاء، فتعتبر أن "منهج العلوم في الصفين الرابع والخامس، تماما مثل من يريد أن يحشي 3 كلغ أرز في نص كلغ كوسى، وربما واضع المنهج تخيل أن هؤلاء التلاميذ سيهربون ولن يدرسوا العلوم قط بعد المرحلة الابتدائية".

تقول هند إبراهيم "الدراسة أصبحت بالنسبة لأي بيت معتقلا وحربا، تأخذ كل وقتنا وتحرمنا من كل متع الحياة بلا مبالغة".

وفي محاولة للتصعيد، أعلنت صفحة "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية" حملتها لمقاطعة المناهج التعليمية، وانقسم أولياء الأمور بين مقاطعة المناهج وتحديد يوم لوقف العمل بجميع مدارس مصر الابتدائية، وامتناع أي تلميذ عن الذهاب إلى المدرسة ليوم أو ليومين، في حين فضّل آخرون تنظيم وقفة احتجاجية في أقرب وقت أمام الرئاسة، وأمام كل من وزارة التربية والتعليم والمديريات التعليمية والإدارات المختلفة.

اقرأ أيضا: في مصر.. ادفع أكثر تتعلم أفضل!

مجرد حفظ وتلقين

ويعلّق دكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، بالقول "سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مطالب أولياء الأمور ورغبتهم الملحّة في تغيير المناهج، فلا بد أن تعلن الوزارة اهتمامها بمطالبهم والانصياع لمناقشتها، فالتعليم مهمة المجتمع بشكل عام بما فيه من أولياء أمور ومعلمين وخبراء ووزارة تقوم بالتنسيق".

وعن رأيه في المناهج الدراسية التي يدرسها الطالب في المرحلة الابتدائية، يقول الخبير التربوي: هناك أجزاء كبيرة من الحشو في المواد الأدبية، ولكن المنهج في مجمله ومهما كانت أفكاره صعبة، إلا أنها تتفق مع طفل يحمل التليفون والآيباد ويُحمّل البرامج والصور ويقوم بعمل بحث حول أي معلومة يحتاجها.

ويضيف "من هنا يمكن أن نقول إن المنهج ليس في صعوبة أفكاره، ولكن صعوبته تكمن في طريقة تقديمه في ظل نسق تعليمي عقيم، يعتمد على الحفظ والتلقين، وفي ظل امتحانات ليست لها أي قيمة على المستوى العقلي، وفي ظل نظام لا يستفيد الطالب استفادة تذكر من المدرسة ويقع عبء المذاكرة بأكملها على الأم".

وكانت أمهات مصر قد أصدرن بيانا ذكرن فيه أهم مطالب ثورتهم التعليمية، جاء في بدايتها تعيين وزير تربية وتعليم لا يزيد عمره عن 40 عاما، تطوير وتبسيط وتقليل المناهج لتتناسب مع عمر الطالب من الابتدائي وحتى الثانوي، إلغاء أعمال السنة حتى لا يكون التلميذ تحت رحمة المعلم المستغل، عدم إضافة الدرجات الخاصة بالأنشطة والمواد الفنية إلى المجموع، التطبيق الصحيح لنظام الربع تيرم أو إلغاء الميد تيرم نهائيا، وضع قانون حازم للدروس الخصوصية و"السناتر".

اقرأ في الملف: