دراسة بهارفارد: 6 نصائح لتنشئة طفل "إنسان"

دراسة بهارفارد: 6 نصائح لتنشئة طفل "إنسان"

08 سبتمبر 2015
يمكنك تنشئة طفلك ليهتم بالآخرين منذ الصغر (Getty)
+ الخط -

في دراسة جديدة، قام علماء النفس بجامعة هارفارد بتحديد ست أمور هامة يجب الالتفات إليها أثناء تربية أطفالنا، مؤكدين على أنه بالرغم من شكوى الآباء المتزايدة في ظل العصر التكنولوجي الذي تتنافس فيه كثير من الأدوات على جذب انتباه الصغار، إلا أن دور الآباء لم يتغير حقا في أهمية تنشئة الطفل تنشئة أخلاقية إضافة إلى تجذير أساسيات التربية الإنسانية لديه.

يؤكد الباحثون كذلك على أنه وبالرغم من جنون الحداثة، وبالرغم مما يريده الآباء لأبنائهم من أن يكون لديهم مستقبل باهر وناجح، إلا أن ذلك لا يجب أن يأتي على حساب مشاعر العطف والتعاطف. لذا فهم ينصحون ببعض الاستراتيجيات المجربة والصحيحة لأفضل الطرق لوضع أطفالنا في قالب أخلاقي وتوجيههم نحو الأهداف الإنسانية الأساسية، وفيما يلي تأتي الست نصائح العملية التي أوصت بها الدراسة.

* التعايش مع الأطفال
قضاء بعض الوقت المنتظم مع أطفالك، وتشجيعهم على فتح باب الأسئلة عن أنفسهم، والعالم حولهم، وكيف يرونه، والاستماع لهم والإهتمام بردودهم هو أساس كل الأشياء التربوية، فسوف يتعلم الإبن من خلال ذلك الأمور التي تجعل منه طفلا فريدا من نوعه.
هذا بالإضافة إلى زرع كيفية الاهتمام والعناية بالآخرين، فهم ليسوا محور كل شىء، ولكن الاهتمام بالآخرين يكاد يكون هو الأهم في بعض الأحيان.

* قل لإبنك أنك تهتم لأجله
وفقا للباحثين، فإنه "على الرغم من أن معظم الآباء وأولياء الأمور يقولون بأنهم يمنحون أطفالهم رعاية وأولوية قصوى، إلا أن أطفالهم غالباً لا يستمعون لتلك الرسالة".

لذا يجب التأكد من قول ذلك بشكل صريح ومباشر لهم، إضافة إلى التأكيد على ذلك من خلال الفعل كما القول، كأن تهتم بمتابعتهم عن قرب فتتحقق من المدرسين والمدربين وغيرهم ممن يتعامل معهم طفلك، وتسأل عن كيفية أداءه، وعن قدرته على القيام بالعمل الجماعي، ومدى تعاونه، ومدى كونه شخصا ودودا مع الجميع بشكل عام.

* اتخاذ القرارت
ناقش مع إبنك كيفية اتخاذ القرارات الخاصة ومدى تأثيرها على الآخرين، مع ضرب مثال على ذلك وممارسته بشكل عملي، وكذلك توضيح إيجابيات وسلبيات اتخاذ أي قرار، مع وضع الأشخاص الذين يمكن أن يتأثروا بالقرار في الحسبان. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يريد إنهاء الرياضة أو أي نشاط آخر، قم بتشجيعه على التعرف على مصدر المشكلة وسبب هذا القرار المفاجىء، وإن كان قراره سيؤثر على الفريق الذي ينتمي إليه، وضرورة التزامه بروح الفريق حينما يتخذ قراره النهائي.


* اجعل المودة والامتنان روتين
تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون هذه العادة من التعبير عن "الامتنان" هم أكثر عرضة ليكونوا أشخاص مفيدين، أسخياء، رحماء، ومتسامحون، وأنهم أيضا أكثر عرضة ليكونوا سعداء ويتمتعون بصحة جيدة.
لذلك ينصح الباحثون الآباء والأمهات بأن يقوموا بعقد خطة للأعمال المنزلية على سبيل المثال وأن يطلبوا من كل طفل مساعدة شقيقه، وأهمية تقديم "الشكر" على مدار اليوم لجميع من في المنزل.

* تحقق من العواطف المدمرة لطفلك 
تؤكد الدراسات على أن مشاعر الغضب والخجل والحسد والمشاعر السلبية الأخرى غالبا ما تطغى على مشاعر الاهتمام والاعتناء بالآخرين لدى الأطفال.


اقرأ أيضا: لا تقل لإبنك الـ"يضربك اضربه"

وهنا يطلب الباحثون من الآباء أن يساعدوا أطفالهم على معالجة تلك المشاعر والتخلص منها عن طريق الحديث عنها وتسميتها وإخراجها من داخلهم، وأن يتم توجيههم بهدوء لحل تلك الصراعات بشكل آمن.

تنمية مشاعر الاهتمام بالآخرين تستغرق وقتا، ولكن لا مشكلة في ذلك، وخلال تلك العملية الطويلة يجب وضع بعض الحدود الواضحة والمعقولة وليفهم الطفل أن كل هذا التوجيه يتم بدافع من الحب والحرص على سلامتهم.

* ضع طفلك في الصورة الأكبر
يقول الباحثون أن جميع الأطفال تقريبا يتعاطفون كما يهتمون بدائرة صغيرة من عائلاتهم وأصدقائهم، ولكن بالحيلة يمكن توجيه اهتمامهم نحو دائرة أكبر من الناس سواء على المستوى الاجتماعي أو الثقافي، وحتى على المستوى الجغرافي.

ويمكن القيام بذلك عن طريق تدريبهم ليكونوا مستمعين جيدين، ومن خلال تشجيعهم على وضع أنفسهم مكان الآخرين، وممارسة التعاطف باستخدام قابليتهم للتعلم عبر الأخبار أو وسائل الترفيه.

وتخلص الدراسة إلى أن تنشئة وتربية طفل مهتم ومحترم ويتسم بالأخلاق هو دائما عمل شاق، ولكن هذا شيء يمكن القيام به من قبل جميع الآباء. وليس هناك عمل أكثر جدوى من تنشئة طفل "إنسان" في نهاية المطاف.

اقرأ أيضا:12 نصيحة.. علم ابنك كيف يخطط

دلالات

المساهمون