الحرب تحرق إنتاج ليبيا الزراعي

الحرب تحرق إنتاج ليبيا الزراعي

14 مارس 2016
ضعف الإنتاج في ليبيا (محود تركيا/Getty)
+ الخط -
تعيش ليبيا منذ سنوات أزمات اقتصادية عديدة، أبرزها ضعف الإنتاج الزراعي، وتكديس المحاصيل، الأمر الذي شجع مركز تنمية الصادرات التابع لوزارة الاقتصاد الليبية في طرابلس على إقامة معرضين، أحدهما للتمور، والآخر خاص بمنتجات الزيتون والزيت، من أجل تسويق الإنتاج وتشجيع المنتج المحلي الذي شهد تراجعاً كبير خلال العامين الماضيين.
وقال خالد موسى مدير إدارة الدعم ومساندة المصدرين في المركز "تهدف إقامة المعرضين إلى تشجيع الإنتاج المحلي، الذي شهد تراجعاً بسبب الحرب والصراعات المسلحة"، مؤكداً أن الإنتاج جيد، لكنه يفتقر إلى الجودة في عملية الحفظ.
وأشار إلى أن معرض التمور شهد عملية بيع كميات كبيرة من الأطنان، لكن بيع منتجات زيت الزيتون لم يشهد إقبالاً كبيراً سوى لعدد محدود من المستهلكين، مرجعاً ضعف الإقبال إلى ضعف مشاركة معاصر زيت الزيتون في المعرض، إذ لم تشارك أكثر من 45 معصرة فقط.
وفي المقابل، أكد مدير هيئة الزيتون والنخيل التابعة لوزارة الزراعة الليبية علي عزوم تراجع إنتاج محصولي التمر والزيتون إلى مستويات متدنية، عازياً التراجع إلى الأوضاع الأمنية، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في مختلف أنحاء البلاد، لاسيما المناطق الزراعية. وقال لـ "العربي الجديد": "وصل إنتاج ليبيا من التمور خلال العام الماضي إلى نحو 850 ألف طن من مختلف الأنواع، أما الاستهلاك المحلي، فقد وصل إلى نحو 65 ألف طن، فيما يتم توجيه الكميات الفائضة عن الحاجة المحلية إلى الخارج عبر القطاع الخاص".

وتمتلك ليبيا ثروة هائلة من النخيل تتجاوز ثمانية ملايين نخلة، تستغل مساحة تتجاوز 23 ألف هكتار. وتُنتج نحو 300 صنف من التمور المختلفة، وفق بيانات هيئة الزيتون والنخيل الليبية.
أما فيما يتعلق بزيت الزيتون، فقد أكد عزوم أن كميات الزيتون المقدّر إنتاجها هذا العام تصل إلى نحو 160 ألف طن زيتون، ونحو 35 ألف طن زيت الزيتون، فيما يصل الاستهلاك المحلي من زيت الزيتون إلى ما يقارب 60 إلى 70 ألف طن سنوياً، نصفها يُصنّع محلياً والباقي يستورد من الخارج.
من جهته، رد حسن أبو لقاسم أحد المزارعين في منطقة غريان لـ "العربي الجديد" عملية انخفاض الإنتاج إلى غياب الاهتمام الحكومي بالفلاحين مند العام 2013، حيث تغيب المساعدات في توفير بعض المستلزمات الزراعية بسعر مدعوم. فضلاً عن إقامة مركز تنمية الصادرات دورات تدريبية لمعايير الجودة في الإنتاج، مما تسبب في عزوف الكثير من المزارعين بسبب غياب الاهتمام بإنتاجهم الذي يتكدس ويكسد. مشيراً إلى أن سعر ليتر زيت الزيتون في المعاصر يصل إلى نحو 7 دنانير، بينما يباع زيت زيتون المستورد من تونس بنحو 6 دنانير.
أما حسن الصغير صاحب معصرة لزيت الزيتون في منطقة مسلاتة شرق طرابلس، فأكد ضعف الإنتاج وغياب المستهلكين مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطنين الناتج عن الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد.
وفي جولة لـ"العربي الجديد" على محال بيع التمور والزيت الزيتون، أشار العديد من المواطنين، إلى أن الأسعار مرتفعة مقارنة مع غياب جودة المنتجات، حيث يوضع زيت زيتون على سبيل المثال في براميل بلاستيكية، أما بالنسبة إلى التمور، فإن أسعارها معقولة إلى حد ما، لكنها لا تستطيع منافسة التمور المستوردة من الخارج، وتحديداً من تونس والجزائر بسبب انخفاض أسعارهما مقارنة بالمنتجات المحلية.
وقبل خمسة عقود، كانت ليبيا تعتبر بين أهم الدول في العالم إنتاجاً لزيت الزيتون والتمور، إذ إن اقتصادها قائم على هذه الصناعات الزراعية. لكن مع دخول ليبيا عالم النفط، بفضل ثرواتها النفطية الهائلة التي جعلتها في موقع متقدم بين منتجي العالم، تخلّت الدولة عن الزراعة، لا سيما الزيتون، الذي ارتبطت به تاريخياً لعقود طويلة.

اقرأ أيضاً:الليبيون منهكون بين أسعار ناريّة وتحويلات مجمّدة

المساهمون