أحمد حبيب احترف صناعة العصير واخترع الصمود

أحمد حبيب احترف صناعة العصير واخترع الصمود

16 سبتمبر 2015
أحمد أمام محله وخلف عربة الفاكهة (العربي الجديد)
+ الخط -
كثيرون من الفلسطينيين ضغطت عليهم ظروف الحياة وشظف العيش، لكنهم رفضوا الاستسلام، فلجأوا إلى كسب لقمة عيشهم من عرق جبينهم. ومن أمثلة هؤلاء المرابطين في أرض فلسطين، برغم قسوة الظروف، شاب فلسطيني، تخصص في إعداد عصائر الفاكهة والحمضيات بأشكالها وأنواعها، حتى أضحت مهنته الوحيدة التي يعتاش منها وعائلته، ويحاول تطويرها وإعطاءها الاهتمام الذي تحتاجه... فمنذ أربعة عشر عاماً، والشاب الفلسطيني أحمد حبيب يعمل في أوّل محل لتحضير الكوكتيل، يحمل اسم "سما كوكتيل"، بمدينة رام الله. يقول حبيب لـ "العربي الجديد": "بدأت بمساعدة والدي في المحل في طفولتي منذ 14 عاماً، ثم توليت المسؤولية كاملةً بإدارة المحل، تركت دراستي الجامعية لأتفرغ للمحل بشكل كامل".

مسؤولية كبيرة

دخل أحمد منافسة شديدة مع محلات عدة متخصصة بإعداد العصائر، منتشرة في شوارع رام الله، لكنه يرى أن له زبائنه، الذين يرتاحون بالقدوم إليه ويطمئنون إلى التعامل معه، كما يقول.
يضيف أحمد، فيما هو منهمك في إعداد عصائر الفاكهة والكوكتيل لزبائن المحل ومرتاديه: "هذا المحل الصغير تعتاش منه عائلتي المكونة من سبعة أبناء وبنات، أنا أوسطهم، حيث أخذت على عاتقي المسؤولية الكاملة عن المحل".

اقرأ أيضاً:طالب اخترع النجاح... من روسيا إلى رام الله

يؤكد أحمد أنه يعشق العمل في مجال العصائر والكوكتيل ويجد فيه متعة منقطعة النظير، ولا يجيد غيره، ولا يسعى إلى عمل غيره.
وبرغم انشغالاته اليومية في تأمين العيش الكريم له ولعائلته، لا يغفل أحمد دوره كفلسطيني يحتاجه مجتمعه في كثير من المناسبات، فهو دائم المشاركة بحملات التبرعات والمساعدات، التي تنطلق بين الفينة والأخرى في المحافظات الفلسطينية، خاصة في الأعياد والمناسبات وشهر رمضان. ويشارك بها عن طيب خاطر، وفق تعبيره.

ولأن أسعار الفاكهة في فلسطين غير مستقرة، وهي أقرب إلى الصعود المطرد، تبعاً لكمية الإنتاج وحاجةِ السوقِ الفلسطينية والتغيراتِ المناخية، إلا أن أحمد يسعى دوماً لتوفير أغلب أنواع الفاكهة، خاصة الرئيسية في صناعة الكوكتيل والعصائر. ويضرب أمثلة على ذلك، بالقول إن " يبلغ سعر الكيلو الواحد من البرتقال في غير موسمه أكثر من دولار و70 سنتاً، والرمّان في غير موسمه يصل سعر الكيلو إلى 25 دولاراً". ويشير إلى أنه "للتغلب على ارتفاع أسعار الفاكهة في فلسطين، يعمل على توفير الصنف المفقود من خلال عصره وتخزينه في الثلاجات، لاستخدامه في غير موسمه، خصوصاً لزبائن مضطرين لاستخدامه في غير موسمه، خاصة مرضى السرطان وضعف الدم".

منتجات محلية

ويوضح أحمد قائلاً: "اعتمد في عملي على الماكينات اليدوية فهي نظيفة، لتكون آليات الإعداد واضحة أمام الزبون حتى يكون مطمئناً لما سيشتريه ويتناوله وأفراد عائلته".
يبدأ أحمد عمله في محله، من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 12 ليلاً، وأحياناً يبقى حتى ساعات الفجر، حسب حضور الزبائن وإقبالهم.
يعد أحمد عصائر الفاكهة بأشكالها، ويرفض استخدام الفاكهة المستوردة في عمله، يفتخر بالتفاح الجولاني ذي النكهة الخاصة، وقصب السكر الفلسطيني الذي يزرع في فلسطين والبرتقال والليمون والموز.
وعن أسعار العصائر، يقول أحمد: "الأسعار متفاوتة، فمثلاً نصف ليتر عصير الأناناس يصل تقريباً إلى ستة دولارات، والرمان خمسة دولارات، والبرتقال ثلاثة دولارات...".
ويشكو أحمد ارتفاع أسعار الكهرباء في الأراضي الفلسطينية، ففي محله خمس ثلاجات تخزّن فيها أنواع كثيرة من الفاكهة، حتى يستغلها في غير موسمها، مثل الرمان والفراولة والمانغا، وتصل فاتورة الكهرباء في الشهر إلى أكثر من 500 دولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفاكهة في فلسطين.
ويرفض أحمد استخدام أية مواد كيماوية أو ألوان صناعية في إعداد العصائر، حتى تحافظ الفاكهة على قيمتها الغذائية. حتى أصبح محله "سما كوكتيل"، مقصد أهالي محافظة رام الله والبيرة وزائري المدينة من كل المحافظات الفلسطينية.
ويؤكد أحمد أن الحركة الشرائية واستهلاك العصائر الطبيعية يتضاعف في شهر رمضان، لافتاً إلى فوائد العصير الطبيعي الذي يزود الجسم بكل العناصر الغذائية التي يحتاجها.

اقرأ أيضاً:طارق جبارين يستثمر في الموسيقى

المساهمون