درجات الحرارة تزيد سخونة الشارع العراقي

درجات الحرارة تزيد سخونة الشارع العراقي

26 اغسطس 2015
تاجر يواجه الحر بسكب الماء على جسده(صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -
يمر العراق هذه الأيام في موجة من الحر الشديد، حيث اقتربت الحرارة من الستين درجة في بعض المحافظات الجنوبية، في ظل انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، وشح في المياه، ونقص الخدمات. هذه الأوضاع ألقت بظلالها على المشهد المضطرب أمنياً وسياسياً، وزادت من معاناة المواطنين، ورفعت وتيرة المشكلات التي تواجهها الحكومة مع انتشار التحركات المطلبية واتساعها.

وزارة الصحة العراقية أكدت في بيان لها، عدم تسجيل أية حالة وفاة بسبب موجة الحر التي تجتاح البلاد حالياً، بما في ذلك مخيمات النازحين. ولكن طبيباً ينشط في مخيمات النازحين من بيوتهم في الأنبار باتجاه بغداد، أكد في اتصال مع "العربي الجديد"، "وقوع عدة حالات وفاة قرب المعابر التي باتت تشكل حاجزاً يمنع النازحين من الوصول إلى عاصمة بلدهم". وأكد الطبيب في نفس الوقت وقوع إصابات عديدة، وبشكل يومي، من الإغماء وضربات الشمس والحساسية الشديدة.

وأضاف الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "الفريق الطبي الميداني قرب المعابر في مخيمي بزيبز وعربد، سجل كذلك عدة حالات من الإصابات الجلدية التي تنتشر في ظل ارتفاع الرطوبة وشح المياه، كظهور أمراض الجَرب والفطريات بأنواعها المختلفة"، وأوضح أن "معاناة الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل هي الأشد من بقية الفئات".

اقرأ أيضا: الفساد في العراق: اسألوا عن ثروات المسؤولين!

وأكد مسؤول الإعلام في منظمة سبل السلام للإغاثة، ضرغام الدليمي، في اتصال مع "العربي الجديد"، "وقوع وفيات بسبب الحر الشديد، حيث وصلت درجة الحرارة من 53 إلى 55، مؤكداً وقوع 5 وفيات في مخيم بزيبز و3 وفيات في مخيم عربد"، ما يتناقض مع رواية وزارة الصحة العراقية.

وعن التكاليف التي تسببت بها موجة الحر المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، أكد الدليمي أن "هناك تكاليف كثيرة خصوصاً في مخيمات النازحين عند المعابر، كونها لا تقع بالقرب من المدن المأهولة، فسعر لوح الثلج أكثر من ثلاثة دولارات، وسعر السيارة الحوضية المتوسطة من الماء أكثر من مائة دولار، في حين لا يمكن الحديث عن المراوح او المكيفات في مخيمات للنازحين، ولا حتى لدى سكان المحافظات في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل.

من جهة ثانية قال علاء العبدلي، من منظمة اليد الحانية للإغاثة، "إن النازحين في المخيمات الموجودة داخل المدن يعتمدون على المبردة الصحراوية في التبريد، وذلك لرخص ثمنها 150 دوﻻراً كمتوسط أسعار، كما أنها لا تحتاج إلى كلفة كهربائية عالية لتشغيلها، علماً أن المنطقة تعاني من مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، شأنها شأن كل مدن ومحافظات العراق".
الوضع في بغداد والمحافظات الجنوبية لا يشبه الوضع في مخيمات النازحين في الأنبار، ولكنه لا يختلف كثيراً من حيث المعاناة، وفقاً للدكتور غسان عبد القادر، دكتور التاريخ والعلوم الاستراتيجية والناشط في مجال الإغاثة الإنسانية.

اقرأ أيضا: العراقيون ينفقون الملايين للعلاج من آثار الحروب

وقال عبد القادر في حديثه لـ "العربي الجديد"، "تبدأ المعاناة من سعر الاشتراك بمولدات الكهرباء الأهلية حيث تحتاج الأسرة إلى 5 أمبيرات بكلفة 130 دولاراً شهرياً، يتبع ذلك أجهزة التبريد، حيث إن سعر مبردة الهواء المتوسطة في حدود 200 ألف دينار".

وأكد عبد القادر أن "الأسرة العراقية، والنازحين على وجه الخصوص، يتحملون تكاليف إضافية غير مسبوقة، إضافة إلى توفير الماء والطاقة الكهربائية"، ويشرح أن "هؤلاء يدفعون مصاريف العلاج للحالات المرضية كضربة الشمس والأمراض الجلدية، المنتشرة حالياً بشكل كبير من جراء نقص الماء والدواء وقلة وجود الطاقة الكهربائية،. ناهيك عن النقص الحاد في الغذاء. ويأتي عامل فقدان السوائل جراء الظروف الجوية الصعبة في هذا الصيف الحار كأحد عوامل المعاناة التي تثقل كاهل الأسر العراقية، وخصوصاً منها الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، والتي باتت تشكل نصف المجتمع العراقي تقريباً".

مصاريف لا تنتهي
يقول الدكتور غسان عبدالقادر إن العائلات العراقية تدفع الكثير للحصول على الخدمات البديهية، وشرح: "مصاريف شراء الماء النقي أو تنقيته داخل المنزل تكلف ما لا يقل عن 52 دولاراً تقريباً، وهناك أسر عديدة، خاصة من النازحين، لا يجدون الماء أصلاً للغسل أو الطبخ". وتشير التقارير إلى أن العراقيين، خصوصاً النازحين، يعانون من أزمات شديدة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية المتوافرة. وتنتقد التحركات التي تلف شوارع عراقية، الفساد المستشري في بلد يعد من بين الأكبر عالمياً في إنتاج النفط، حيث لا يحصل المواطنون، خصوصاً الفئات التي تعيش ظروفاً استثنائية في مخيمات النزوح، على أي نوع من الخدمات والإغاثة التي ترقى إلى حجم الإيرادات النفطية التي تديرها السلطة

دلالات

المساهمون