"نون" أول مقهى نسائي في قطاع غزة

"نون" أول مقهى نسائي في قطاع غزة

26 أكتوبر 2015
داخل مقهى نون المخصص للنساء فقط (داود نمر)
+ الخط -
على غرار المقاهي المخصصة للرجال والشباب فقط، قررت إحدى السيدات في قطاع غزة، كسر هذا التقليد واقتحام هذا المجال عن طريق افتتاح مقهى مخصص للنساء فقط. "نون" أول مقهى ذو طابع نسائي بحت داخل قطاع غزة. يستقبل الفتيات، والطالبات، والعاملات بالإضافة إلى سيدات البيوت من مختلف الأعمار. حيث يتوافدن لقضاء أوقات ممتعة بعيداً عن الاختلاط مع الرجال في مختلف المقاهي المنتشرة داخل القطاع. 
نمط جديد، أرادت من خلاله "نداء مهنا" (35 عاماً) أن تدخل به مجتمع غزة المحافظ. يجمع المقهى بين الجلسات الممتعة ذات الخصوصية للصديقات والفتيات، وبين التبضع وشراء حاجيات وبضائع تهم النساء فقط. فالمقهى وبحسب مهنا، لا يقتصر عمله على تقديم المأكولات والمشروبات وحسب، بل أيضاً يهتم بجمال المرأة وأنوثتها، عن طريق تقديم النصائح في مجال التجميل، والأناقة، من خلال البضائع المعروضة. حيث صممت مهنا، أن تُنشىء بجانب المقهى مكاناً آخر مخصصاً لبيع البضائع النسائية المختلفة، من أدوات تجميل، ملابس، أكسسوارات، وغيرها من السلع التي تعني الفتيات فقط.

أساسيات نجاح المشروع

حرصت مهنا منذ افتتاح المقهى على أن تساهم في تلبية كافة احتياجات النساء، إذ تؤكد أن النساء في القطاع يواجهن أحياناً صعوبات في شراء المستلزمات النسائية الخاصة، من مستحضرات تجميل، أو ملابس، أو أدوات للزينة، بسبب وجود العنصر الذكوري في محال البيع، بالإضافة إلى أن الرجال لن يستطيعوا تقديم النصائح المناسبة للنساء عند التبضع، إذ أن ما يهم الرجال في المحال التجارية بيع المنتجات، لذا، فإن فكرة تسويق منتجات نسائية في المقهى تعتبر من أساسيات نجاح المشروع، كونها تخدم المرأة الفلسطينية، وتقدم لها الحاجيات الأساسية.

اقرأ أيضاً:محل "أم العبد" مقصد أبناء غزة

"للنساء فقط" عبارة مدونة عند دخول المقهى. تقول مهنا لـ "العربي الجديد": لم يكن تأسيس المقهى للفصل بين الرجال والنساء، أو إشارة إلى منع الاختلاط في المجتمع، بل كان خطوة لإعطاء المزيد من الخصوصية للنساء، والسماح لهن بقضاء أوقات مميزة بعيداً عن العيون الغريبة".
تشير مهنا إلى أن هذا المشروع واجه العديد من العراقيل والصعوبات، إن في مرحلة التأسيس أو حتى بعد التأسيس. وتشرح أنه قبيل تأسيسها المقهى، واجهت مهنا العديد من الإشاعات التي تنال من المقهى، ودوره، لكن مع الوقت، بدأ المجتمع في غزة يتقبل هذه الفكرة الجديدة، فالمجتمع الشرقي، لا يسمح دائماً بوجود خصوصية للنساء، بحسب مهنا، وتضيف" أما بعد الافتتاح، فقد واجهت أيضاً مشاكل متعلقة باستيراد الثياب وأدوات الزينة، بسبب إقفال المعابر، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، إذ أن العمل في المقهى يتطلب وجود التيار الكهربائي على مدار اليوم، لكنني تمكنت من مواجهة هذه الصعوبات، بإرادة قوية".

مشروع متكامل

تؤكد مهنا أن الدعم العائلي ساعدها كثيراً لإخراج الفكرة إلى حيز الوجود، وتقول في هذا الصدد: "في البداية، رفض أهلي المشروع، لكن إصراري دفعهم لتشجيعي، وبفضل هذا التشجيع، أبصر مشروعي النور".
وبشأن قدرتها على التوفيق بين متطلبات العمل، وحياتها الخاصة، تؤكد مهنا، أنها استطاعت التوفيق بين العمل، والشؤون الخاصة، إذ أن زوجها، والذي يعمل بمجال حقوق الإنسان، وحقوق المرأة ساعدها كثيراً، ولذا نجحت في التوفيق بين متطلبات الحياة والعمل.
مهنا التي درست المحاسبة وإدارة مؤسسات المجتمع المدني، تحاول تقديم مشروع متكامل يخدم السيدات في غزة، حيث تقدم لهن خبرتها في الإرشاد وتقديم النصائح الجمالية.
بجانب توفير المقهى لأدوات نسائية وتناول المشروبات، تم توفير بعض المواد الثقافية من كتب ومجلات وصحف تهتم بالأمور النسائية، لتكون في خدمة زبائن المقهى اللواتي يرغبن بممارسة هوايتهن في القراءة والمعرفة.
أما بشأن الطموحات المستقبلية، وأحلامها، تقول: "أطمح بتوسيع المقهى حتى يستطيع استقبال المزيد من النساء، بالإضافة إلى جعله مركزاً للتسوق والمتعة، يخدم المرأة الفلسطينية، في شتى المجالات".

المساهمون