سفينة نوح

سفينة نوح

26 يوليو 2016
عمل انطباعي لدوران(Getty)
+ الخط -

هذا النهار سقط من سلال سمائكم سيعود إلى ليله
اليوم قبورنا طائرة …..
هلا أذكر من حياتي إلا ما قرأت أيها الكتاب النازل من السماء
نهاجر خلف ضحكة أخرى
خلف خوف جديد مرتبكين
كقتلة
لم يغادروا بعد منازلهم نحو الضحية·
في الباطن فرْشات من أرواح السابقين
ندخل المقبرة
قطيع حِملان نزَلَ من الشجرة
يرعانا الله بشمسه الحارقة
المقبرة حديقة بنفس الموت

والموتى يبذلون مجهوداً عنيفاً
حتى لا تشبه جنازاتهم
جنازات الآخرين

….
في الحانة
حجزنا جناحاً كاملا من سفينة نوح، وكان الجد البتريارك يمسح النبيذ بأصابع محمومة لأنه كان كئيباً في حبه للبشرية، بَرْمجَهُ الرب لحِيلِهِ البهية.
غمغم الأب: لن يدخل الطوفان هذه العتبة، وستظل المجدلية المتسولة أمام الباب· الله فرش الأرض وسمَّى سفينة بطولها وعرضها
قال: نزعوا السماء ونزلوا
مظلاتٍ
بقماش الأنبياء ومن بحر الله وأسمار المشيئة

حَدِّثْنا عن بحر الخطيئة الأولى وبئر هاجر:
يا نوح، قل لنا من قطع رأس آدمنا،
يا نوح، اشْرب نخب نفسي….
وللمياه التي تأتي كسَفيِن العائلة، وسط الطمي والوحل، أفرد الحواريون الأرض فوق الصحراء،
والصحراء فوق الطاولة.


لم يعثروا على كلام جديد. تبادلوا السيوف والجثث. فتحوا فكرة مذهبة بحواشي من مرمر قالوا: متحف الرب. قال نوح: ستسمعون طرقا بمسامير ولن تروا ألواحا.
هذا الفراغ حي، تناهت منه أصوات..
حفروا الأرض، واستخرجوا منها ألمع صلواتها والمسوح جاؤوا بأحواض الألوهة والألوهة أحواض معيشية أمام الأكواخ

ظهيرة 16 ماي
بلا أعشاب بلا أريج ساخن في أصيل مارس، نطل وننادي: وحيد القرن، يا وحيد القرن، الذي يقرأ الأفكار بالتخاطر! الشمس العميقة ما زالت ترتعش فيها أرواح الملاعين
غريزة بمطارق ومعاول تقطع المسافة من الطين إلى العدم
الظلمة
دائما
بِرْكة للخلق!
يا شيخنا، مدّ ذراعك الحجري وانحت ذكاء البشرية، علمنا كيف نفرح بالطَّرَقات،
باسم الله
باسم الأعمى
فينا باسم الساعة العمياء
باسم موكب العميان: "ستكون عبادتك
كمطرقة من هاوية آرارات

الرؤيا تأتي قبل البصيرة..
اضرب بمطارقك من النار، سيخرج من الناس صوت أخرس، يلي الضربة موج الفراغ بلا صوت نعرفه.. حشرجات نساء يَعبرْنَ المقبرة
خائفاتٍ
كمن يصف نار الحدادين والمزاميرَ - الحديدَ
عضلة النار
عضلة عضلة

……
لهم المتكهنات في الصحراء
الدنيا حديد الـ
آخرة
يا شيخنا
ملائكة حدادون، فقُمْ للبرية
ونهرِ الحدادين واحفظ صور ألواح قاحلة..

تعال

تعال إلينا، وإله الآخرين ساه في جلسته الخزفية:
أَنُديبُه ونصنع منه عواطف لهم؟
من حناجرهم يصعد الرماد لازمة للأناشيد
اسمعْ في الأعماق طَرْقَ الحدادين قادمين بقوارير الرغبات الدفينة
ونساءً في أبارهن الجافة يعجنَّ الحديد مصهورا.
نساء بأذرع لا تعرف العناق ينظرن إلى.. الجهات الأربع اليوم،

قبور طائرة في الفنادق والمطاعم والبنايات الناطحة للسحاب: اتركوا التاريخ سليما يرعى، كخراف، أحداثَ الكتب.

ترابهم راحة الموتى أيضا.
قرية من الطيور الأبابيل تمر في الأعلى،
الكلمة التي ستأتيك بالموت دافئة مثل شجرة في شتنبر تحت سماء غائمة..
شتاء من الخطاطيف يعبر…
لم نعد نصدق شيئا لولا العطش الكئيب في أرواحنا من شدة ما نهفو الى اليأس.
ستتآكل الحقائق مثل الحرية
في حانة البشرية تحت الاحتلال
بأي فم أعمى بأي شفاه غير مجدية... سنقرأ التاريخ!
11 سبتمبر 
لا صحو
ولا غائم

ce jour là, Il faisait dieu

أقولها مرة أخرى للنسيان.
لقد جاؤوا لنقص في السماء..
يسكن الأرض الخائفة!

أحِطِ البركة بالغابات وقلِ الحياة يا نوح
بلسان صقيل لطفل يكذب لتصدق الطوفان
أصابع الموتى أكثر وضوحاً..
لا أحد يقدم مفاتيح الآخرة لهم.
الموتى استنفدوا صبرهم فعدوا الصغار في القبر... أصواتهم حشرات…!

دلالات

المساهمون