حتى لا تكون قاتمة

حتى لا تكون قاتمة

02 يناير 2016
لاجئة سورية تكابر بدمعة في العين(Getty)
+ الخط -

ودعت الجاليات العربية عام 2015، وكأنه العام الأشد وطأة عليها من الأعوام التي سبقت، ففيه علقت صور التدفق البشري الكبير نحو أوروبا، وما حمله ذلك من أثمان إنسانية قد لا يستطيع تقديرها سوى من عاشها في رحلة لجوء طويلة كان النصيب الأكبر فيها لنا نحن العرب من السوريين.
ليست رحلة اللجوء وحدها هي التي رسمت معالم واقع الجاليات، في زيادة أعداد كبيرة لها آثارها المستقبلية، بل ما تكشفت عنه مجموعة من التشريعات والقوانين السريعة والطارئة لدول تكاد أن تتحول إلى دول بوليسية وأخرى قومية فاشية في استعادة واستعارة تاريخ سابق.
ليس الحديث من فلسطيني أو سوري أو لبناني أو مغربي وعراقي ويمني حول مآلات واقع الهجرة يحمل فقط جمل الشعور بجو عدائي، بل السائد هو محاولة تفسير ما جرى خلال عام مضى من تأثيرات بدت في أحد وجوهها من أقسى وأشد السنوات، كما هو موضح جانباً في تزاحم الحدث المؤثر على واقع وتحديات هذه الجاليات. "حلم العودة" الذي ارتهن له الفلسطيني في برلين وستوكهولم طيلة سنوات غربته، بات في أغلب حالات السوريين على سبيل المثال لا الحصر تكراراً لمشهد سابق. في الوقت عينه، ثمة تساؤلات كثيرة عن أسباب هذه التحولات، وخصوصاً في بلدان لم تكن، حتى أشهر خلت، تحمل ثقافة "رفض الآخر"، كالسويد مثلاً، باستطلاعات منقلبة على سابقاتها.
ومقابل التشدد، الذي لا يشمل اللاجئ فحسب، حتى قورنت في الدنمارك بالعصر النازي لسلب الناس خواتم زواجهم، وينسحب على جاليات بتاريخ عريق يمتد ستين سنة أحياناً من العمالة المشاركة في إعادة إعمار تلك الدول، يقفز سؤال الذات: وماذا نحن فاعلون؟
هو ليس سؤال الخلاص الفردي من التحديات، بل المؤسساتي لجاليات موزعة وتقدر بالملايين ومشتتة في الانتماء الضيق بعيداً عن ممارسة مواطنة يحسب لها وزنها الانتخابي أو ما تقدمه من إسهامات جماعية في ناتج النجاحات الفردية التي تعج بها ساحات انتشار الجاليات.

دلالات