كارلوس تيفيز.. من رحم المعاناة وعالم المخدرات إلى أضواء كرة القدم

كارلوس تيفيز.. من رحم المعاناة وعالم المخدرات إلى أضواء كرة القدم

04 يونيو 2022
حقق تيفيز الكثير من الألقاب في مسيرته (مارسيلو إنديلي/Getty)
+ الخط -

بمجرد ذكر اسم كارلوس تيفيز تتبادر إلى ذهن الجماهير الرياضية المعاناة الكبيرة التي عاشها النجم الأرجنتيني في طفولته، والحروق في وجهه، التي رفض إجراء عملية جراحية تجميلية لإزالتها، والفقر المدقع الذي عانى منه، بسبب هروب والديه، اللذين كانا يعملان مع عصابات المخدرات.

تيفيز الملقب بـ"أباتشي"، نسبة إلى حيه الشهير، وضع حداً لمسيرته الكروية بشكل نهائي، بعدما عاش رفقة محبيه محطات عديدة مع كبار الأندية في أوروبا، مثل وستهام يونايتد الإنكليزي ومانشستر يونايتد وجاره اللدود السيتي، بالإضافة إلى يوفنتوس الإيطالي.

كرة القدم سرت في دمه منذ نعومة أظفاره، وشكلت موهبة فطرية لأحد أبرز أساطير الهجوم في عالم "الساحرة المستديرة"، رغم أنه لا يحبها، لكنه كان يريد الخروج من الفقر المدقع الذي كان يعيشه في أحد أحياء العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، بحسب ما ذكره في فيلمه الوثائقي "أباتشي"، الذي بث على منصة "نيتفلكس".

واعتاد تيفيز طلب الطعام من جيرانه، أو الذهاب إلى منازل أصدقائه، حتى يتناول الخبز والبطاطا، بعدما هربت والدته وهو في عمر ستة أشهر فقط، بالإضافة إلى اختفاء والده الدائم نتيجة عمله مع عصابات المخدرات في الحي.

وتولى عمه تربيته، وحرص، رغم الفقر والاحتياج للأموال، على تمكينه من لعب كرة القدم، بعد السماح لكارلوس بخوض المباريات في حي فويرتي أباتشي (أحد أخطر أحياء أميركا الجنوبية بسبب العصابات الخطرة)، الذي تعلم فيه طريقة التعايش مع محيطه، وإيمانه بأن المدارس ليست كافية لإعطاء تعليم كامل في بلاده.

حُلم تيفيز الأول كان اللعب مع بوكا جونيورز، وهو ما تحقق في عام 1997، لكنه فوجئ عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً بعرض إدارة النادي إجراء عملية جراحية له حتى يخفي آثار الحروق الموجودة على رقبته، لكنّه رفض وأصرّ على أن هذه الحروق هي أهم سمات شكله، بعدما أصبحت جزءاً من شخصيته (تعرض لحرق من الدرجة الثالثة كاد ينهي حياته بسبب الماء المغلي عندما كان يبلغ من العمر 10 أشهر، وبقي في العناية مدة شهرين).

وبرز تيفيز كثيراً مع بوكا جونيورز، ولفت أنظار كشافي وستهام يونايتد في عام 2006، وحصلوا على عقده، ليخوض الأرجنتيني 26 مواجهة في الدوري الإنكليزي الممتاز، سجل فيها سبعة أهداف، مكنته من أن يصبح لاعباً مع مانشستر يونايتد.

وانتقل تيفيز إلى عالم الأضواء بعدما برز بشكل كبير مع مانشستر يونايتد، وحقق معه عدداً من الألقاب، لكن جماهير "الشياطين الحُمر" أصبحت تكرهه بشدة عقب خيانته الشهيرة، عندما قرر الرحيل إلى مانشستر سيتي في عام 2009.

ورحل تيفيز إلى يوفنتوس، وحقق معه لقب الدوري الإيطالي، لكنه قرر العودة إلى ناديه الأول بوكا جونيورز، الذي اختتم فيه مسيرته الاحترافية، وأعلن اعتزاله اللعب رسمياً، ليخسر عالم "الساحرة المستديرة" أحد أبرز المهاجمين في القرن الحادي والعشرين.

المساهمون