لحظة خالدة ستظل عالقة بالقلوب والأذهان، 2 ديسمبر/كانون الأول 2010، بإعلان السيد جوزيف سيب بلاتر، الرئيس السابق للفيفا، حصول دولة قطر على حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 النسخه رقم 22، بعد تصويت شارك فيه أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، لتكون أول كأس عالم تقام بدولة عربية من دول الشرق الأوسط، بعد منافسة مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.
شرف التنظيم لم يكن وليد اللحظة، قطر سبق لها تنظيم العديد من البطولات الكبرى في العشرين عاماً الأخيرة، بداية بكأس الخليج 2004، ثم الألعاب الآسيوية 2006، كأس أمم آسيا لكرة القدم 2011، كأس العالم لكرة اليد 2015، كأس الخليج 2019، بطولة العالم لألعاب القوي 2019، كأس العالم للأندية لكرة القدم بنسختي 2019 و2020، وكأس العرب لكرة القدم 2021.
حق التنظيم استثنائي بكلّ المقاييس، بتنظيم قطري وبتوقيت شتوي لأول مرة بتاريخ بطولات كأس العالم، فمنذ البطولة الأولى، أوروغواي 1930، حتى الأخيرة في روسيا 2018، كانت درجات الحرارة خلال فصل الصيف تتراوح بين 40-45 درجة مئوية، أما في هذه البطولة فستتراوح بين 16-25 درجة مئوية.
منذ حصول قطر على شرف استضافة البطولة، بدأت التحديات لضمان التنظيم الناجح وغير المسبوق، بالتخطيط والعمل والمتابعة الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة، من خلال اللجنة العليا للمشاريع والإرث واللجان المختلفة، لضمان نجاح التنظيم، وذلك بتوفير البنية التحتية، المرافق والمنشآت والملاعب، أماكن الإقامة للبعثات والجماهير، المواصلات والانتقالات، المتنزهات والخدمات .
8 ملاعب صديقة للبيئة ومكيفة الهواء تقام عليها 64 مباراة، هي كالتالي: لوسيل ملعب النهائي (80 ألفاً)، البيت ملعب الافتتاح (60 ألفاً)، المدينة التعليمية (45 ألفاً)، 974 (40 ألفاً)، خليفه الدولي (45 ألفاً)، الجنوب (40 ألفاً)، الثمامة (40 ألفاً) والريان أحمد بن علي (44,740 الفاً).
في بادرة غير مسبوقة، جرى اختيار سفراء من أساطير اللعبة لتسليط الضوء والترويج للبطولة، كالبرازيلي كافو والهولندي رونالد دي بوير والإسباني تشافي والكاميروني صامويل إيتو والأسترالي تيم كاهيل، ومن مصر محمد أبو تريكة ووائل جمعة، والعراقي يونس محمود والعماني علي الحبسي، ونجوم قطر الإعلامي محمد سعدون الكواري وخالد سلمان وأحمد خليل ومبارك مصطفى وعادل خميس وإبراهيم خلفان وغيرهم.
قطر تجاوزت المستحيل بالإنجازات منذ الفوز بحق التنظيم حتى الاستعدادات الأخيرة لانطلاق البطولة، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني، بلقاء قطر والإكوادور في ملعب البيت حتى المباراة النهائية بمعلب لوسيل في 18 ديسمبر، الذي يتوافق مع الاحتفال بالعيد الوطني. العرس الكروي مر بتحديات ومشاكل، كرعاية وحقوق العمال، قضية حضور المثليين والمشروبات الكحولية، وجرى التعامل معها بنجاح وحكمة وكياسة، إلا أن آثار ومكتسبات كأس العالم لن تنتهي بإقامة البطولة، فهي ارث اجتماعي وثقافي واقتصادي وإنساني تتوارثه الأجيال، وبطولة ستكون نموذجاً يحتذى به على مرّ البطولات والأحداث الرياضية القادمة عالمياً.
نجاح قطر بتنظيم كأس العالم ساهم في حصولها، منذ أيام قليلة، على تنظيم كأس أمم آسيا 2023 لكرة القدم، بما تملكه من إمكانيات ومكتسبات كأس المونديال.
العدّ التنازلي على الانطلاق يقترب، ونحن بدورنا نفتخر بهذا الحدث غير المسبوق، الذي عايشته منذ الفكرة والتخطيط والتنفيذ لواقع وحقيقة وإنجاز وصلوا إليه بإخلاصٍ وتفانٍ لتحقيق الحلم القطري العربي إلى واقع وحقيقة وصناعة تاريخ، viva قطر، تحيا قطر...