أين هم أبطال مونديال 2014؟

أين هم أبطال مونديال 2014؟


09 سبتمبر 2019
المنتخب الألماني توج بلقب مونديال 2014 (Getty)
+ الخط -
انطفأ بريق "المانشفت" الألماني بعد خمس سنوات من تحقيق الفوز بكأس العالم في المونديال المشهود الذي نظمته البرازيل عام 2014 على حساب الأرجنتين بهدفٍ دون مقابل سجله ماريو غوتزه.

في تلك النسخة المميزة للماكينات شاهد العالم بأسره مباراة سوف تبقى عالقة بالأذهان، حين تم اكتساح منتخب "السامبا" (البرازيل) على استاد مينييرو في بيلوهوريزنتي بسباعية لا تزال حديث الشارع الرياضي البرازيلي حتى يومنا هذا وفي كلّ مناسبة يتم استذكارها والعودة للحديث عنها رغم أنها أصبحت جزءًا من الماضي.

منذ ذلك الوقت، اختفت إنجازات الكرة الألمانية سواء على صعيد المنتخب أو على مستوى الأندية، ولم يتألق سوى يورغن كلوب مدرب ليفربول، الذي نجح في تحقيق إنجاز مع فريق إنكليزي وغير ألماني في دوري أبطال أوروبا، وهو نادي ليفبربول على حساب توتنهام هوتسبر الموسم الماضي.


غياب أسماء لاعبين من ألمانيا للمنافسة على جائزة أفضل لاعب بات محيراً أيضاً، فضلاً عن خروج منتخب سيدات ألمانيا خالي الوفاض من كأس العالم للسيدات 2019 الأخيرة التي أقيمت في فرنسا وحققت لقبها سيدات أميركا على حساب هولندا.

أين جيل مونديال 2014؟ من بين اللاعبين الـ14، الذين فازوا بكأس العالم في ريو دي جانيرو بالبرازيل، أعلن ثلاثة في وقت سابق اعتزال كرة القدم بشكلٍ نهائي واللاعبون هم: فيليب لام قائد بايرن السابق، ميروسلاف كلوزه وبير ميرتساكر، فيما يُتوقع أن ينهي باستيان شفاينشتايغر مسيرته في الدوري الأميركي للمحترفين بعد فترة وجيزة.

أما من بقي من نجوم مونديال البرازيل، فقد وصلوا إلى سن الـ30 عاماً أو أقلّ قليلاً، إذ كان يتوقع البعض من هؤلاء النجوم أن يستمروا في الحضور ضمن كوكبة أفضل اللاعبين في العالم، بيد أن الكثيرين من أبطال العالم سنة 2014 تضاءلت أهميتهم بالرغم من احترافهم في أكبر الفرق الأوروبية.

 وأصبح كلّ من صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل، ومدافع بايرن ميونخ جيروم بواتينغ غير مرغوبٍ بهما في فريقَيهما، وانخفضت أسهمهما في بورصة الانتقالات، فيما سمح النادي البافاري لمدافعه ماتس هوملز بالرحيل إلى بوروسيا دورتموند، وذلك بعدما تبين للمدافع الألماني أن فرصة لعبه أساسياً مع بايرن ميونخ باتت ضئيلة في الموسم القادم.

وكذلك تراجعت في الفترة الأخيرة حاسة توماس مولر التهديفية بشكل كبير مع البايرن، فيما يلف الشك مستقبل ماريو غوتزه مع بوروسيا دورتموند، وهو الذي سجل هدف فوز منتخب ألمانيا بكأس العالم في شباك المنتخب الأرجنتيني.

وأيضاً تراجع مستوى أندريه شورله كثيراً في السنوات الأخيرة، وخاض تجارب كروية غير موفقة مع أكثر من فريق على غرار فولهام الإنكليزي وبوروسيا دورتموند، وقبل أيام، اضطر النجم الألماني إلى حزم حقائبه والانتقال إلى سبارتاك موسكو الروسي، وذلك بعدما تبيّن أنه لا مكان لشورله في بوروسيا دورتموند.


في المقابل، استطاع فقط كلّ من الحارس مانويل نوير وتوني كروس الحفاظ على مستويهما في السنوات الأخيرة، إلا أن نوير بدوره كان متذبذب الأداء مؤخراً في حراسة مرمى الفريق البافاري، وارتكب بعض الأخطاء الفادحة وآخرها في مباراة السوبر أمام دورتموند أدّت إلى الخسارة أمام الغريم التقليدي هناك، بينما خفت توهج توني كروس قليلاً مع ريال مدريد في الموسم الماضي بعدما تأثر بالجو العام للفريق، الذي خرج منه خاوي الوفاض بكلّ المسابقات.

وهناك أسباب عديدة تفسر تراجع مستوى النجوم الألمان في السنوات الأخيرة، فقد عانى كلّ من جيروم بواتينغ وماريو غوتزه من إصابة قوية أبعدتهما طويلاً عن المستطيل الأخضر، في حين لا يستغل دائماً نجم أرسنال مسعود أوزيل ثقة المدرب. وبالنسبة لهوملز ومولر، فالأول فقد الكثير من سرعته فوق أرضية الميدان، أما الثاني فهو مهاجم لا تتوافق طريقة لعبه مع الخطة التكتيكية. أين الجيل الجديد؟

وعانت الكرة الألمانية من سلبيات جعلتها تتقهقر في القارة الأوروبية، وتعرّضت الكرة الألمانية لأكثر من ضربة قوية في الآونة الأخيرة، وذلك بعد الخروج الكارثي من الدور الأول في مونديال روسيا 2018 على يد منتخب كوريا الجنوبية والخروج المؤلم من دوري الأمم الأوروبية، الذي فازت البرتغال بنسخته الأولى على حساب المنتخب الهولندي، الذي ذاق منه "المانشفت" خسارة مذلة مؤخراً على أرضه بـ4/2 في تصفيات يورو 2020.

ورغم ما تعانيه الكرة الألمانية الآن، إلا أن تشكيلة "المانشفت" تعجُّ بعدة لاعبين موهوبين يمتلكون مواصفات كبيرة مثل ساني، كيميتش، وتيمو فيرنر وغيرهم، حيث سيقود هؤلاء النجوم المنتخب الألماني في السنوات القادمة، وربما سيتمكنون من تحقيق النجاح بالاستفادة من وحدة الفريق، الذي كان قبل سنوات قليلة بطلاً للعالم.

هل انتهت صلاحية يواخيم لوف؟ تبقى قضية المدرب الذي أصرّ الاتحاد الألماني على الاحتفاظ به رغم الإخفاق المرير في مونديال روسيا وبطولة الأمم، وهناك من يرى في الشارع الألماني بأن صلاحية هذا المدرب قد انتهت، ويجب أن يسلم المشعل لمدرب آخر تكون له رؤية أخرى وتوجه جديد يتناسب مع الجيل الجديد الصاعد، الذي سيكون نواة منتخب "المانشفت " لمونديال قطر 2022، وحتى الآن يبقى الوضع على ما هو عليه حتى إشعار آخر، ربما إلى ما بعد يورو 2020.​

المساهمون