7 مسامير دقّت نعش "تيكي تاكا" البرسا

18 مايو 2014
تراجع اداء ميسي احد اهم اسباب انهيار البرسا (Getty)
+ الخط -

لم يَدُر في مخيلة أشد المتشائمين من عشاق فريق برشلونة الإسباني أن النادي الكاتالوني سيخرج "خالي الوفاض" من كل البطولات المحلية والقارية التي كان يُنافس عليها هذا الموسم، لكن هذا حدث مساء السبت في ملعب "كامب نو"، حينما كتب فريق أتلتيكو مدريد شهادة نهاية الفريق الأفضل في التاريخ، بعد ستة أعوام من الانتصارات والألقاب، حصد خلالها فريق "البلاوغرانا" 16 لقباً.


وقضى فريق العاصمة الإسبانية على آمال "برشلونة" بإحراز لقب الدوري الاسباني لكرة القدم وإنقاذ موسمه "الكارثي"، بعدما أجبره على التعادل بنتيجة "1-1" في ملعبه "كامب نو" في ختام مباريات الدوري الإسباني لكرة القدم؛ ليحصد لقب "الليغا" للمرة الأولى منذ 18 عاماً.


وأنهى "برشلونة" واحداً من أسوأ مواسمه في العقد الأخير لبطولة الدوري الإسباني لكرة القدم؛ إن لم يكن الأسوأ فعلاً في السنوات القليلة الماضية، إذ جُرد من لقب الدوري لصالح فريق أتلتيكو مدريد، كما ودع منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، من الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وذلك بعد هزيمته أمام الفريق نفسه، فيما خسر أمام غريمه ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا بهدفين لهدف.


وعانى فريق "البلاوغرانا" منذ بداية الموسم من سلسلة من الانتكاسات المتتالية التي أفقدته هيبته وهزت كيانه؛ لذا كان لزاماً الوقوف على أسباب انهيار فريق برشلونة الإسباني.

رحيل فيلانوفا عن الفريق

عاش لاعبو فريق برشلونة قبل بداية الموسم على وقع صدمة كبيرة بعد رحيل المدير الفني السابق للفريق، تيتو فيلانوفا، عن صفوف الفريق الأول بالنادي؛ وذلك بسبب معاناته "آنذاك" من مرض السرطان.


وتأثر الفريق الكاتالوني كثيراً برحيل المدرب الذي تولى تدريب برشلونة خلفاً لزميله السابق جوسيب جوارديولا في نهاية موسم 2011-2012، وساهم في فوز فريقه بلقب الدوري الإسباني للمرة الرابعة في خمسة أعوام.


وافتقد "برشلونة" هذا الموسم إلى مجموعة من الأفكار التي ابتكرها "تيتو"، والتي غيرت شكل كرة القدم لسنوات عدة، لعل أبرزها خطة تطبيق "المهاجم الوهمي" التي طلب "تيتو" من سلفه "جوارديولا" تطبيقها في أول مواسمهم، وكان لها مفعول السحر حينما سطّر الثنائي معاً مسيرة ناجحة للغاية، تُوج خلالها الفريق بـ13 بطولة في 4 مواسم، كان أبرزها السداسية التاريخية التي حققها "البلاوغرانا" موسم 2009.


وعانى النادي الكاتالوني في سلسلة من المباريات هذا الموسم من اختراق عمق الفرق التي واجهها سواء في بطولة الدوري المحلي أو حتى خلال مشواره في بطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك رغم وجود أفضل لاعب في العالم خلال الأعوام من (2009-2012)، الأرجنتيني ليونيل ميسي، الأمر الذي ربطته صحف إسبانية عدة بفشل المدرب "تاتا" مارتينو في توظيف اللاعب بالشكل المناسب، وافتقاد الفريق إلى تطبيق خطة "المهاجم الوهمي" التي ابتكرها تيتو فيلانوفا.

ضعف الفترة التحضيرية

ولم يستعدّ فريق "برشلونة" بشكل جيد خلال الفترة التحضيرية لموسم 2013/2014، حيث انشغل بجولة آسيوية ذات هدف اقتصادي بحت من أجل جني الأموال، في جولة ذات فائدة ضئيلة على الصعيد الفني إن لم تكن معدومة، فضلاً عن زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة في جولة للسلام.


واكتفى فريق "البلاوغرانا" بمواجهة واحدة من العيار الثقيل كانت أمام نظيره بايرن ميونخ الألماني، لكن الفريق الكاتالوني لم يحقق الفائدة من المباراة، ولا سيّما أنها قد كانت تحت إمرة المدربين المساعدين، جوردي رورا وروبي، اللذين أدارا الفريق في المباراة التي أقيمت على ملعب أليانز أرينا، وذلك في أعقاب ترك تيتو فيلانوفا منصب المدير الفني بسبب حالته الصحية.

غياب الصفقات

رغم المشاكل الدفاعية التي عانى منها "البارسا" العام الماضي تحت قيادة مدربه الأسبق تيتو فيلانوفا، ولا سيّما في المباراة التي تلقى فيها خسارة فادحة على يد بطل النسخة الأخيرة لبطولة دوري أبطال أوروبا نادي بايرن ميونخ بسباعية نظيفة في إجمالي نتيجة لقاءي الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، إلا أنّ النادي الكاتالوني قد فشل في التعاقد مع أحد المدافعين، ليكون البديل المثالي لقائد الفريق كارليس بويول عند رحيله أو في حال إصابته، وفي ظل تراجع مستوى بعض لاعبيه في الآونة الأخيرة، على غرار جيرارد بيكيه.


واكتفى مجلس إدارة النادي بالتعاقد مع البرازيلي نيمار سيلفا، الذي كان إيجابياً دون شك للبارسا لإيجاد مزيد من الحلول الهجومية وتخفيف العبء عن نجم الفريق الأول، الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلا أنها لم تكن أولوية بالنسبة إلى الفريق الذي لا يزال يعاني ثغرً دفاعية كبيرة حتى الآن.

الهزات القضائية

أما الضلع الأهم في السقوط الكاتالوني هذا الموسم، فيعود إلى تعرض النادي لمجموعة من الهزات القضائية التي أثرت سلباً على سمعته، ففي سبتمبر/أيلول الماضي اضطر نجم الفريق، واللاعب الأفضل في العالم خلال أعوام (2009-2012)، ليونيل ميسي، للدفاع عن نفسه أمام القضاء الاسباني الذي اتهمه هو ووالده بالتهرب من الضرائب بقيمة 4 ملايين يورو عن اعوام 2007 و2008 و2009.


أما في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فقرّر رئيس نادي برشلونة السابق، ساندرو روسيل، تقديم استقالته من منصبه بعد اجتماع عاجل لمجلس إدارة ناديه أمس، إثر فتح القضاء الإسباني تحقيقاً معه بشأن تلاعب وإخفاء أموال في صفقة التعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار من سانتوس الصيف الماضي، ليُوجه ضربة أخرى للنادي الكاتالوني.


وتنحّى "روسيل" من منصبه بعدما قبِل قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، بابلو روث، النظر في الدعوى المقدمة ضد رئيس النادي الكاتالوني، ساندرو روسيل، من جانب عضو مجلس إدارة النادي الكاتالوني "خوردي كاساس" والتي تتهم الأول باختلاس مبلغ 40 مليون يورو من صفقة انتقال اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى "برشلونة"، ليختار رئيس البارسا الانسحاب ليرفع الحرج عن إدارة ناديه خلال التحقيقات.


وانضمت هذه القضية إلى مسلسل التخبط الإداري الذي عانى منه فريق "برشلونة" في الآونة الأخيرة، بدءاً من الاتهامات التي وُجهت إلى نجم الفريق ليونيل ميسي بالاحتيال على السلطات الضريبية في إسبانيا؛ مروراً بإدانة رئيس النادي، ساندرو روسيل، في قضية اختلاس محتمل لأموال مخصصة لمباراة ودية بين البرازيل والبرتغال في عام 2008.. وانتهاء بتورّط "روسيل" نفسه في الحصول على أموال من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم مستغلاً صداقته الوطيدة بالرئيس السابق للاتحاد ريكاردو تيكسيرا، حينما كان يترأس فرع شركة "نايكي" للملابس الرياضية في البرازيل.

تراجع أداء ميسي

لا يختلف اثنان على أن تراجع أداء فريق "برشلونة" الهجومي مُؤخراً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتراجع مستوى نجمه الأول، الأرجنتيني ليونيل ميسي، والذي لم يظهر هذا الموسم - على غير العادة - ­في المواعيد الكبرى، بفعل الإصابات المتكررة، وتفكيره في بطولة كأس العالم المقبلة التي سيخوضها مع منتخب بلاده على حساب مشاركته مع ناديه الكاتالوني.


وتعرض ميسي لانتقادات لاذعة في الصحف الإسبانية بعد أدائه الباهت هذا الموسم مع فريقه الكاتالوني، إذ أكّدت صحيفة "ماركا" الإسبانية في وقتٍ سابق، بأنّ اللاعب الأرجنتيني لم يعد مُرعباً مثلما كان يحدث في المواسم القليلة الماضية، لافتة إلى أنّ الإصابة التي لحقت به مُؤخراً على مستوى الفخذ اليسرى قد أثرت بشكل سلبي على مردوده في المباريات الأخيرة لفريق "البلاوغرانا".


وذكرت "ماركا" بأنّ ميسي لا يمر في الوقت الحالي بأفضل حالاته بسبب الإصابات المتكررة التي لا تتوقف عن مطاردته؛ محملة الأرجنتيني خيراردو "تاتا" مارتينو، المدير الفني لفريق برشلونة، مسؤولية تراجع مستوى "البرغوث"؛ وذلك على خلفية تغييره لمركز اللاعب الأرجنتيني في أكثر من مناسبة، الأمر الذي جعل "ميسي" أقل حضوراً على صعيد النزعة الهجومية للفريق الكاتالوني.

عقوبة الفيفا

ثمة سبب آخر أثر كثيراً في مسيرة نادي برشلونة هذا الموسم، فقد أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قراراً يقضي بحرمان نادي برشلونة من إجراء تعاقدات لمدة فترتي انتقالات؛ وذلك بسبب مخالفته للوائح الانتقالات المتعلقة باللاعبين تحت سن 18 عاماً.


وفرضت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، غرامة مالية على النادي الكاتالوني، تُقدر بـ 450 الف فرنك سويسري (509.400 دولار)، إلى جانب منعه من إبرام أي صفقات خلال الموسمين المقبلين؛ وذلك بسبب مخالفته للوائح المتعلقة باللاعبين تحت سن 18 عاماً، فضلاً عن اللوائح الأخرى ذات الصلة في ما يتعلق بتسجيل ومشاركة بعض اللاعبين في المسابقات الوطنية.


وانتهك نادي برشلونة البند الرئيسي المتعلق بحماية القاصرين في سياق الانتقالات الدولية من المادة 19، من نظام مطابقة الانتقالات، وذلك بسبب مشاركة 10 لاعبين من فئة تحت سن 18 عاماً، على مدى فترات مختلفة بين عامي 2009 و 2013، وهو الأمر يُخالف القوانين والأعراف الدولية.


ووفقاً لهذه المادة، فإن هذه الانتقالات الدولية للاعبين تكون مسموحة فقط في حال كان عمر اللاعب يزيد على 18 سنة، كذلك تشير إلى سماح الانتقالات الدولية للقاصرين تحت ثلاثة ظروف محددة، ويتم إقرار الاستثناءات فقط بعد تقييم "لجنة أوضاع اللاعبين" الفرعية.


وشكّل هذ القرار صدمة لإدارة برشلونة لا سيّما في ما يتعلق بالتهم الموجّهة إليه، رغم أنه قد حاز على إشادات من "الفيفا" بسبب عمله في "لا ماسيا"، إذ يؤمّن للاعبين المميزين برنامجاً تعليمياً وصحياً قد لا يجدونه في مكانٍ آخر، وخصوصاً أولئك الآتين من الشوارع أو البلدان الفقيرة.


وأمهل الاتحاد الدولي لكرة القدم، نادي برشلونة، مدة "90 يوماً" لتقديم استئناف ضد هذا القرار، وتسوية وضع اللاعبين الناشئين المعنيين بالأمر، وهو ما حدث تماماً بعد ذلك، إذ قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تعليق عقوبة منع النادي الكاتالوني من إجراء تعاقدات إثر تقدم الأخير بطلب استئناف.

وفاة فيلانوفا

بعد أقل من عام على استقالته من تدريب نادي برشلونة، تُوفي المدرب السابق للنادي الكاتالوني، تيتو فيلانوفا، عن عمر يُناهز 45 سنة بعد صراع دام لسنتين ونصف السنة مع سرطان في الغدة اللعابية، ليضاعف من أحزان ناديه، وليدق المسمار الأخير في نعش "البلاوغرانا" هذا الموسم.


وتلقى جمهور النادي الكاتالوني الشهر الماضي خبراً مفجعاً بعدما فارق مدرب الفريق السابق، تيتو فيلانوفا، الحياة عن عمر يُناهز الـ 45 بعد صراع مرير مع المرض، للمدرب الذي حقق 15 لقباً مع الفريق الأول خلال خمس سنوات قضاها في الجهاز الفني، سواء كان مدرباً أو حتى مساعداً للمدرب السابق، بيب غوارديولا.


وترك "فيلانوفا" الفريق الأول بسبب تدهور حالته الصحية في صيف العام الماضي، وذلك بعد 400 يوماً بالتمام والكمال على رأس الجهاز الفني للفريق، قاده خلالها في تحقيق إنجاز لا يُنسى تحت قيادته في الدوري الإسباني، حيث تُوج برشلونة باللقب بعد حصد 100 نقطة، قبل أن يُودع الحياة بعد صراع مرير مع المرض.

المساهمون