6 مهام ثقيلة تنتظر تشابي ألونسو في رحلته مع ريال مدريد
استمع إلى الملخص
- يُعرف عن ألونسو خطته التكتيكية 3-4-2-1، وقد يسعى لتطبيقها في ريال مدريد مع التركيز على تعويض رحيل مودريتش وكروس، وتحقيق الاستقرار في الدفاع.
- يمتلك ألونسو رؤية لتطوير المواهب الشابة في أكاديمية "لافابريكا"، مما يعزز فرص الفريق في العودة إلى منصات التتويج.
أعلن نادي ريال مدريد تعيين المدرب الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً)، مديراً فنياً للفريق الأول، بعقد يمتد لثلاث سنوات، ولا يحمل هذا التعيين بُعداً فنياً فقط، بل رمزياً أيضاً، فهو عودة لأحد أبناء النادي، الذين يعرفون خفاياه جيداً، فقد مثّل "الملكي" لاعباً، ودرب سابقاً في أكاديميته، والآن يعود بحُلّة جديدة، مدججاً بخبرة فنية وشخصية نضجت عبر محطات تدريبه الناجحة مع "لافابريكا"، والفريق الثاني لريال سوسيداد، ثم باير ليفركوزن الألماني.
وتنتظر ألونسو مهمّات وتحديات ثقيلة في تجربته الجديدة مع نادي ريال مدريد، الذي أكد أن وصوله إلى مقاعد بدلاء سانتياغو برنابيو لم يكن صدفة، بعدما أظهر في تجاربه السابقة قدرات عالية في إدارة المواهب وصقلها، قبل أن يلفت الأنظار بأسلوبه التكتيكي وهدوئه في اتخاذ القرارات، وقد حقق أبرز إنجازاته مع ليفركوزن، حين حوّل الفريق إلى قوة لا تُقهر، وتُوّج بلقب الدوري الألماني لكرة القدم دون خسارة.
اكتساب ثقة اللاعبين وتثبيت شخصيته داخل غرفة الملابس
رغم النجاحات الكبيرة، ترك الإيطالي كارلو أنشيلوتي فراغاً عاطفياً داخل غرفة الملابس، فقد كان قريباً من لاعبيه بشكل نادر، وهنا تبدأ أولى مهام تشابي ألونسو، والتي تتمثل في بناء الثقة مع النجوم الكبار، أمثال الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، والبرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، والإنكليزي جود بيلنغهام (21 عاماً)، إلى جانب اللاعبين الشبان مثل التركي أردا غولر (20 عاماً)، والبرازيلي إندريك (18 عاماً)، ولا شك في أن شخصية ألونسو الهادئة وحضوره القوي سيساعدانه، لكن النجاح يتطلب تواصلاً حقيقياً ومبكراً، وقرارات حاسمة تضمن توازن الفريق، وتكريس احترامه قائداً جديداً لغرفة مليئة بالأسماء الثقيلة.
وضع خطة تكتيكية جديدة تتناسب مع هوية الفريق
يُعرف عن ألونسو خطته التكتيكية المفضلة 3-4-2-1، التي اعتمدها في باير ليفركوزن، وهي تقوم على الانسجام بين الخطوط والقدرة على البناء من الخلف، لكن في ريال مدريد، المعتاد على خطتي 4-3-3 و4-4-2، سيكون أمامه خياران: إما التكيّف مع هوية الفريق القائمة، أو تطبيق فلسفته تدريجياً، ومع اقتراب التعاقد مع الظهير الإنكليزي، ترنت ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، قد يكون الخيار الثاني وارداً، خاصة إذا استطاع استقدام لاعبين آخرين يخدمون أفكاره الهجومية والدفاعية، ويمنحونه المرونة المطلوبة.
تشابي والعودة لمنصات التتويج بعد موسم خالٍ من الألقاب
كان الموسم الكروي الحالي 2024-2025 كارثياً بالنسبة لجماهير ريال مدريد، بعد خسارة السوبر الإسباني، والليغا، وكأس ملك إسبانيا لصالح الغريم برشلونة، بقيادة المدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، إضافة إلى توديع بطولة دوري أبطال أوروبا، ومِن ثمّ فإن المهمة الأساسية لتشابي ألونسو ستكون إعادة النادي إلى منصات التتويج، بدءاً من بطولة كأس العالم للأندية، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية، خلال الفترة الممتدة بين 14 يونيو/ حزيران و13 يوليو/ تموز المقبلين، والتي قد تشكّل فرصة لبناء الزخم، ولا يكمن التحدي فقط في الفوز بلقب، بل في استعادة الهيمنة المحلية والقارية، وهو ما يتطلب عملاً متكاملاً واستغلالاً مثالياً للنجوم الموجودين، وتدعيمهم بعناصر جديدة.
تعويض رحيل مودريتش وكروس واستكمال ثورة الوسط
ودّع ريال مدريد نجمه الألماني، توني كروس (35 عاماً)، في الموسم الماضي، وتأكد رحيل الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، هذا الصيف، ما يضع ألونسو أمام ضرورة استكمال ثورة خط الوسط، وقد واجه أنشيلوتي صعوبات في تعويض كروس، خاصة مع توالي الإصابات، وعدم ظهور الفرنسيين: إدواردو كامافينغا (22 عاماً) وأوريلين تشواميني (25 عاماً)، والإسباني داني سيبايوس (28 عاماً) بالمستوى المطلوب، وستكون مهمة ألونسو مزدوجة: إعادة بناء التوازن في الوسط، والبحث عن قائد جديد لهذا الخط، إلى جانب الأوروغويّاني فيديريكو فالفيردي (26 عاماً)، سواءً من الأسماء الحالية أو من خلال سوق الانتقالات، لا سيما أن خط الوسط يجب أن يكون نقطة قوة لا عبئاً على طموحات الفريق.
ترميم الدفاع وتحقيق الاستقرار في الخط الخلفي
كان خط الدفاع أحد أكبر أسباب إخفاق ريال مدريد في هذا الموسم، والذي عانى إصابات متكررة للاعبين أساسيين، مثل البرازيلي إيدير ميليتاو (27 عاماً)، والنمساوي دافيد ألابا (32 عاماً)، والإسباني داني كارفاخال (33 عاماً)، وقد اضطر أنشيلوتي للاعتماد على لاعبين خارج مراكزهم، مثل تشواميني في قلب الدفاع، ومع تصعيد راؤول أسينسيو (22 عاماً)، كان الألماني أنطونيو روديغر (32 عاماً) هو الوحيد الذي حافظ على الثبات قبل أن يُصاب لاحقاً، وسيجد ألونسو نفسه مطالباً بإعادة ترتيب هذا الخط، سواءً من خلال تعزيز التعاقدات أو إعادة توزيع الأدوار، لتحقيق استقرار دفاعي يدعم طموحات الفريق في العودة إلى القمة.
استغلال عمق الأكاديمية والمواهب الشابة
أثبت تشابي ألونسو أنه يعرف أكاديمية "لافابريكا" جيداً، خلال تجربته مع فرق الشباب، إذ أكد أنه يملك رؤية واضحة لتطوير المواهب، وخلق منظومة تمنح اللاعبين الثقة والفرصة، كما أن سجله في الأكاديمية يتحدث عنه، من حيث النتائج، وطريقة اللعب، وشخصية الفريق، واليوم عليه أن يستثمر هذا العمق في الفريق الأول، مع وجود أسماء واعدة، فإن نجاحه في دمج هذه المواهب سيكون مؤشراً على استدامة مشروعه، وقدرته على صناعة الجيل الجديد لـ "الميرينغي".