اكتفى منتخب المغرب تحت 17 سنة بالمركز الثاني في بطولة أمم أفريقيا، بعد خسارته أمام نظيره السنغالي، أمس الجمعة، بهدفين لواحد في المباراة الختامية على ملعب "نيلسون مانديلا" في الجزائر، التي احتضنت البطولة في الفترة الممتدة بين 29 إبريل/ نيسان الماضي و19 مايو/ أيار الحالي.
ورغم مرارة الخسارة أمام منتخب السنغال وقساوتها على هذه الفئة السنية، إلا أنّ أشبال "أسود الأطلس" حققوا عدداً من المكاسب، أبرزها الحفاظ على تألق الكرة المغربية منذ الإنجاز التاريخي الكبير لكتيبة المدرب وليد الركراكي في بطولة كأس العالم قطر 2022، بعد الحصول على المركز الرابع كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذه النتيجة المبهرة.
-
روح المجموعة واستماتة اللاعبين
أظهر منتخب المغرب تحت 17 سنة قدرة خارقة على خوض مباريات قوية في أثناء مشاركته ببطولة أفريقيا للناشئين في الجزائر، إذ نجح المدرب سعيد شيبا في تكوين مجموعة منسجمة، بالاعتماد على نظام لعب يرتكز على الندية لحسم النزالات الثنائية، والانتشار الجيد، والضغط على حامل الكرة، وهو النهج التكتيكي الذي منح أشبال "أسود الأطلس" التفوق في غالبية المباريات، بما فيها التي خسر فيها ضد "أسود التيرانغا" بهدف لواحد.
ولو لم يفقد لاعبو منتخب المغرب التركيز في آخر 15 دقيقة من المباراة الختامية ضد السنغال، لاستطاعوا حسم النتيجة لمصلحتهم، بفضل استماتتهم وقوة شخصيتهم وأيضاً لروح المجموعة التي يتمتعون بها.
-
الأكاديميات ومراكز التكوين سر تألق منتخب الناشئين
نجحت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومعها مراكز تكوين بعض الأندية المغربية، في إنتاج مواهب من المستوى العالي، يشكّلون حالياً النواة الأساسية لمنتخب المغرب تحت 17 سنة، وبذلك تواصل هذه الأكاديمية تعزيز صفوف المنتخبات المغربية بلاعبين مؤهلين لارتداء قمصانها، بعدما تخرجت منها أسماء تألقت في مونديال قطر 2022، من أبرزها يوسف النصيري وعز الدين أوناحي ونايف أكرد ورضا التكناوتي.
وساهمت أكاديمية محمد السادس، المحدثة بمبادرة ملك المغرب عام 2009، في تطعيم منتخب المغرب للناشئين بتسعة من لاعبيها في مباراة السنغال، ويتعلق الأمر بعبد الحميد أيت بودلال وطه بلغوزيل ومروان ريان وحمزة كوتون وآدم شاكير وفؤاد الزهواني وسعيد الرافعي وحاتم موس وحمزة المتوكل، إضافة إلى عناصر آخرين ينتمون إلى أكاديميات الجيش الملكي والفتح الرياضي واتحاد طنجة.
-
إعداد مجموعة قوية للمونديال
شكلت مشاركة منتخب المغرب في بطولة كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة في الجزائر فرصة سانحة للتحضير لبطولة كأس العالم، الذي كان مقرراً تنظيمها في البيرو، قبل سحبها منه، لعدم جهوزية هذا البلد. وباتت كتيبة المدرب سعيد شيبا تتوفر على جيل من المواهب، الذين بصموا على حضور متميز في "كان الجزائر" للناشئين، بالرغم من عدم مشاركة أسماء أخرى متألقة في الدوريات الأوروبية.
وشكل الحضور القوي لمنتخب "أشبال الأطلس" في هذه البطولة الأفريقية فرصة لمواصلة الاستعدادات للمونديال، من خلال إقامة معسكرات تدريبية ومباريات دولية في مركز محمد السادس بالرباط، اعتباراً من يونيو/ حزيران المقبل.
-
المدرب شيبا كلمة السر
لم يأت تتويج المدرب سعيد شيبا بجائزة أفضل مدرب في كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة في الجزائر صدفة أو عبثاً، بل نتيجة للعمل الكبير الذي أنجزه مع منتخب المغرب للناشئين منذ تعيينه على رأس الجهاز التدريبي لهذه الفئة السنية.
وإضافة إلى تكوينه الأكاديمي العالي ودبلوماته في التدريب، وأيضاً لباقته وروحه الرياضية العالية في أثناء مواجهة منافسيه، يمتلك المدرب شيبا قدرة على تدبير النجاح، كما الفشل، من خلال رفع معنويات لاعبيه وشحذ همم، من أجل تخطي الصعاب والعراقيل، إذ نجح في ذلك في أثناء مواجهة منتخبات جنوب أفريقيا ونيجيريا والجزائر ومالي، إضافة إلى إصراره على ضرورة تمسك لاعبيه بمبادئ الروح الرياضية بغض النظر عن النتيجة، وهو ما أهل منتخب المغرب للتتويج بجائزة الروح الرياضية في نسخة الجزائر لكأس أفريقيا تحت 17 سنة.