قطع نادي الوداد المغربي شوطاً مهماً للتأهل إلى المباراة النهائية بحثاً عن تحقيق لقب بطولة "أفريكان ليغ"، بعدما حقق فوزاً ثميناً على ضيفه نادي الترجي التونسي بهدف نظيف، الأحد، على ملعب مركب محمد الخامس في الدار البيضاء، لحساب ذهاب الدور نصف النهائي من المسابقة نفسها.
وشهدت هذه المباراة تنافساً كبيراً وندية قوية من قبل الفريقين معاً في غالبية أطوار المباراة، ولا سيما من جانب الوداد الرياضي، الذي فرض أفضليته من الناحية التكتيكية، وتمكن من تسجيل هدف التفوق بفضل مهاجمه هشام أبو سفيان في الدقيقة 58.
ولم يكن الوداد المغربي ليحقق فوزاً ثميناً رغم صعوبته، لو لم يستغل 3 أسلحة مكنته من حسم مباراة الذهاب على ملعبه، في انتظار خوض جولة ثانية على ملعب رادس في تونس، الأربعاء القادم.
وظهر ممثل الكرة المغربية في مسابقة "أفريكان ليغ" أكثر قوة وتركيزاً من الناحية الذهنية، وتجلى ذلك في التعامل الجيد للاعبي فريق الوداد الرياضي مع الفترات الصعبة التي مر بها، خصوصا في ربع الساعة الأخير من المباراة، الشيء الذي جعل الفريق المغربي يملك نسبة استحواذ عالية بـ 65%، مقابل 35 لفريق الترجي التونسي.
وإضافة إلى القوة الذهنية، بدا لاعبو الوداد الرياضي أكثر استعدادا بدنيا، من خلال حسم عدد من النزالات الثنائية، والتحكم في وسط الملعب، مستغلين في ذلك تراجع الترجي التونسي إلى الوراء لتحصين دفاعه، قبل أن يستفيق في الدقائق الأخيرة من المواجهة، وكاد أن يعدل النتيجة في بعض فتراتها.
ورغم الاندفاع البدني والقوة الجسمانية للاعبي الترجي التونسي، إلا أن فريق الوداد الرياضي سيطر على أطوار المباراة، بفضل جهوزية لاعبيه ذهنياً وبدنياً، فضلاً عن انضباطهم التكتيكي المحكم.
من جهتها، خطفت جماهير الوداد الرياضي الأنظار إليها كعادتها، وصنعت الحدث مجدداً بتشجيعها المتواصل، وسط حضور أمني مكثف، لتفادي أي احتكاك بمشجعي الترجي التونسي، الذين سمحت لهم السلطات الأمنية بالدخول إلى الملعب مجاناً، بعد الإدلاء بجواز سفرهم التونسي.
وبدأت الجماهير في الهتاف والتغني بفريق الوداد، قبل أن تملأ المدرجات عن آخرها، حيث ناهز عددها أزيد من 53 ألف مشجع، كما رددت شعارات مناصرة لفلسطين، تضامناً مع ما يتعرض له شعبها من اعتداءات وحشية من طرف الاحتلال الإسرائيلي.
وشكّل حضور الجمهور الكثيف داعماً أساسياً في المباراة وأحد الأسلحة التي رجحت كفة الوداد المغربي أمام الترجي، إلى حد أن المدرب، عادل رمزي، اعتبر في المؤتمر الصحافي في أعقاب المباراة أن ما صنعته الجماهير بالمدرجات بمثابة الحلم الذي لم يسبق أن عاشه من قبل.