دعوة نجوم "البريميرليغ" إلى تمرد عالمي بسبب كورونا

دعوة نجوم "البريميرليغ" إلى تمرد عالمي بسبب كورونا

08 ابريل 2020
هل يُستأنف الدوري الإنكليزي؟ (Getty)
+ الخط -
وجّه الهولندي ريمون فيرهيغن، أحد أهم مدربي اللياقة البدنية في عالم كرة القدم، رسالة مفتوحة إلى نجوم الدوري الإنكليزي الممتاز، دعاهم فيها إلى التحرك لإنشاء تمرد عالمي في وجه الأندية، التي من الممكن أن تخاطر بصحتهم، بسبب فيروس كورونا الجديد، الذي بات وباءً عالمياً يُهدد الجميع بلا استثناء.

ويعتقد الهولندي، الذي عمل مع أندية مثل مانشستر سيتي الإنكليزي، وبرشلونة الإسباني، بالإضافة إلى المنتخبات الأولى مثل بلاده "الطواحين"، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وويلز، أنه يجب إنهاء الموسم الحالي بشكل فوري في جميع المسابقات المحلية في أوروبا، وعلى رأسها في "البريميرليغ".

لكنه يخشى بشكل كبير، أن تكون جميع الهيئات الرياضية في القارة الأوروبية، مستعدة لاغتنام فرصة العودة مرة أخرى على الرغم من عدم الانتهاء من أزمة فيروس كورونا الجديد، وأن تعرّض حياة وصحة اللاعبين للخطر، حتى يقوموا بإنقاذ المليارات من العائدات التي فقدوها خلال الفترة الماضية، بسبب توقف جميع المنافسات الكروية.

وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، فإن الدوري الإنكليزي الممتاز مُلزم بدفع مبلغ 762 مليون جنيه إسترليني لشركات القنوات التلفزيونية الناقلة الحصرية لجميع المنافسات المحلية، في حال تم اتخاذ قرار بإلغاء الموسم الحالي. وحث مدرب اللياقة البدنية الهولندي ريمون فيرهيغن صاحب الـ48 عاماً أكبر نجوم ومشاهير كرة القدم، خصوصاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، على إنقاذ اللعبة الجميلة من الجشع المالي الحاصل خلال الفترة الأخيرة، من قبل الشركات الراعية والناقلة للأحداث الرياضية، بالإضافة إلى إدارات الأندية ومسؤولي الكرة في جميع البلدان الأوروبية.

وقال الهولندي ريمون فيرهيغن: "يجب إلغاء الموسم الحالي لحماية اللاعبين. لقد تحدثت إلى بعضهم خلال الفترة الماضية، حول وضعهم الجديد الذي يعيشونه في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد، وهم قلقون للغاية من أن يطلب منهم العودة إلى اللعبة قبل الانتهاء من الوباء العالمي".

وتابع: "إنهم خائفون من التعرض للإصابة بفيروس كورونا الجديد من قبل زملائهم أو منافسيهم في المباريات المتبقية، لذلك هذا أول شيء على مسؤولي كرة القدم معالجته، والمسألة الثانية التي يجب طرحها هي إمكانية إصابة اللاعبين بأمور قد تهدد حياتهم المهنية".

وأضاف: "يدرك الجميع أن هناك ضغطاً مالياً كبيراً على كرة القدم، ونريد جميعاً أن نراها تستأنف في أسرع وقت ممكن، لكن فقط عندما تنتهي أزمة فيروس كورونا، والواقع هو أنه لن يكون من الممكن الانتهاء من الموسم الحالي مع نهاية الصيف المقبل، والمشكلة أن اللاعبين ليس لديهم التأثير ليفتحوا أفواههم، وهم يعلمون أن اللعب الآن غير آمن لصحتهم".

وأوضح: "فقط روابط اللاعبين، وأشهر نجوم كرة القدم لديهم القوة الآن. وستكون رسالة قوية إذا انضم جميع لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز إلى أسماء كبيرة مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ليوجهوا رسالة بأنهم لن يلعبوا أي مباراة، حتى تنتهي أزمة فيروس كورونا بشكل كامل".


ويرى الهولندي ريمون فيرهيغن أن أي سيناريو آخر، غير الإعلان عن انتهاء الموسم الحالي، سيكون انتحاراً وقماراً تقوم بهما إدارات الأندية بحق لاعبيها ومستقبلهم، لأنهم مقبلون على التعرض لإصابات خطيرة، بسبب عدم لعبهم لفترة طويلة، ولا توجد لديهم الفرصة لاستعادة لياقتهم، مثلما يحصل عادة قبل انطلاق أي موسم كروي، من خلال إقامة المعسكرات والمباريات الودية التحضيرية.

وقال فيرهيغن: من المهم أن يكون لديك إطار مرجعي موثوق به لفهم الوضع الذي سيكون فيه اللاعبون. قد تكون أزمة فيروس كورونا فريدة من نوعها، لكن من نواحٍ عديدة يمكن مقارنة تأجيل المباريات بما يحدث في نهاية كل موسم. أولا، هناك موسم خارج آخر عندما يكون اللاعبون في عطلة لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع، ويتم منحهم برامج تدريب فردية للحفاظ على مستوى معين من اللياقة".


وأردف: "دعنا نقول إنه إذا كان مستوى لياقتهم عند 10، عندما يتوقفون عن لعب كرة القدم، فعند هذه الفترة من الخمول النسبي، ستنخفض اللياقة البدنية إلى مستوى خمسة، وعند ذهابهم إلى الموسم التمهيدي لمدة خمسة أو ستة أسابيع للاستعداد لبدء اللعب مرة أخرى، عادة ما يستغرق الأمر حوالي شهر للعودة إلى اللياقة المثلى". وتابع: "عندما تستأنف مباريات كرة القدم بعد هذه الأزمة، سيحتاج اللاعبون إلى ما يعادل الموسم ما قبل الآخر. لقد كان اللاعبون في حالة خمول نسبي الآن لمدة ثلاثة أسابيع. هذا ليس رأيي. هذه حقيقة مبنية على العلم، ومع ذلك يريد المسؤولون عن كرة القدم عودة اللعبة في أقرب وقت ممكن لأسباب مالية".

وأضاف: "لذا سيُطلب من اللاعبين اللعب عندما لا يكونون مستعدين، وهذا يعني لعب الروليت الروسية، التي تعد مقامرة محفوفة المخاطر بشكل كبير، لأن الحديث الآن يدور بين الناس عن الحاجة الملحة إلى الحفاظ على سلامة كرة القدم، من خلال استئناف ما تبقى من الموسم الحالي".

وواصل تصريحه: "لكن هل هناك أي نزاهة في تعريض اللاعبين لخطر المرض والإصابة؟ أنا أقدم التحذير بشكل كبير، لأنه مدعوم بالأدلة العلمية التي اكتسبتها خلال السنوات الكثيرة التي عملت فيها مع أندية كبيرة، ومنتخبات عالمية".

وختم الهولندي ريمون فيرهيغن حديثه بالقول: "حتى عندما يكون أي لاعب كرة قدم لاائق بنسبة 100 في المائة، فإنه يحتاج إلى 72 ساعة كحد أدنى للتعافي بين المباريات"، في إشارة واضحة إلى أنه يجب أن يتم إلغاء الموسم الحالي من المنافسات الرياضية، رغم الخسائر المالية الكبيرة، لأن صحة اللاعبين ستكون في خطر.

المساهمون