هل انتهى الموسم الرياضي بسبب كورونا؟

هل انتهى الموسم الرياضي بسبب كورونا؟

07 مارس 2020
الدوري الإيطالي يُعاني بسبب كورونا (Getty)
+ الخط -
أربعة آلاف قتيل وعشرات آلاف المصابين والمعزولين عن العالم بسبب فيروس كورونا الذي أدخل الرعب في النفوس والعقول، وها هو يهدد بشلّ الحياة العادية للناس في كلّ مكان دون استثناء، من خلال تعليق رحلات الطيران وغلق المصانع والمطاعم والمدارس والجامعات وكلّ الأسواق والمجمّعات التجارية، ومنع التجمعات، بما في ذلك الحضور الجماهيري لمباريات الكرة في العديد من الدول.

هي الحصيلة الأولية لفيروس العصر الذي يتمدد ليهدد الإنسان وكلّ النشاطات، دون أن يقدر أي طرف على التكهن بالمدى الذي سيبلغه التهديد وطبيعة الإجراءات التي ستتخذها الحكومات والمنظمات لمواجهة الخطر. لكن كلّ التوقعات تصبّ نحو مزيد من التمدد والتهديدات، قد تصل إلى درجة مطالبة الناس بالتزام بيوتهم وتجنّب الاختلاط إلى إشعار آخر بكلّ التداعيات والمخلفات المعنوية والمادية التي ستتعرض لها البشرية.

المسابقات الرياضية، وكرة القدم بالخصوص، ستكون مصدراً رئيسياً للخطر بسبب أهميتها وإقبال الجماهير عليها. لذلك، لجأ الكثير من الاتحادات والتنظيمات إلى تأجيل المباريات أو إجرائها من دون جمهور، تجنباً لانتشار العدوى وارتفاع عدد الضحايا، ما سيُكلّف خسائر بشرية ومادية معتبرة ويقتل متعة الكرة من دون جمهور، خاصة في إيطاليا التي بلغ فيها عدد المصابين بالفيروس 4636 حالة، ذهب ضحيتها 197 شخصاً إلى الآن، ما استدعى إعلان حالة الطوارئ واتخاذ قرار تنظيم المباريات من دون جماهير، في انتظار قرارات مماثلة في فرنسا وألمانيا والبرتغال، وخاصة إنكلترا التي أعلنت في بيان رسمي إلغاء مصافحة اللعب النظيف ابتداءً من هذا الأسبوع بين اللاعبين والحكام حتى إشعار آخر، تجنباً للعدوى، في انتظار مناقشة قرار إجراء ما بقي من مباريات الموسم من دون جمهور، وربما توقيف مسابقات كلّ الدوريات إذا اقتضت الضرورة.

لا أحد يعرف ما سيحدث بالضبط بعد أسابيع، في ظل الانتشار المتزايد لفيروس كورونا وعدم التوصل إلى علاج لمواجهته، لكن الأكيد أنه سيؤدي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية، وربما قرارات بتوقيف كلّ النشاطات الرياضية في العالم، وتأجيل بطولة كأس أمم أوروبا 2020 والألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، إضافة إلى كلّ المنافسات الرياضية المقررة خلال الأشهر القادمة، في سيناريو لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، ستكون له تداعيات كبيرة، وخاصة بعد دخول فيفا على الخط، لتبدأ مشاوراتها مع الاتحادات القارية والمحلية لتأجيل التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس أمم آسيا 2023 بسبب تفشي فيروس كورونا في القارة الآسيوية، وربما تأجيل المباريات التصفوية في كلّ القارات، ما سيؤدي حتماً إلى تأجيل مونديال قطر في سابقة أولى من نوعها.

في أفريقيا، الهيئة الكروية القارية في سبات عميق، على غرار الكثير من الحكومات والتنظيمات، وكأنها ليست معنية بالفيروس، رغم أن بلدانها وشعوبها معرضة أكثر للعدوى، في وقت بادرت فيه بعض الاتحادات الأفريقية والآسيوية إلى اتخاذ قرار وقائي بإجراء مباريات الدوري المحلي من دون جمهور، كما هو الحال في المغرب والإمارات والسعودية، امتداداً لقرار المملكة تعليق دخول أراضيها لغرض أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، في سابقة أولى من نوعها فرضتها تهديدات الفيروس على الصحة العامة.


صحيح أن الحياة من دون كرة صارت لا تطاق، في ظلّ نقص خيارات الترفيه، ومباريات الكرة ستفقد نكهتها في غياب الجماهير، لكن حياة الناس أَولى وأهمّ من حضور مباريات الكرة، لأن التداعيات ستكون أكبر وأخطر لو بقي العالم يتفرج على الفيروس وهو يكتسح كلّ شيء لدرجة قد تقود إلى مطالبة الناس بالتزام بيوتهم وتجنّب الخروج إلى الأماكن العامة إلا لقضاء حاجاتهم الضرورية، ومع ذلك فإن الحياة يجب أن تستمر بكلّ الحذر والصبر اللازمين في مثل هذه الظروف الصعبة.

المساهمون