أنخيل كوريا.. 20 عاماً من مراوغة الموت

أنخيل كوريا.. 20 عاماً من مراوغة الموت

30 مارس 2020
أنخيل كوريا لاعب أتلتيكو مدريد (Getty)
+ الخط -
 

نشر أنخيل كوريا لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني صورة مؤثرة، بعد أن حلق شعر رأسه تضامنا مع والدته التي تعاني من السرطان، في اختبار جديد للنجم الأرجنتيني في صراعه مع الحياة على مدار 20 عاما.

وبدا كوريا ووالدته مبتسمين في الصورة المبهجة، إذ اعتاد اللاعب على اجتياز العقبات في حياته، ومراوغتها كما يراوغ المنافسين في الملعب، رغم قسوة الضربات التي تلقاها.

وتخطى كوريا طفولة صعبة اضطر خلالها للعمل لمساعدة أسرته الفقيرة، وخضع لجراحة صعبة في القلب، كما واجه صعوبة في الخروج من حي "لاس فلوريس" حيث تنتشر المخدرات والجريمة، والتأقلم مع حياة الاحتراف في أوروبا.

وكان كوريا جزءا من عائلة تضم عشرة أبناء وكانت تعاني لتوفير الطعام، وتوجب عليه تحمل المسؤولية بعد وفاة شقيقه الأكبر ثم والده الذي كان يحلم بأن يرى كوريا لاعبا محترفا.

واعترف كوريا في مقابلة لموقع (الغرافيكو) عام 2014، بأن كرة القدم ساعدته في الابتعاد عن طريق الجريمة، مشيرا إلى أن الصبية في منطقته كانوا غارقين في المخدرات والكحول، والكثير منهم أصيبوا بطلقات نارية.

وأدرك كوريا أنه يملك موهبة كروية مميزة تفوق أي صبي آخر، ما ساعده على الالتحاق بفريق الناشئين في سان لورينزو وهو يبلغ 12 عاما، ولعب للفريق الأول بعد عيد ميلاده 18.

وتحدث عن خطواته الأولى في كرة القدم، قائلا: "كان يتعين علي العمل في شيء آخر، لأن القليل الذي أجنيه من اللعب لا يكفي لإطعام أشقائي، حتى أمي لم تكن تريد الأكل من أجلنا".

ومع سطوع موهبته في الأرجنتين، جذب أنظار أندية عملاقة مثل ريال مدريد وأتلتيكو، ونجح الأخير في التعاقد معه، لكن خطوة انتقاله إلى أوروبا لم تكن سهلة على الإطلاق.

فعند إجراء الكشف الطبي كاد يتحول حلم كوريا إلى كابوس بعد اكتشاف مشكلة بالقلب، لكن أتلتيكو تمسك باللاعب، وتكفل بنفقات جراحة في نيويورك.

وأوضح كوريا: "كذب الأطباء علي، قبل الجراحة أكدوا لي عدم وجود مخاطرة، وأن العملية لن تؤثر على فرصي في لعب كرة القدم، لكنها كانت كذبة، بعد نجاح الجراحة أخبروني بأنه كان من الممكن ألا ألعب كرة القدم مجددا، لكن مرت الأمور بسلام".

وبعد ستة أشهر من دون لمس الكرة، وخمسة أشهر أخرى في التأهيل، وقع كوريا على عقد مع أتلتيكو في ديسمبر/كانون الأول 2015.

ومر كوريا بفترة متقلبة مع فريق دييغو سيميوني، فأحيانا لا يشارك إلا قليلا، وأحيانا يبدو ورقة رابحة مهمة، وكان هذا الموسم صعبا عليه بعد عرضه للبيع، لكنه أثبت أحقيته بالبقاء خاصة بعد هدفه في السوبر أمام برشلونة، وتألقه في قمة ضد إشبيلية، وأمام ليفربول في مواجهتي دور 16 بدوري أبطال أوروبا قبل توقف الموسم.

وتعطلت كرة القدم لسوء حظ كوريا في أفضل فتراته الكروية، لكنه تفرغ لرعاية والدته المريضة مارسيلا، ليكتسب احترام العالم في خضم أزمة كورونا.

وكتب كوريا في رسالة عاطفية لأمه: "لا هدنة مع عدوك في أرض المعركة، قد يمس جسدك، لكن لن يلمس روحك، قد يخترق اللحم، لكن لا يقترب من الإيمان ولن يسرق هويتك، روحك أقوى وستنتصرين في معركتك، أنت محاربة، نحبك يا أمي".

المساهمون