ألكسندر إسحق... "إبراهيموفيتش الجديد" تخلّى عن تعليمه وقهر الريال

ألكسندر إسحق... "إبراهيموفيتش الجديد" تخلّى عن تعليمه وقهر ريال مدريد

06 فبراير 2020
"عريس البرنابيو" قاد سوسيداد للتأهل (Getty)
+ الخط -
سجل هدفين رائعين قهر بهما ريال مدريد، وأقصاه خارج ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، في ليلة تاريخية، اليوم الخميس، مع فريقه ريال سوسيداد، وعلى مرأى من جماهير "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد... كل ذلك كان من صنع لاعب شاب لم يتجاوز الـ20 عاماً من عمره اسمه ألكسندر إسحق.


أطلق اللاعب السويدي الصغير ألكسندر إسحق العنان لإبداعاته على أرضية الفريق "الملكي" حينما سجل هدفين رائعين من أصل 4 أهداف، ساهمت في انتصار فريقه على حساب ريال مدريد، وأقصى بهما صاحب الأرض والجمهور، وبفوز شاق قوامه 4-3 في لقاء مثير.

ورغم أنّ ريال مدريد كان قريباً من "ريمونتادا" يوقف فيها طموح سوسيداد الذي أبى بدوره أن يستيقظ من الحلم الجميل بهزيمة الريال أولاً ثم التأهل للدور نصف النهائي من المسابقة ثانياً، إلا أنّ إسحق سطّر اسمه بحروف ذهبية في تاريخ الكرة الإسبانية.

لم تتوقف محطات قهر إسحق الشاب لريال مدريد عند هدفي ليلة الخميس، فقد سبق وأن قهر الريال في أولى محطات مسيرته الناشئة، وتحديداً في يناير/كانون الثاني من العام 2017، عندما رفض بالفعل ارتداء قميص "الملكي"، وقد كان يبلغ من العمر حينها 17 عاماً، وهو ما أكدته صحيفة "ماركا" الإسبانية، مقرراً التوجّه إلى صفوف بروسيا دورتموند الألماني، والذي استمر معه حتى العام الماضي، قبل الانتقال إلى سوسيداد الذي يتألق حالياً معه ويقدم أداء رائعاً هذا الموسم، إذ سجل 13 هدفاً في 27 مباراة، 7 منها في مسابقة الكأس.

كان إسحق قد حزم حقائبه تاركاً عائلته في السويد متجهاً جنوباً صوب ألمانيا، وعندما وصل إلى هناك، كان لا يزال طالباً في المدرسة، لكنه قرر التضحية بتعليمه للتركيز على مسيرته الرياضية المهنية في دورتموند.

عانى إسحق المنتمي لأبوين من إريتريا في دورتموند، ولم يشارك كثيراً في صفوف الفريق، ومن ثم تمّت إعارته إلى فريق فيليم الهولندي، فسجّل معه 14 هدفاً خلال 18 مباراة في الموسم 2018، لكنّه عاد لدورتموند من جديد دون أن يثبت نفسه مع الفريق، ليقرر الرحيل في يونيو/حزيران 2019، إلى صفوف ريال سوسيداد.

ووقّع إسحق عقداً مع النادي الإسباني يمتد حتى 30 يونيو/حزيران 2024، في صفقة قدرت بين 6 إلى 10 ملايين يورو بحسب صحف ألمانية.


يعتبر اللاعب السويدي أحد ضحايا "العنصرية"، وتحديداً في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 حينما عكرت إهانة عنصرية ضده صفو احتفالات السويد بالتأهل لبطولة أوروبا لكرة القدم 2020 بعد الفوز خارج أرضها 2-0 على رومانيا.

وتوقفت المباراة لوقت قصير بقرار من الحكم بعد سماع صيحات عنصرية ضد إسحق عند نزوله بديلاً لماركوس بيرج في الدقيقة 78، وقال اللاعب حينها، في تصريحات صحافية: "سمعت صيحات عنصرية من المدرجات وسألت الحكم إن كان يسمعها. لم يكن يسمع وبعد دقائق أوقف الحكم المباراة وأجرينا محادثة صغيرة ثم استكملت المباراة، وأنا بخير وسعيد بالفوز. الواقعة مؤلمة بالتأكيد وهذا مؤسف لكننا كنا مستعدين للموقف".

وأظهر إسحق حينها أيضاً شجاعة في وجه السخرية من المدرجات، وبحث عن الاستحواذ على الكرة حتى صافرة النهاية، لتتأهل السويد باحتلال المركز الثاني خلف إسبانيا في المجموعة السادسة، وصرّح حينها قائلاً: "لا أترك أموراً مثل هذه تؤثر بي ومن الأفضل تجاهل الأمر. يوجد حمقى دائماً ومن الأفضل عدم الالتفات لهم".


إسحق يلقب بـ"إبراهيموفيتش الجديد" يشبه النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش جسدياً وكروياً أيضاً؛ لا سيما طوله الفارع إذ تفرق بينه وبين زلاتان "بوصتان فقط" في الطول ولكل منهما جسد نحيف قليلاً كما أنه يتشارك معه في صفة "الوحشية" أمام شباك الخصوم، ومع ذلك فقد ردّ ذات مرة على تشبيهه بزلاتان بنبرة تحدٍ قائلاً: "قورنت مع زلاتان في كثير من الأحيان. لا شيء يهمني في هذا الشأن. أريد أن أكون أنا فحسب، وسأبذل قصارى جهدي، وسنرى أين سأصل".

المساهمون