بلايلي محطم الأرقام: 6 ألقاب في غضون 10 أشهر

بلايلي محطم الأرقام: 6 ألقاب في غضون 10 أشهر

22 يوليو 2019
يوسف بلايلي عاد من بعيد للملاعب (Getty)
+ الخط -
لم يكن أشد المتفائلين يراهن على العودة القوية للنجم الجزائري يوسف بلايلي للملاعب، بعد الأزمة التي عاشها وقادته إلى المحكمة الرياضية، وخضع نجم وهران السابق للإيقاف وتشبه قصته قصة محارب جزائري شق الصحراء، ومنحته الثقة في نفسه قوة كبيرة، ليعود وينحت اسمه بأحرف من ذهب في القارة الأفريقية.

الكل كان يتصور بأن مسيرة اللاعب انتهت وأصبحت في غياهب النسيان بعد ثبوت تناوله مادة الكوكايين، حيث كشفته الفحوصات والاختبارات العشوائية التي خضع لها بعد مباراة فريقه إتحاد الجزائر في دوري أبطال أفريقيا في عام 2015.

وبدأت رحلة معاناة شق خلالها إبن وهران البالغ من العمر 27 عاماً الصحراء، ومر بلايلي بفترات عصيبة عندما تلقى حكماً بإيقافه وتجميد نشاطه بسبب المنشطات. ولاح بصيص الأمل عندما قررت المحكمة تقليص العقوبة المبدئية بالإيقاف أربع سنوات إلى عامين فقط، ليتمكن من العودة في سبتمبر/أيلول 2017.

غير أن العودة لم تكن سهلة بالنسبة للاعب تناول المنشطات وفاحت رائحة سلوكه في الأوساط الرياضية حيث قابل اللاعب النفور في بلاده وخارجها، وكان لزاماً على بلايلي أن يبدأ حياته من الصفر من أجل استعادة مكانته ولم يكن بالسهل لا ذهنياً ولا بدنياً، حيث تسلح اللاعب الجزائري بالعزيمة وعاد لورشة التدريبات لينهي مرحلة عانى فيها الكثير لكنه لقي المساعدة من عائلته وأصدقائه المحيطين به.


العودة من بوابة الدوري الفرنسي

طوى بلايلي صفحة الإيقاف المرة وعاد للملاعب وكانت العودة من بوابة الدوري الفرنسي وبالتحديد مع نادي "أنجيه" في دوري الدرجة الثانية، ولم يلعب بلايلي سوى دقائق معدودة، وغادر الجزائري فرنسا ولا يعرف مصيره ومستقبله محبطاً لعدم نجاح تجربته الفرنسية.

الترجي يمد يده للاعبه السابق

وبمجرد العودة إلى الجزائر تلقى بلايلي اتصالاً هاتفياً من حمدي المدب رجل الأعمال التونسي الشهير والذي يترأس الترجي التونسي يعرض فيه العودة للترجي بعد أن قضى موسمين في الفترة المتراوحة من 2012 و2014 لعب خلالها 55 مباراة وسجل 10 أهداف.

وفاز اللاعب ببطولة الدوري التونسي وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال وأصبح قريباً من قلوب جماهير الترجي نظراً لإبداعاته، لكن بدا هذه المرة أن لدى بلايلي رغبة في ترك الإحباط والمشاكل خلف ظهره بعد العودة إلى الفريق الأكثر نجاحاً في الكرة التونسية والأكثر تتويجاً على الصعيدين المحلي والقاري.

وأعلن بلايلي عن نفسه للجماهير على المستوى القاري عندما قاد الترجي إلى لقب دوري الأبطال 2018 على حساب الأهلي المصري. وخسر الترجي 3-1 في الذهاب بالإسكندرية، وكان هو صاحب الهدف من ركلة جزاء، ثم قاد فريقه إلى التألق في ملعب رادس ليفوز 3-صفر ويحرز اللقب للمرة الأولى منذ 2011.

بلايلي يعوض خيبته بحصد كل الألقاب

عودة بلايلي للترجي في 2018 قادماً من اتحاد الجزائر اقترنت بالتتويج بعدد قياسي من الألقاب، بدءاً ببطولة الدوري التونسي في يونيو 2018، ثم دوري أبطال إفريقيا في نوفمبر من تلك السنة، وفي العام الحالي حصد بلايلي ثلاثة ألقاب أخرى وهي دوري الأبطال في نسخة 2019 والذي يريد الكاف إعادته والقضية جارية أمام محكمة التحكيم الرياضي، وكأس السوبر التونسي بالدوحة، ودوري تونس للموسم الثاني على التوالي.


كأس إفريقيا التتويج الأكبر

وشق بلايلي طريقه إلى تشكيلة الجزائر بقيادة جمال بلماضي، وأصبح من العناصر الأساسية مع رياض محرز وبغداد بونجاح رغم وجود لاعبين بارزين في أوروبا، مثل إسلام سليماني وآدم وناس وياسين براهيمي.

قال بلماضي لوسائل إعلام "لقد قمت بتنفيذ ما قلته من البداية، والدليل على ذلك يوسف بلايلي لأنه لم يكن ضمن خطتي في البداية ولم يكن يلعب مع المنتخب الوطني في السنوات الماضية". وأضاف المدرب -الذي يشغل منصبه منذ عام واحد- أن "(بلايلي) تألق وحجز موقعه في التشكيلة على حساب لاعبين آخرين أكثر خبرة.. يمكن للجميع اللعب إذا أثبتوا جدارتهم. وكان بلماضي يتابع لاعبي الجزائر الذين يحترفون في الدوريات العربية ولم تكن لديه فكرة التركيز على المحترفين في الأندية الأوروبية فقط ومن هنا جاء الرهان الصعب.

بلايلي يفوز بثقة بلماضي

ووصلت ثقة بلماضي في بلايلي إلى أنه أبقى عليه لمدة 120 دقيقة في الملعب أمام ساحل العاج في الدور ربع النهائي، في حين استبدل كل العناصر الهجومية الأخرى، محرز وبونجاح وسفيان فيغولي.

وكان بلايلي في مستوى توقعات مدربه وسجل هدفين في البطولة، أحدهما في الفوز 1-صفر على السنغال في دور المجموعات، وهو الهدف الوحيد الذي هز شباك "أسود التيرانغا" في البطولة، والثاني عندما افتتح التسجيل في الانتصار 3-صفر على غينيا في الدور ثمن النهائي.

واعتاد بلايلي بدء المباريات على الجانب الأيسر، على أن يكون محرز -لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا وأفضل لاعب أفريقي سابقاً- في الجانب الأيمن، لكنه لا يربط نفسه في مركز الجناح فقط.

ويتحول بلايلي -صاحب المجهود البدني الوافر- كثيراً إلى مركز صانع اللعب أو حتى يذهب إلى الجانب الأيمن في بعض اللقطات خلال سير المباريات، كما أنه يجيد أداء الدور الدفاعي بشكل مميز، وكثيراً ما يعود إلى الخلف لمساعدة الظهير الأيسر رامي بن سبعيني.

وفي ظل أن بلايلي هو اللاعب الوحيد في تشكيلة الجزائر الأساسية الذي لا يزال يلعب في أفريقيا، فإنه يبدو مرشحاً بقوة للحاق بزملائه في الخارج، في حين ذكرت تقارير أنه مرشح للانتقال إلى فرنسا.

وقال بلايلي "عندما عدت إلى اللعب قلت إني سأحرز لقب دوري أبطال أفريقيا مع الترجي وكأس الأمم مع بلادي، بإذن الله سأهدي التتويج لعائلتي وابني والشعب الذي ينتظرنا". وسيخوض بلايلي رابع نهائي أفريقي خلال 8 أشهر فقط، وذلك بعد نهائي دوري الأبطال نسختي 2018 و2019 وكأس السوبر الأفريقي 2019.

العروض تتهاطل على بلايلي

وكان من الطبيعي أن تتهاطل العروض على يوسف بلايلي في ضوء العروض القوية التي قدمها مع فريقه الترجي طوال الموسم ومع منتخب الخضر وهي المغامرة التي انتهت بالتتويج.

ودخل يوسف بلايلي في دائرة اهتمامات أندية خليجية وخاصة في قطر حيث يتنافس كل من السد والدحيل لضمه، ويريد السد أن يستفيد من التوليفة "بونجاح وبلايلي" في خط الهجوم، بينما يأمل الدحيل تعويض رحيل لاعبه التونسي يوسف المساكني إلى بلجيكا.

كما أعرب كل من ليل ومرسيليا عن الرغبة في ضم اللاعب صاحب الـ 27 ربيعاً، ويرتبط بلايلي بعقد مع الترجي حتى عام 2021، وحدد شيخ الأندية التونسية سعر الانتقال بـ 8 ملايين يورو. فهل يفضل بلايلي مواصلة المشوار مع الترجي أم الرحيل إلى آفاق أخرى في أوروبا.

أيام قليلة ونتعرف على الوجهة القادمة لهذا اللاعب الذي أثبت قوته الذهنية بالعودة للملاعب بعد إيقاف كان يهدد حياته المهنية، في ظل العروض العديدة التي تلقاها نجم الترجي الرياضي التونسي من الخليج وأوروبا.

دلالات

المساهمون