حصاد العرب بالجولة الأولى.. من أبو تريكة إلى بلماضي

حصاد العرب في الجولة الأفريقية الأولى.. من أبو تريكة إلى بلماضي

26 يونيو 2019
أبو تريكة نجم منتخب مصر سابقاً (Getty)
+ الخط -
ما بين فرض واقع النجم الكبير محمد أبو تريكة وحصد 10 نقاط، وتفوق بلماضي، وتعثر جيراس، أنهت المنتخبات العربية الخمسة، مصر والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، مشوارها في الجولة الأولى لمنافسات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في مصر، التي تمتد حتى 19 يوليو/ تموز المقبل.

ومع إسدال الستار على الجولة الأولى في المجموعات الخمس الأولى من بين المجموعات الست، نرى العديد من الظواهر التي فرضت نفسها على مسيرة المنتخبات العربية المشاركة في البطولة.

وفي طليعة الظواهر تأتي "ظاهرة سياسية جماهيرية"، وهي تحول بطولة كأس الأمم الأفريقية إلى كأس أبو تريكة بفضل الهتافات الجماهيرية المدوية التي نالها نجم الكرة المصرية السابق، محمد أبو تريكة، في مباريات المنتخبات العربية جماهيرياً كلّما حانت الدقيقة 22 في أي مباراة تستغلها الجماهير.

وهتفت الجماهير بشدّة للنجم الكبير تضامناً معه بعد تعرّضه لهجوم من الإعلام المصري في الفترة الأخيرة وصل إلى حد إطلاق لفظ "الإرهابي" على اللاعب الفائز بالبطولة مرتين من قبل، وتحول هاشتاغ كأس الأمم لأبو تريكة إلى علامة بارزة من علامات التفاعل الجماهيري في مواقع التواصل الاجتماعي.

وهتفت الجماهير المصرية "أبوتريكة أبوتريكة" أكثر من مرة في لقاء مصر وزيمبابوي، ثم انضمت لها الجماهير المغربية أمام ناميبيا، ثم الجماهير الجزائرية أمام كينيا ثم الجماهير التونسية أمام أنغولا ثم الموريتانية أمام مالي في مشهدٍ نال الاهتمامات، وفرض نفسه بقوة على المدرجات وكتب واحداً من أقوى مشاهد البطولة القارية.

وبعيداً عن محمد أبوتريكة المعتزل منذ 6 سنوات، أسفرت الجولة الأولى عن عدة ظواهر، بعدما حققت المنتخبات العربية ضربة بداية معقولة، حصدت خلالها 10 نقاط من إجمالي 15 نقطة بفضل 3 نقاط للفراعنة، بعد الفوز على زيمبابوي بهدفٍ دون ردّ، وكذلك المغرب بالفوز على ناميبيا بهدف دون رد والجزائر بالفوز على كينيا بهدفين دون ردّ وتونس التي تعادلت مع أنغولا بهدفٍ لكلّ منهما، وخسارة وحيدة عربية من نصيب موريتانيا أمام غينيا بأربعة أهداف مقابل هدف.

وكتبت الجولة الأولى أيضاً ظهور المدرب الجزائري الشاب جمال بلماضي الذي قدم أوراق اعتماده للجماهير مبكراً بفضل كرة قدم هجومية وأعاد للجزائر وجهاً هجومياً رائعاً وتطور معه مستوى سفيان فيغولي، وتحول رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنكليزي إلى قائد حقيقي داخل الملعب، وكذلك اكتشف الثنائي المميز يوسف عطال الظهير الأيمن الأفضل في البطولة حتى الآن، وبغداد بونجاح رأس الحربة القنّاص، وقدّمت الجزائر في مواجهة كينيا أقوى بداية لها في بطولات كان خلال السنوات الأخيرة وأصبحت من بين أقوى 5 مرشحين للتتويج بطلاً.

ومن ظواهر الجولة الأولى تراجع الفرنسي آلان جيراس المدير الفني المخضرم لمنتخب تونس، الذي دشن بداية سيئة له في البطولة القارية بعد تعادل تونس مع أنغولا 1-1 ارتكب فيها مجموعة من الأخطاء، أبرزها سوء إدارة المباراة والتغييرات غير المبررة في التشكيلة الأساسية، وأشهرها إبعاد فرجاني ساسي العقل المفكر لنسور قرطاج، واللعب بدون رأس حربة ولم يظهر أي من طه ياسين الخنيسي أو فراس شواط في مركز المهاجم الصريح، وعدم الدفع بيوسف المساكني في مركزه المفضل "الجناح الأيسر"، وهو ما ساهم في تراجع مستوى نسور قرطاج.

وبالنظر إلى ظاهرة أخرى رقمية، نجد أن المنتخبات العربية الخمسة سجلت في الجولة الأولى 6 أهداف في 5 مباريات بمعدل تهديفي 1.2 هدف في المباراة الواحدة، يتصدرها المنتخب الجزائري الأعلى تهديفاً، برصيد هدفين حتى الآن، فيما سجلت منتخبات مصر والمغرب وتونس وموريتانيا هدفاً لكلّ منها في كلّ مباراة خاضها وهو معدل جيد مقارنة بخوض المنتخبات الخمسة لأول مبارياتها في البطولة القارية.

وفي الإطار نفسه، تبرز ظاهرة أخرى تتمثل في صيام نجمين كبيرين عن التسجيل مع منتخباتهما في الضربة الأولى للبطولة القارية، بعدما غاب محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي عن التسجيل مع المنتخب المصري في لقاء زيمبابوي وأهدر أكثر من فرصة، فيما غاب حكيم زياش نجم أياكس الهولندي والمنتخب المغربي عن التسجيل في لقاء فريقه أمام ناميبيا.

ومن ظواهر العرب في الجولة الأولى تحقيق موريتانيا خطوة وحيدة من أول لقاء لها في تاريخها بالبطولة، بطله هو اللاعب الحسن العيد، الذي دوّن اسمه بأحرفٍ من ذهب، بعدما بات أول لاعب موريتاني في التاريخ يُسجل هدفًا لمنتخب بلاده وكان من ركلة جزاء هزّ بها شباك مالي، وكانت المكسب الوحيد بعد الخسارة الكبيرة التي تلقاها موريتانيا أمام مالي بأربعة أهداف مقابل هدف في الجولة الأولى.

وفي النهاية أنهت المنتخبات العربية الجولة الأولى ما بين تصدر الجزائر بمشاركة السنغال المجموعة الثالثة والمغرب بمشاركة كوت ديفوار المجموعة الثانية، فيما حلّت مصر وصيفاً بفارق هدف عن أوغندا في المجموعة الأولى، وتأتي تونس وصيفة وموريتانيا رابعة في المجموعة الخامسة في ظاهرة أخرى من ظواهر حصاد الجولة الأولى.

المساهمون