مسؤول فريق جزائري يورّط رئيس فريقه في قضية "فساد"

مسؤول فريق جزائري يورّط رئيس فريقه في قضية "فساد"

15 يونيو 2019
أزمة الكرة الجزائرية مُستمرة (Getty)
+ الخط -

بالرغم من نهاية منافسات الدوري الجزائري للمحترفين بدرجتيه الأولى والثانية منذ أسابيع، إلا أن فضائح الفساد لا تزال تسيل الكثير من الحبر وتثير الجدل، امتداداً للمشاكل والأزمات الكثيرة التي تخيم على المنظومة الكروية في البلاد.

وفجّر أحد مسؤولي فريق شباب قسنطينة فضيحة مدوّية، عندما اعترف بتورط المدير العام للنادي في قضية فساد، ومحاولة ترتيب نتيجة مباراة في آخر جولة من الدوري خلال الموسم المنقضي، ويتعلق الأمر بمباراة شباب قسنطينة واتحاد العاصمة، التي جرت بقسنطينة في نهاية شهر مايو/ أيار الماضي انتهت بفوز كبير للاتحاد (3 – 1)، وهو الأمر الذي سمح له بنيل لقب الدوري من غريمه ووصيفه شبيبة القبائل، الذي كان يحتاج لخسارة الاتحاد أو تعادله قصد الظفر باللقب.

وقال السكرتير العام لفريق شباب قسنطينة الجزائري إلياس صويلح، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام جزائرية: "نعم لقد اشترطنا مبلغ 2.5 مليار سنتيم (نحو 200 ألف دولار أميركي) على فريق شبيبة القبائل، كي نفوز على الاتحاد وأنا من قام بإيصال هذه الرسالة لمدير فريقنا".

وأضاف: "قبل أيام من إجراء الجولة الأخيرة من الدوري، التقيت المدير العام لفريقي طارق عرامة بالملعب، وأخبرني بأن شريف ملال رئيس شبيبة القبائل كلّمه كثيراً على الهاتف لكنه لم يرد عليه، قبل أن يطلب مني أن أمنحه هاتفي الجوّال كي يكلمه من عندي"، وتابع: "لكن عرامة اتهمني بعدها بأنني كنت على اتصال دائم مع ملال، ونفيت ذلك قطعياً، وأكدت له بأن ذلك لم يحدث تماماً".

وواصل المسؤول حديثه وقال: "بعدها طلب مني عرامة أن أكلم ملال في الهاتف، وفعلت ذلك، وقال محدّثي بأنه مسؤول في إدارة الشبيبة وبأنهم قاموا برصد علاوة بمبلغ 20 مليون سنتيم (نحو 1500 دولار) لـ 18 لاعباً المدعوّين للمشاركة في مباراتنا مع الاتحاد، فضلاً عن تخصيص نفس المبلغ لأعضاء الجهاز الفني".

وأضاف المسؤول في حديثه: "قلت له أنا غير معني بالأمر تماماً، وأكدت له أن المسؤول الأول في فريقنا أخبرني أنكما اتفقتم على منح لاعبينا ما يعادل 4 علاوات للّاعب الواحد وليس واحدة فقط أي نحو 2.5 مليار سنتيم، ووافق على ذلك قبل أن يطلب مني المجيء إلى العاصمة لإنهاء الاتفاق، لكنني رفضت ذلك، وطلبت منه أن يأتي إلى قسنطينة في حال رغب في تحفيز اللاعبين"، وختم قائلاً: "لقد قلت لكم الحقيقة التي يجب على الجماهير أن تعرفها كي لا تبقى في حيرة".

وكانت لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة لكرة القدم، قد استدعت رئيس فريق شبيبة القبائل شريف ملال والمدير الرياضي لفريق شباب قسنطينة طارق عرامة، قصد المثول أمامها يوم 10 يونيو/ الماضي، قصد سماع أقوالهما بسبب تسريب تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية دارت بينهما قبل تاريخ 26 مايو الماضي، وتضمنت المكالمة المسربة "محاولة رشوة"، وأموراً خطيرة أخرى.

وكان رئيس شبيبة القبائل أول من فجّر خيوط هذه الفضيحة، وذلك مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه الذي فاز على أهلي البرج بهدفين لصفر يوم 26 مايو الماضي في ختام البطولة، وقال شريف ملال في تصريحات للصحافيين آنذاك: "أريد أن أقول أيضاً بأن المنطق لم يتم احترامه أبداً لأن فريق شباب قسنطينة لم يلعب المباراة كما يجب".

وأضاف الرئيس: "لقد قام مسؤولو شباب قسنطينة بالتواصل معنا، وأكدوا لنا أنهم بحاجة إلى مبلغ 2.5 مليار سنتيم كي يفوز فريقهم على اتحاد العاصمة ولكنني رفضت ذلك"، قبل أن يورّط ملال نفسه وفريقه في الفضيحة، قائلاً: "لقد رفضت المبلغ الذي طلبوه مني، ولكنني عرضت منح كل لاعب من فريقهم مبلغ 20 مليون سنتيم".

وبعدها مباشرة رفض المدير العام لشباب قسنطينة طارق عرامة، الاتهامات التي وجهها لهم رئيس الشبيبة مهدداً بمقاضاته، ومؤكداً أنه لم يتواصل أبداً مع ملال، وبأن فريقه لعب بنزاهة أمام اتحاد العاصمة.



لكن الفضيحة كانت أكبر، بعدما شهدت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تسريب مكالمة هاتفية تورط شريف ملال وطارق عرامة في محاولة للإطاحة بفريق اتحاد العاصمة في الجولة الأخيرة من الدوري، قصد حرمانه من التتويج بلقب البطولة الذي ناله في النهاية.

وتُظهر المكالمة التي دامت قرابة 3 دقائق ونصف، بصراحة قيام ملال بمطالبة عرامة بضرورة الفوز على الاتحاد واحترام أخلاقيات اللعبة، قبل أن يطلب بشكل مفاجئ من عرامة أنه مستعد لتحفيز لاعبي فريقه مالياً بهدف الإطاحة بالاتحاد وكذلك إرسال أشخاص إلى قسنطينة، ووافق عرامة على عرض ملال بمنح مكافآت للاعبي الشباب، إذ أكد أن لاعبيه بحاجة لعلاوات مالية قصد الفوز، وأن أشخاصاً محسوبين على فريق اتحاد العاصمة عرضوا أموالاً كثيرة بهدف شراء المباراة، في وقت انتهت المكالمة بتواعد الرجلين على الحديث مجدداً حول الأمر.




المساهمون