ميلان وحلم الأبطال... المهمة أصعب من المتوقع

ميلان وحلم الأبطال... المهمة أصعب من المتوقع

04 ابريل 2019
غاتوزو مدرب نادي ميلان (Getty)
+ الخط -

في كلّ موسمٍ، تعيش جماهير ميلان على حلمٍ واحد بات يُشكل هاجساً للجميع، هو التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد سنواتٍ من الغياب عن البطولة الأبرز على المستوى القاري.

ميلان التاريخ والحكايات والأمجاد والذكريات، صاحب الألقاب الأوروبية السبعة، لا يزال يعاني في السنوات الأخيرة، منذ فترة الرئيس سيلفيو برلسكوني وبعدها مع مالكيه الصينيين ثم الآن مع بنك إيليوت، الذي يجب إنصافه بأنه يحاول قدر المستطاع دعم الفريق، لكن عقوبات "يويفا" تعيق تحركاته المالية وشراء اللاعبين، وهو يأمل أن تكون البداية أقوى في الموسم المقبل، خاصة أنه دخل منذ حصوله على ملكية النادي في مشاكل عدة بسبب مالك النادي السابق، الصيني يونغهونغ لي. وخسر ميلان أمام إنتر قبل أسبوعين ثم تعرّض لهزيمة جديدة قبل أيام في الدوري أمام سمبدوريا، ليتعادل بعدها أمام أودينيزي على أرضه في سان سيرو.

أسباب متعددة قد تمنع ميلان من التأهل لمسابقة دوري أبطال الموسم المقبل، فما هي يا ترى؟

إصاباتٌ مؤثرة
صحيحٌ أن الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما أخطأ في الفترة الماضية حين أهدى سمبدوريا هدفاً بطريقة غريبة، لكن لا يُمكن إغفال قيمته الكبيرة في أرضية الملعب، وتألقه في العديد من المواقف بإنقاذ الفريق من أهدافٍ محققة.

قد يخسر ميلان جهود دوناروما في الفترة المقبلة، لا سيما في مباراة يوفنتوس يوم السبت، وهذا الأمر لن ينطبق عليه فقط، فحتى اللحظة لم تحدد المدة التي سيغيب فيها البرازيلي لوكاس باكويتا، الذي يُعتبر أحد أنشط اللاعبين في الفريق، وهو الوحيد ربما الذي يمتلك المهارة التي قد تربك المدافعين.

وأصيب باكويتا في كاحل القدم خلال مباراة أودينيزي وخرج على العكازين، وهذا الأمر قد يعني غيابه لفترة لا تقلّ عن شهر. ولن يقتصر الأمر على هذين اللاعبين، بل يبدو أن الإيفواري فرانك كيسييه سيكون أيضاً ضمن قائمة الغائبين في الفترة المقبلة، وهو الذي يُعد أكثر الأسماء خوضاً للمباريات والدقائق منذ وصوله إلى الفريق قادماً من نادي أتلانتا، والذي برز في صفوفه.

خيارات غاتوزو
دائماً تُثير قرارات المدرب جينارو غاتوزو استغراب وغضب جماهير نادي ميلان، خاصة حين يخسر الفريق من دون تقديم أي أداء يُذكر. يرى بعض مشجعي النادي اللومباردي، أن رينو (لقب غاتوزو) الذي كان معروفاً بشخصيته القوية في الملعب يوم كان لاعباً، ليس الاسم الأنسب لقيادة الفريق في الفترة المقبلة، نظراً لافتقاره إلى الخبرة في عالم التدريب، إذ لم يخض تجارب كثيرة، مع العلم أن معظمها باء بالفشل.

بالتالي، قد لا يكون غاتوزو الخيار الأمثل لميلان في الموسم القادم، في حال تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا أو لا، لذلك من المُفضل أن يتم التعاقد مع مدرب خبير قادر على إخراج أفضل ما في اللاعبين، وبناء فريق متجانس ومترابط، ولديه رؤية أكبر في عالم الساحرة المستديرة مما سيساهم في عودة الروسونيري تدريجياً بقوة إلى المنافسة محلياً وأوروبياً.

مستوى متوسط وضعيف
لم يقدم العديد من اللاعبين مستوى مميزاً مع ميلان رغم أن الجميع كأن يأملُ تقديمهم صورة أفضل، على غرار ريكاردو رودريغز، الذي ظهر تائهاً في الفترة الأخيرة في مركز الظهير، ولم ينجح في الناحية الهجومية بعد سلسلة من التمريرات الخاطئة والعرضيات التي كانت بدون عنوان، إضافة إلى بُطئه في الارتداد والتراجع في الحالة الدفاعية.

نصل بعدها إلى الحديث عن التركي هاكان تشالهان أوغلو، الذي يظهر بمستوى مميز مع منتخب بلاده ثم يأتي ليبدي فشلاً كبيراً مع ميلان، وربما يتحمّل مسؤولية هذا الأمر غاتوزو، الذي لا يُعطيه الفرصة في الكثير من الأوقات للعب في المكان الذي يُحبذه.

من جانب آخر، كان الفرنسي باكايوكو أحد أهم أسباب نجاح ميلان في الفترة الماضية وحصده نقاطاً متعددة، لكن في المباراتين الأخيرتين ظهر بمستوى سيئ، وهذا الأمر أثّر على خط الوسط ككل، إذ خسر اللاعب العديد من الكرات في وسط الملعب ولم ينجح في القيام بالتغطية الدفاعية اللازمة، ما يعني أن استمراره على هذا المنوال سيُشكل عاملاً سلبياً في حال أراد الفريق التأهل لدوري الأبطال.

الاسم الأخير الذي يمرّ في مرحلة فراغ كبيرة، هو الإسباني سوسو، فلاعب ليفربول السابق كان أحد أهم الأسماء في الفريق، من خلال مهارته ومراوغته والتسديد بالقدم اليسرى، لكنه في الفترة الأخيرة، لم يعد مؤثراً كما السابق، هو لم يعد قادراً على صناعة الأهداف ولا حتى التسجيل، وقد نراه في مباراة يوفنتوس على مقاعد البدلاء، بالرغم من أنه دائماً كان خياراً أساسياً.


جدولٌ صعب
الطريق نحو دوري أبطال أوروبا تحتاجُ لعمل كبير، إضافة إلى أن الخصم سيُحدد بنسبةٍ كبيرة هوية المتأهل. ويلعب ميلان أمام العديد من الأندية الصعبة، نذكر منها يوفنتوس المتصدر على أرضه يوم السبت، وهو قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب. كما يُواجه أبناء المدرب غاتوزو، لاتسيو الذي يعتبر منافساً حقيقياً على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا مع المدرب سيموني إنزاغي، إضافةً لمواجهته كلّاً من ناديي فيورنتينا في فلورنسا وتورينو على أرض الأخير، والاثنان معاً يسعيان للمنافسة على مقعدٍ مؤهل للدوري الأوروبي، ما يجعل مهمة الفوز أصعب في ظل الرغبة الكبيرة في تحقيق النقاط الثلاث.

المساهمون